وسطاء موالون للتحالف: الشرعية تخلت عن 2000 أسير في سجون الحوثيين
متابعات – المساء برس| كشف المحامي عبدالله سلطان شداد -أحد أبرز الوسطاء المحليين في ملف الأسرى والمعتقلين وعمليات صفقات التبادل بين الأطراف المحلية- إن عدد الأسرى والمعتقلين بين الأطراف بلغ أكثر من 10 آلاف أسير ومختطف.
وفي حوار مع “الموقع بوست” كشف شداد وهو قانوني ومحامي يمني يعمل لدى مؤسسة حماية القانون وتعزيز السلم الاجتماعي، وله نشاط إنساني في عدد من المبادرات المحلية عن أوضاع المختطفين والأسرى في السجون لدى الطرفين.
وتحدث شداد عن ملف المختطفين المليء بالشجون والمعاناة، مشيرا إلى أن أسرى ما يعرف بجبهة الحد الشمالي في منطقة كتاف وهم من أفراد الجيش والبالغ عددهم قرابة ألفي أسير يعانون وضعا سيئا في معتقلات الحوثي كون الشرعية تخلت عنهم.
المساء برس ينقل بعض تفاصيل اللقاء
نص الحوار:
*هل هناك من وساطات وجهود دولية لإخراج الأسرى من المعتقلات؟
**نعم هناك جهود ووساطات دولية لإخراج الأسرى والمعتقلين من المعتقلات, غير أنها جهود محدودة جدًا, تعتمد على التقاء أطراف الصراع بين فترة وأخرى وغالبا ما تكون سنوية. خلال ست سنوات والآن السنة السابعة, تمت صفقة واحدة فقط، بناء على جهود أممية إضافة إلى ما كانت من جهود محلية آنذاك.
*ما الدور الذي تلعبه الامم المتحدة في ملف أسرى الحرب في اليمن وما هو إنجازاتها في هذا المجال؟
**الأمم المتحدة تحاول أن يكون لها إنجاز في أي من الملفات وبالذات بعد إخفاقها بالملف السياسي والملف العسكري وكذلك إخفاقها في الملف الاقتصادي; فكانت هناك محاولات منها لأن يكون لها دور ولو محدد في الملف الإنساني عن طريق المبادرة في الإفراج عن الأسرى والمعتقلين عن طريق التبادل لكن لا تزال محدودة حتى أنها باتت تشعر أن أي ملف تتدخل فيه يتعقد أكثر مما إن يكون فيه أي إنجاز.
*كم تقدر عدد أسرى الحرب في اليمن حاليا؟
**يمكن أن يصل العدد في حدود 10 آلاف أسير حرب ومعتقل مرتبط بالأحداث، والذين تم الإفراج عنهم أيضا يمكن أن يصل إلى العدد نفسه.
*تحدث الإعلام أن هناك تبادل أسرى مقابل مختطفين، فالحوثيين لديهم مختطفين تبادل بهم بأسرى حرب في سجون الحكومة الشرعية.. ما رأيك أنت؟
**كل الأطراف لديها أسرى حرب. ذلك كان في السابق, قبل 2018م, كان الإعلام يتحدث عن إن الشرعية لا يوجد لديها أسرى حرب وإنما لديها معتقلين من أبناء الوطن يتم أخذهم من البيوت والطرقات والنقاط. والحقيقة يوجد لدى الطرفين أسرى حرب وبأعداد كبيرة موجودين بالآلاف كأسرى حرب أخذوا من المعركة ومنهم على سبيل المثال “أسرى وادي كتاف”, أكثر من ألفي أسير حرب، كذلك هناك أسرى من الحدود وأسرى من نهم وأسرى من الجوف ومن عدة جبهات فأسرى الحرب موجودين الا أن أحيانا الجانب الإعلامي يطغى عليه الشغل السياسي أكثر من الشغل المهني. إضافة إلى أن هناك معتقلين أهميتهم أكثر من أسير الحرب نظرًا للدور الذي يقوم به ويلعبه هذا المعتقل سواء قبل اعتقاله أو أثناء اعتقاله، فهناك من يدعون بأنهم معتقلين رغم ارتباطهم بالأحداث مثل: الإحداثيات أو عمل استخباراتي أو عمل تنسيقي، فهؤلاء يطلق عليهم على أنهم معتقلين رغم أنهم كانوا بمهمات عسكرية، وهناك مدنيين معتقلين ليس لديهم أي علاقة بالأحداث سوى الانتماء وهؤلاء عددهم يمثل نسبة ليست كبيرة.
*بحكم تجربتك ضمن وسطاء إنسانيين من هو الطرف الذي يعرقل عملية تبادل الأسرى على نحو أكثر جماعة الحوثي أم الحكومة الشرعية؟
**الطرفين بارعين في العرقلة, يزرعون العراقيل حتى أثناء التنفيذ، على الرغم من أنه يكون هناك اتفاق لتنفيذ كشوفات معدة مسبقا وأسماء مطروحة وأثناء التبادل تتفاجأ أن هناك الكثير من العراقيل، ولولا أننا كوسطاء محليين نبذل جهود مضاعفة أثناء التنفيذ لتجاوز تلك العقبات التي تضعها الأطراف لما نجحت أيا من تلك الصفقات. ونلجأ وقتها لتقديم الضمانات الشخصية حتى يتم تنفيذ ذلك.
*هل يقتصر جهودكم كوسطاء على أسرى مدينة تعز فقط أم أنكم تشتغلون على مستوى الأسرى في اليمن عموما؟
**تركيزنا بشكل كبير جدًا هو على ملف تعز، لدينا جهود أيضا فيما يتعلق بالوساطة في ملف الساحل وكذلك بما يتعلق بملف مأرب والجوف لكن هناك وسطاء مباشرين إلى جانبنا في جبهة الجوف ومأرب. حاليا نحن نعمل بشكل مباشر مع جبهة الساحل كوساطة محلية مباشرة.
*ماذا عن الأسرى الذين تم أسرهم في جبهة ما تسمى بجبهة الحد الشمالي؟
**بالنسبة لأسرى جبهة الحد الشمالي وهو كتاف البقع الحدود، هؤلاء هم أكثر الأسرى مهضومين في حقوقهم كأسرى، وكذلك في حقوقهم المادية كون الشرعية تخلت عنهم تماما لمجرد أسرهم من المعركة وعددهم كبير. وهؤلاء كما يقال ذاقوا الأمرين: فقد تركت أهاليهم وأسرهم بدون أي مستحقات وكذلك هم في السجون متركون دون الاهتمام بهم بما يحتاجونه من مصاريف يومية منذ تم أسرهم قبل عامين.
*لطالما تناقل البعض أخبار تقول بأن هناك مبادرة لتبادل الأسرى على مبدأ” الكل مقابل الكل” حدثنا أين وصلت تلك المبادرة ولماذا لا يتم تنفيذها حتى الآن؟
** كان هذا في اتفاق السويد في ديسمبر 2018م، لكنها لم تجد طريقا إلى النور, فمقولة” تبادل الكل بالكل” أصبحت عند الأطراف توحي بأن الطرف ليس مستعدًا للقبول بتبادل الأسرى وأنه ماض في عرقلة أي صفقات تبادل قادمة; لأنه من المستحيل أن يتم تبادل الكل مقابل الكل, لكن يمكن القول أنه تبادل على مبدأ الكل بالكل، ولكن على دفعات; لأن هناك مخفيين ومفقودين, وهؤلاء مثلوا عرقلة كبيرة جدًا, ولا يمكن أن تحل مشكلتهم إلا مع إنتهاء الحرب, خاصة الذين هم منذ (2015_ 2016), فعندما نقول “الكل بالكل” فكيف ستضع حلول لمن هم مخفيين ومفقودين, ممن لا يوجد لهم أي أثر, وكل طرف يدعي على الآخر بأعداد عالية وبالمئات وأن هناك أسماء لديه.
*هناك ازدواجية أو ما يمكن تسميتها بالكيل بمكيالين من قبل الأطراف وهو الافراج عن أسير واحد بمقابل عدد كبير من الأسرى لكونه ينتمي إلى عائلة معينة، إلى أي حد يوجد هناك عنصرية في صفقات تبادل الأسرى؟ ومن هو الطرف الاكثر عنصرية في التعامل؟
** صحيح هناك بعض الأسرى لهم أهميتهم من خلال أن يكون قيادي ذو رتبة عسكرية كقائد مجاميع أو من أتباع الشخصيات ذات أصحاب القرار.
هذه النظرة هي التي تجعل للأسير أهميته ومحاولة الضغط من خلاله بأن يشمل كشف الطرف الآخر أسماء ذات أهمية ايضا وشخصيات اعتبارية لها مكانتها ويستغل هكذا موقف لهكذا أسير أو معتقل والضغط من خلاله، إضافة إلى أن الأطراف جميعها لديها أسرى ذات أهمية وقيادات عسكرية، بالإضافة كون الحرب قد أضاعت الكثير من القيم والاخلاق فأحيانا شخص بسبب الانتماء لأسرة أو منطقة معينة أو قد يكون مرافق شخص أو سائق لأحد القيادات ويظلم من خلال الاحتفاظ به والمفاوضة من خلاله بشخصيات كبيرة ذات أهمية لدى الطرف الآخر على الرغم من عدم أهميته لدى الطرف الذي يتبعه فتجده مستمر في السجن مدة خمس أو ست سنوات لهذا السبب فقط على الرغم من انه يفترض ان يكون قد خرج في دفعات سابقة ولكن يظل الاحتفاظ به لغرض الضغط على الطرف الآخر.
*لماذا من وجهة نظرك، يعود بعض أسرى الحرب بعد خروجهم من المعتقلات إلى الجبهات ليقاتلوا من جديد؟
**البعض يعود للجبهات القتال نتيجة لما تعرضوا له من ضغوط نفسية داخل السجون والمعتقلات ولما يتعرضوا له من تعذيب، وكذلك البعض أيضا لما يحمله من جانب عقدي تجاه الطرف الآخر, هذا كله يدفع من يخرجون من السجون والمعتقلات إلى جبهات القتال لكن غالبا والكثير منهم يخرج وهو متأثر نفسيا ويحتاج إلى شهور أو سنوات من الرعاية والتأهيل، فغالبا يتم تكليفهم بأعمال مدنية أو جوانب أمنية ولا يرسلون إلى الجبهات.
الموقع بوست