تقرير: اختراق عفاشي للجنوب بتسهيل وغطاء من الانتقالي
خاص – المساء برس|
يبدو أن أبناء المحافظات الجنوبية اليوم أمام اختراق عفاشي ناجح للجنوب وبتأييد ومباركة وتسهيل من المجلس الانتقالي “الجنوبي” المدعوم إماراتياً.
تدفع الإمارات نحو تحقيق تحالف ودمج بين مليشيا المجلس الانتقالي من جهة ومليشيا عفاش من جهة ثانية والتي يتكون معظم قوامها من المنتمين لسنحان مسقط رأس الرئيس الأسبق علي صالح إضافة لألوية العمالقة الجنوبية التي يشكل معظمها عناصر من السلفيين المتطرفين الذين كانت تقاتل بهم الإمارات في الساحل الغربي منذ بداية الحرب وحتى نهاية 2017.
تسعى الإمارات لتمكين هذه القوة، التي سيؤول أمر قيادتها حكراً على طارق صالح وشقيقه عمار صالح، من تسيد الموقف العسكري في الجنوب، بما في ذلك محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، والتي تتهيأ الإمارات لسحب قواتها من المنشأة الغازية بلحاف وترك المجال لقواتها الحليفة التي أطلقت عليها “القوات المشتركة” للسيطرة عليها بدلاً من ترك المجال للإصلاح لدخولها.
وصحيح أن “القوات المشتركة” هي قوات مختلطة من العمالقة وقوات طارق والانتقالي إلا أن القيادة ستؤول لتيار عفاش، ورغم ذلك سيبقى القرار السيادي في شبوة بما في ذلك بلحاف بيد الإمارات فيما المهام العسكرية التنفيذية على الأرض ستؤول لطارق عفاش وذلك بعلم وقبول المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يزعم حمل القضية الجنوبية ويحاول فرضه نفسه على المكونات الجنوبية بصفته المكون الوحيد الذي يمثل الجنوب ويحق له المشاركة في المفاوضات السياسية القادمة.
ولعل من المفارقات أن يجد أبناء الجنوب انفسهم أمام مكون جنوبي حديث النشأة أصبح هو المكون الطاغي وصاحب القوة العسكرية الأكبر فيما المكونات الجنوبية السابقة والعريقة تتعرض للتهميش والإقصاء والمحاربة العلنية من قبل المجلس الانتقالي نفسه رغم أن هدف كل هذه المكونات المعلن هو واحد وشعارهم الميع استعادة دولة الجنوب.
أبرز مثال على ذلك محاربة الانتقالي لرئيس مجلس الحراك الثوري السلمي حسن باعوم الذي عاد مؤخراً إلى حضرموت شرق البلاد وتفاجأ بمنعه من دخول مدينتي الشحر والمكلا وبقي منتظراً عدة أيام للسماح له بالدخول دون فائدة ليعود إلى محافظة المهرة، ما يعني أن أبناء الجنوب وحضرموت تحديداً أمام انقلاب صريح وواضح من قبل الانتقالي على الشعارات والعناوين التي كان يرفعها منذ تأسيسه ودعمه وتسليحه من الإمارات في 2015 واستطاع من خلالها استعطاف الشارع الجنوبي وحشد مؤيدين لصفه، وبمقابل هذا العداء الذي يواجه به الانتقالي كيانات الجنوب والحراك العريقة والرئيسية يذهب هذا الكيان الوليد بأموال إماراتية إلى التحالف مع من كانوا يوماً السبب الرئيسي في تشكل الحراك الجنوبي في 2007 والذين رفعوا منذ ذلك الوقت شعار استعادة الجنوب كتعبير مرفوع السقف عن حالة السخط الشعبي في أوساط الجنوب مواطنين وسياسيين وعسكريين وكوادر، جراء ما آلت إليه أوضاعهم بعد 17 عاماً من الوحدة الاندماجية وما تلاها في 94 من حرب عبثية وحملات نهب وسلب لكافة ممتلكات الجنوبيين بما في ذلك نهب ممتلكات الحزب الاشتراكي ومصادرتها باسم “محاربة الانفصاليين والملحدين” وذهاب كل تلك الأموال والأراضي والثروات لصالح حليفي نظام 7/7 (عفاش والإخوان)، اليوم هاهو نظام عفاش في يعود للسيطرة على الجنوب من جديد حتى وإن جاء هذا النظام تحت عباءة المجلس الانتقالي وحتى وإن رفع علم الجنوب فهو سيرفع قطعة القماش تلك بيد ويمارس في الجنوب وضد أبناء الجنوب ما كان يمارسه عمه قبل 2010 باليد الأخرى.