التابع لا موقف له سوى اتباع ما يفعله أسياده (الإصلاح والانتقالي أنموذج)
كتب: يحيى محمد – المساء برس|
التابع لا موقف له سوى اتباع ما يفعله أسياده، هذا هو حال المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وحزب الإصلاح التابع لقطر وتركيا.
في آخر موقف يثبت حقيقة تبعية كلاً من الانتقالي والإصلاح للإمارات وتركيا وقطر، وتحولات مواقفهما بناءً على تحولات مواقف أولائهما، تسربت أنباء عن لقاء في العاصمة السعودية الرياض جمع بين رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي وبين عضو الهيئة العليا للإصلاح ورئيس كتلته البرلمانية عبدالرزاق الهجري فالأخير يقيم في الرياض وهو كغيره من قيادات الإصلاح على رأسهم محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي يخضعون للإقامة الجبرية منذ 2015، والزبيدي استدعته الرياض مؤخراً بشكل مهين للقاء بالسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في محاولة سعودية للضغط على طرفي اتفاق الرياض للعودة لتنفيذ الاتفاق ودفع الطرفين لتوحيد قوتيهما العسكرية ضد قوات صنعاء لمنع سقوط مدينة مأرب وإبقائها تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي.
اللقاء بين النقيضين الزبيدي والهجري الممثلين للإصلاح والانتقالي العدوان اللدودان جنوب اليمن، جاء بعد تغيرات مهمة في المنطقة أبرزها التقارب بين تركيا الداعمة والممولة للإخوان المسلمين ومنهم الإصلاح في اليمن وبين الإمارات التي صنعت وأنشأت وتتحكم بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ما يعني أن لقاء الزبيدي بالهجري جاء بناءً على التقارب بين تركيا والإمارات، وهو ما يؤكد أن لا الانتقالي ولا الإصلاح لهما مواقف ثابتة ويملكان حرية التحكم بقراراتهما ومواقفهما ومسألة تصالحهما أو معاداتهما لبعضهما البعض مرهونة بمصالحة أو معادة أوليائهما في الخارج.
على العكس من ذلك نجد جماعة أنصار الله في صنعاء، والتي يدعي التحالف أنها تتبع إيران، لم تكترث للتقارب الذي حدث مؤخراً بين إيران والسعودية والذي انتهى بإعادة تطبيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبدء الخطوات الأولية لإعادة فتح القنصليات والسفارات وفتح المجال أمام الصادرات التجارية والبضائع بين البلدين بعد المفاوضات التي جرت بين وفدين إيراني وسعودي جرت معظمها في العاصمة العراقية بغداد، ورغم كل ذلك التقارب، إلا أن السعودية لم تستطع إقناع إيران بأن تحاول التوسط لدى صنعاء لوقف التقدم العسكري نحو مأرب، وأكدت طهران أنها لا تستطيع التأثير على القرار السياسي في صنعاء وإذا أرادت الرياض الحل في اليمن فعليها الذهاب إلى أصحاب القرار في صنعاء، وبدورها أيضاً لم تذهب صنعاء للتودد للرياض بعد التقارب السعودي الإيراني الأخير وعلى العكس من ذلك استمرت في عملياتها العسكرية ضد قوات التحالف في مأرب ولم تكترث لأي اتفاقات أو تقارب بين الرياض وطهران ولو كانت صنعاء تابعة لطهران كما يدعي التحالف السعودي لوجدنا تهدئة عسكرية من قبل صنعاء ضد التحالف السعودي وضد الرياض تحديداً ولم نشهد هذا التصعيد الكبير في العمليات العسكرية الأخيرة التي شهدتها السعودية آخرها عملية توازن الردع الثامنة التي جاءت بالتزامن مع المفاوضات ذاتها.