تقرير: الانتقالي يحكم على باعوم بالنفي إلى الأبد.. نموذج سوداوي لما سيكون عليه الجنوب
تقرير خاص – المساء برس|
يقدم المجلس الانتقالي الجنوبي نموذجاً سيئاً وخطيراً في الوقت ذاته للوضع السياسي الذي سيكون عليه الحال في حال أصبح الجنوب بالكامل تحت سيطرته بالقوة العسكرية مستظلاً بمظلة التحالف السعودي الإماراتي.
فما حدث للقيادي الجنوبي البارز ومؤسس الحراك الثوري الجنوبي الزعيم حسن احمد باعوم من تعمد مقصود من قبل مليشيا الانتقالي الجنوبي ومنعه للمرة الثانية من دخول مدينة المكلا والوصول إلى منزله هو وعائلته، يكشف كيف سيتعامل المجلس الانتقالي الجنوبي مع خصومه في حال أصبح هو المسيطر على الجنوب بالكامل، فما فعله الانتقالي مع الزعيم باعوم يعتبر نفياً من موطنه إلى الأبد، فالانتقالي لا يريد لباعوم ليس العودة إلى الحياة السياسية والنضال الحراكي الجنوبي فحسب بل قرر منعه حتى من العودة إلى منزله ومسقط رأسه في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، وهذا يعتبر حكماً بالنفي الأبدي من قبل قوة مسيطرة ضد شخصية سياسية وقيادية اجتماعية بارزة ومؤثرة كالزعيم باعوم.
وذلك يعكس أن الانتقالي في حال أمكن له السيطرة على فرض نفوذه وسيطرته عسكرياً وسياسياً على الجنوب فإنه سيحكم على كل خصومه بالنفي خارج اليمن ويمنع عودة أي منهم، خوفاً من أن تحدث هذه الشخصيات أو الخصوم تأثيراً مجتمعياً وسياسياً في المناطق التي ينتمون إليها يقود في نهاية المطاف إلى الانقلاب على الانتقالي شعبياً، ولهذا يرى الانتقالي أن الأفضل للحفاظ على بقاء أبناء الجنوب تحت سطوته وتحت واقع تأثيره وهيمنته وخطابه هو إبعاد أي قوى أو أطراف أو شخصيات أخرى مناهضة للانتقالي عن الجنوب حتى وإن كانت هذه القوى هي أول من أسس للحراك الثوري الجنوبي ضد نظام عفاش الذي يتحالف الانتقالي اليوم معه من جديد بدعوى الاصطفاف ضد أنصار الله، رغم كل ما فعله ذلك النظام بأبناء الجنوب منذ إعلان حرب صيف 94 وحتى اليوم.
همجية الانتقالي في تعامله مع خصومه ومع حتى بعض القيادات داخل الانتقالي نفسه بناءً على أسس مناطقية، هذا الوضع جعل من الإصلاح الذي يعد خصماً معروفاً للحراك الجنوبي وخصماً لدوداً لزعيم الحراك حسن باعوم منذ العام 2007 أن يستغل غباء وهمجية الانتقالي وتوظيفها لصالحه، حيث طالب رئيس الدائرة السياسية للإصلاح في حضرموت محمد بالطيف سلطات حضرموت السماح لباعوم بالعودة إلى منزله.
وحاول الإصلاح تجميل صورته في حضرموت باستعطاف الشارع الحضرمي لناحية ما يتعرض له باعوم، على الرغم من أنه وقبل ظهور الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات كان التهديد والخطر الأول الذي يواجه باعوم هو من الإصلاح الذي لم يكن من المستبعد أن يكون قد أدرج اسمه في قائمة التصفيات الجسدية بالاغتيال، ولولا أن الإصلاح انصرف إلى مواجهة الانتقالي الذي ظهر فجأة في 2016 لكان الإصلاح قد تمكن من تصفية الساحة السياسية الجنوبية لمصلحته متخلصاً من كل من يعتبرهم خصومه وعلى رأسهم باعوم.
وكان رئيس سياسية الإصلاح بحضرموت قد قال أيضاً أن “حق العودة إلى أرض الوطن حق مشروع ومكفول للجميع، ومن المعيب أن يمنع أي مواطن من العودة إلى بيته وأهله دون أي مبرر ومسوغ قانوني، ناهيك عن رجل بحجم وتاريخ ونضال أبو فادي”، مضيفاً بمنشور له على الفيس بوك “اقترح على من يجد الاستطاعة من المواطنين في حضرموت بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية الخروج والتوجه صوب المكان الذي يتواجد فيه المناضل والزعيم الجنوبي حسن احمد باعوم والتضامن معه والوقوف إلى جانبه حتى ينال حقه المشروع في الوصول إلى بيته هو وجميع أفراد أسرته الكريمة”.