تقرير: تطورات الحديدة المفاجئة خارج حسبة إعادة تموضع التحالفات في الجنوب
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
تتحرك الإمارات في الجنوب لإعادة تموضع القوات الموالية لها وتبديل قوة بدل أخرى، بالنسبة للانتقالي فلم يعد الأخير مجدياً للإمارات، وهو ما دفعها لإقناع السعودية بضرورة إعادة شخصيات نظام 7/7 للسلطة في الجنوب باسم الشرعية الجديدة باستثناء الإصلاح، وبما أن شراكة سلطة 7/7 كانت بين الإخوان ونظام صالح عفاش، فإن الشراكة الجديدة ستكون بين من بقي من أبناء عفاش وتحديداً أبناء أخيه وقيادات المؤتمر الموالين للإمارات من جهة وبين من يدعي حمل راية الجنوب واستعادة دولة ما قبل 90م “المجلس الانتقالي الجنوبي”.
لماذا اللجوء لبقايا عفاش؟
بالنسبة للإمارات والسعودية أيضاً فإن الانتقالي ليس بمقدوره تقديم ما تريده كلا من الإمارات والسعودية من مطامع وأهداف ومصالح غير مشروعة جنوب وشرق اليمن، بينما الأمر يبدو سهلاً لو كان الطرف المحلي المنفذ لمصالح الخارج هو بقايا نظام عفاش.
ولإعادة هذا النظام إلى السلطة من جديد فإن الأنسب للتحالف السعودي الإماراتي فرض مشاركة ودمج بين المجلس الانتقالي الجنوبي والذي سيكون مجرد واجهة فقط في الجنوب وبين بقايا مؤتمر عفاش الموالي للإمارات على أن يكون هذا الشريك الجديد هو الفاعل الحقيقي وصاحب النفوذ.
يدرك التحالف السعودي الإماراتي إن جعل المجلس الانتقالي ينفذ كل ما يطلبه التحالف منه في المحافظات الجنوبية أمراً صعباً لكنه ليس مستحيلاً، ولكن، ولتجنب أي متاعب قد تواجه التحالف مستقبلاً في الجنوب، تريد كلاً من الرياض وأبوظبي إبعاد الحرج عن المجلس الانتقالي الجنوبي أمام أنصار الانتقالي المنتظرين للمجلس تحقيق وعوده الماضية التي اتخذها عنواناً للنهوض وحشد الشارع الجنوبي خلفه ومنها استعادة دولة الجنوب وتحقيق الاستقلال و”تحويل عدن إلى دبي ثانية”، وتلك العناوين بعيدة المنال ومستحيلة التنفيذ في ظل استمرار التحالف السعودي الإماراتي في سيطرته واحتلاله للمحافظات الجنوبية، لكن لو كان المجلس الانتقالي الجنوبي أمام أنصاره ومؤيديه غير مسؤول عما يحدث في الجنوب من قبل التحالف السعودي فإنه لن يكون مُطالباً، شعبياً، بأن يتصدر واجهة مقاومة التحالف السعودي الإماراتي، فصاحب النفوذ الفعلي والسيطرة والهيمنة هو تيار المؤتمر الموالي للإمارات بما يملكه أيضاً من مليشيات سواءً كانت تلك المليشيات جنوبية كالعمالقة ومن مع المجلس الانتقالي من مسلحين من النخب والأحزمة الأمنية أو شمالية من سلفيي دماج والمشبوهين ممن تربطهم علاقات بتنظيمي القاعدة وداعش إضافة للمخدوعين ممن كانوا ينتمون سابقاً للحرس الجمهوري.
الإصلاح كبش فداء.. ولكن في الوقت المناسب
منذ مدة والتحالف السعودي الإماراتي يشن هجوماً في وسائل إعلامه على الإخوان المسلمين في اليمن “حزب الإصلاح”، ويتهم إعلام التحالف التنظيم بأنه السبب فيما وصلت إليه الأمور من هزائم عسكرية وتعاظم لقوة صنعاء سواءً عسكرياً أو اقتصادياً أو حتى جغرافياً وأيضاً شعبياً، والجزء الأخير “شعبياً” هو أكثر ما يؤرق التحالف السعودي الإماراتي الذي يدرك بأن الحاضنة الشعبية في المناطق التي يسيطر عليها التحالف في اليمن ستنقلب عليه عاجلاً أم آجلاً ولهذا فالتحالف خطط جيداً لمثل هذه اللحظة وأعد العدة لها من خلال وضع الإصلاح كبش فداء للتضحية به ولإخماد هيجان الشارع الجنوبي الذي لا يزال يعيش معاناة سيطرة التحالف على مناطقه ومحافظاته بما فيها من ثروات وبما تحتله من مواقع استراتيجية إقليمياً ودولياً.
سيتحمل الإصلاح إذاً مسؤولية فساد ما تسمى “الشرعية” وسيتحمل أيضاً مسؤولية الانهيارات العسكرية للتحالف، ومسؤولية الفشل الاقتصادي والفساد الإداري، والأهم من كل ذلك ان الإصلاح سيتحمل هو مسؤولية هيجان الشارع اليمني ضد التحالف، ليأتي الأخير بالحل الأمثل وهو: إزاحة الإصلاح من المشهد السياسي ليجب بعده كل مخلفات التحالف السعودي طوال السنوات السبع الماضية من عمر الحرب، ويأتي التحالف بعد ذلك بشرعية جديدة، مكونة من قطبين، الأول ممثل للجنوب وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، والثاني المنفذ الحقيقي للمصالح والرغبات والأطماع التي يسعى لتحقيقها التحالف بشقيه السعودية والإمارات وأيضاً الأطماع بعيدة المدى الخاصة بكل من بريطانيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا القطب يمثله طبعاً بقايا مؤتمر عفاش التابع للإمارات.
هل هناك علاقة بين تطورات الساحل الغربي وإعادة التموضع
وسط كل تلك المعمعة والتحركات، تأتي وعلى حين غفلة، مستجدات الساحل الغربي المفاجئة للجميع بما في ذلك صنعاء التي ورغم كونها طرفاً فيما حدث بشكل غير مباشر إلا أنها كانت متفاجئة من ردة الفعل من قبل التحالف والتي تمثلت بتوجيه الموالين لها في الساحل الغربي من الانسحاب من الحديدة إلى المخا.
في حديث لـ”المساء برس” مع مصدر رفيع المستوى في صنعاء، بخصوص ما حدث في الساحل الغربي، رفض المصدر الحديث بشكل صريح عن أي تفاصيل دقيقة، لكنه لمح إلى أن هناك أموراً خلف الكواليس حدثت خلال الفترة السابقة لقرار الانسحاب المفاجئ من الحديدة.
المصدر أضاف أنه من غير المصرح به كشف أي معلومة للإعلام بخصوص ما حدث، لافتاً بالقول إن التحالف هو من قرر الانسحاب من الحديدة طواعية ومن دون أي مفاوضات مع صنعاء، وكانت المعلومة الوحيدة التي أفصح عنها المصدر هي أن ما حدث في الحديدة لا علاقة له بما يحدث من إعادة تموضع وترتيبات جديدة وفرض تحالفات، وأن تطورات الحديدة هي حدث طارئ غير مرتبط بأي أحداث أو تطورات أو توجهات في جنوب وشرق اليمن.
كما أكد المصدر أن ما حدث في الحديدة ليس له علاقة أيضاً بالتطورات العسكرية في جبهات القتال في مأرب وليست مقايضة كما يتوقع البعض.