انسحاب عسكري سعودي بعد أيام من الانسحاب الإماراتي.. هل تتوقع الرياض أن تلحق شبوة بمأرب؟
شبوة – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
سحبت السعودية قواتها المتواجدة في محافظة شبوة الغنية بالنفط والخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، وفق ما أكدته وسائل إعلام محلية بينها قناة “بلقيس” التابعة للإصلاح والتي تبث من تركيا.
وأكدت القناة أن السعودية سحبت قواتها الموجودة في شبوة وسحبت معها كامل العتاد العسكري الموجود في مدينة عتق ومواقعها الأخرى ونقلتها إلى الوديعة.
الانسحاب السعودي المفاجئ يأتي بالتزامن مع اقتراب سقوط مدينة مأرب بيد قوات صنعاء وهي آخر معقل لقوات هادي في محافظة مأرب النفطية التي تشكل إلى جانب شبوة وحضرموت المثلث النفطي في اليمن.
يؤكد الانسحاب السعودي من وجهة نظر مراقبين عدم رغبة السعودية في مواجهة قوات صنعاء في شبوة كما هو الحال في مأرب التي لم يعد للتحالف مشاركة عسكرية فيها سوى بالغارات الجوية الكثيفة لمنع أو على الأقل إعاقة تقدم قوات صنعاء أطول فترة ممكنة ريثما تعيد الرياض ترتيب أوراقها.
اللافت أن الانسحاب العسكري السعودي يأتي بعد أيام قليلة من انسحاب عسكري إماراتي مشابه من معسكر العلم بمديرية جردان جنوب المحافظة، حيث نقلت أبوظبي قواتها من المعسكر الاستراتيجي القريب من مدينة عتق عاصمة المحافظة النفطية إلى الوديعة في حين أبقت أبوظبي على من كان موجوداً من قوات النخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، ولم تمضِ أيام حتى هجمت قوات الإصلاح على المعسكر وسيطرت على أجزاء منه ونهبت كل ما بداخله.
يؤكد مراقبون إن من الغريب أن يحدث انسحابان عسكريان للتحالف السعودي الإماراتي بالعتاد العسكري والقوات من داخل محافظة شبوة وأن يحسب البلدان قواتهما في غضون أسبوع واحد، في الوقت الذي يتهم فيه الانتقالي حزب الإصلاح بالخيانة والاتفاق مع أنصار الله على تسليم شبوة لقوات صنعاء، وفي الوقت ذاته تدفع الإمارات نحو تمكين القوات التابعة لها في الساحل الغربي التي يقودها طارق صالح وألوية العمالقة للدخول إلى شبوة والسيطرة عليها بذريعة حمايتها من السقوط بيد قوات صنعاء.
ويشير المراقبون إلى أنه من غير المستبعد أن تكون الرياض وأبوظبي قد اتفقتا على تحويل شبوة لساحة معركة لاستنزاف جميع الأطراف العسكرية، وذلك بعد وصول الرياض إلى قناعة بأن استمرار التمسك بمأرب والحفاظ عليها من السقوط بيد قوات صنعاء بات مستحيلاً وأن المحافظة النفطية ستسقط عاجلاً أو آجلاً بيد قوات صنعاء، ويضيف المراقبون إن الرياض قد تتوقع أن سيطرة صنعاء على مأرب سيدفعها للاتجاه نحو شبوة، لذا من غير المستبعد أن تكون الرياض تخطط لجعل المعركة في شبوة معركة استنزاف، لكن ما قد يقلب الموازين على التحالف في شبوة هو بناء الرياض توقعاتها على معطيات خاطئة، وهذا هو الأرجح – حسب المراقبين -.