سقوط مأرب بيد الحوثيين..ماذا بعد مأرب؟!
وما يسطرون- هاشم الدرة|
كثيرة هي الأخبار المتضاربة التي تتحدث عن انتصارات قوات صنعاء، أو كسر قوات الإصلاح و”الشرعية” المدعومة من التحالف، لزحف قوات صنعاء، على أسوار مأرب، غير أن ما تؤكده جميع الأخبار، هو أن حدود قوات صنعاء كانت قبل سبع سنوات، في فرضة نهم، وتسمع أصوات مدافعها، حتى صنعاء، العاصمة،وقوات التحالف، تردد شعار قادمون يا صنعاء، وكان الحديث في كل وسائل الإعلام التابعة للتحالف والموالية له، عن متى تدخل قوات التحالف صنعاء؟! وأن المانع لتلك القوات من دخول صنعاء، هو الخوف على الضحايا من المدنيين، أضف إلى ذلك، الحديث عن خسائر قوات صنعاء الفادحة في الأرواح والعتاد، والروحية المنهزمة وانعدام الروح القتالية لقوات الحوثي و،،،،،،،.
هذا الحديث دار على المسامع ليلا ونهارا، في الأخبار وفي اللقاءات التلفزيونية والصحفية، بالقادة العسكريين، والقبليين الموالين للتحالف، حتى دار في الشوارع والطرقات والسيارات والحافلات، والمجالس في العاصمة صنعاء، وأصبح كأنه هو اليقين الذي لا يساوره شك، بأن صنعاء على موعد مع دخول قوات التحالف، خلال أيام، فتحولت الأيام إلى أسابيع، وتلتها شهور وشهور وسنون، وفجأة.. تحدث المفاجأة……. قوات صنعاء، تسيطر على محافظة الجوف…………………………………..
واختصارا دون تفاصيل، ودون ذكر فضيحة صعده وأسر الآلاف من أفراد التحالف، وتطهير آلاف الكيلومترات من قوات التحالف والموالين لهم، ودون المرور على تطهير نهم، ودون ذكر تصريحات قادة التحالف العسكريين والسياسيين ومحافظ الجوف، ومشاهد التحدي لمحمد العرب ، ونحن هنا أين ….. وأحاديث المشائخ حول خذلان التحالف وانقطاع الدعم والسلاح والمرتبات ووووو،
كل هذه الأمور سنتجاوزها ليس لأنها ليست مهمة، على العكس من ذلك بل هي مهمة ومهمة جدا، لأي متابع للشأن اليمني، الميداني منه على وجه الخصوص.
لماذا هي مهمة كل تلك التفاصيل وقد تجاهلناها فيما سبق من الأحداث المفصلية على الواقع العسكري؟؟!!….. لأن الحديث اليوم يدور في كل وسائل إعلام التحالف، ومواليه عن كسر قوات صنعاء وسحقها على أسوار مأرب، وأنه بعد أن كان شعار التحالف (قادمون يا صنعاء) أصبح (مأرب مقبرة الغزاة) وأن قوات الحوثي على بعد 6 كيلو متر من قلب مركز مدينة مأرب، العصية على “قطعان إيران”، وأن من أكبر إنجازات القوات الجوية السعودية أنها نفذت خلال أيام 118 غارة جوية؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!! وأنها هي من أنقذت مأرب من السقوط بأيدي الحوثيين؟؟!! ولولاها لـ….
وعودة إلى التفاصيل المهملة فيما أسلفنا من الحديث، فهنا تكمن الأهمية، لأن تلك التفاصيل يتم ترديدها الآن بالنص، حرفيا، عندما سقطت نهم، وقبل ذلك عند تطهير صعده، والسيطرة على.. (
الجوف، وقانية، وردمان،
وتطهير ناطع، والصومعة، والزاهر،
وماهلية، والرحبة، ودخول بيحان، وحريب،
وعبيدة والجوبة)
كان مرتكز حديث الموالين للتحالف المحليين:” هو أن التحالف خذلنا، ومنع عنا السلاح، والراتب، وقصف معسكراتنا، وأن هناك بيننا خونة، مخذلون، مرجفون، عبيد مال، اشترتهم الأموال الإيرانية…………………
ومع كل هذا الركام من المبررات تظل تلك الأصوات، ترتفع، بأن: “مأرب بعيدة عن الحوثيين بعد الشمس عن الأرض، وأن الحوثي لن يتقدم على الأرض إلا وفق صفقات إقليمية، وخيانات محلية، وأنه لابد من استبدال الأيادي المرتعشة، ولا بد من المدد بالسلاح الخارق….. حتى نتغلب على الحوثي.
ويقول-الموالون للتحالف-:” إن مأرب بخير، وأنها لن تكون لقمة على موائد اللئام، وأنه لا خوف عليها إلا من الصفقات المشبوهة والـ”قياداااات اللعينة” التي تعودت على الخنوع.
والعجيب أن من يقول ذلك:” فار من صنعاء وعند فراره لم يلتفت وراءه، والأعجب من ذلك أن من يتهمهم بالخيانة، ذهب إليهم مهرولا، على طائرة تابعة للتحالف، ليقدم النصح والإرشاد والمقترحات، وهو يقول لهم، أنتم كرامة اليمن ونخوتها، وأنتم الرجولة والإباء والبسالة والــــــــــ……… . وانتهى من حديثه وعاد على نفس الطائرة إلى منفاه في ذات اليوم. ليقول لهم من هناك . أنتم بعتم اليمن بصفقات مشبوهة ، وأنتم من فرط في اليمن..وحقيقة الأمر أن هذا وأولئك، جمييييييعا ، لم يشاركوا، مقاتليهم، ليلة واحدة من برد الشتاء، أونهارا واحدا من قيظ الصيف، ولم يجربوا أن تخترق الرصاصات مقدماتهم، ولا القذائف مؤخراتهم، ولم يسمعوا هدير الانفجارات المدفعية، أو هزات الأرض البالستية، ولم يسمعوا شخصا حافي القدمين، يجري للأمام وهو يصيح، فوقهم يا رجاااااااااااااااال. وكاميرا التصوير التابعة له في مقدمة بندقه.
لهذا .. وبسبب هؤلاء، وأحاديثهم ، وإعلامهم، فمأرب سقطت فعليا، وحديثنا الآن يجب أن ينتقل إلى ما بعد مأرب.
ماذا بعد مارب؟؟؟؟؟؟