برعاية وتمويل من اللواء السعودي “العتيبي”.. تنظيم القاعدة في مهمة إنشاء “إمارة لودر بولاية أبين”
أبين – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
أكدت مصادر جنوبية خاصة لـ”المساء برس” أن هناك ترتيبات على مستوى رفيع يشرف عليها قائد قوات التحالف في عدن اللواء السعودي/ مجاهد العتيبي، لتوطين تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية لودر شمال محافظة أبين جنوب اليمن.
المصادر أكدت أن اللواء العتيبي قام بدعم قيادات تنظيم القاعدة التي هربت من معسكراتها بمديرية الصومعة في محافظة البيضاء بعد سيطرة قوات صنعاء عليها مؤخراً، بهدف إعادة ترتيب عناصر القاعدة وتجميعها في معسكرات بمديرية لودر شمال شرق محافظة أبين.
وأكدت المصادر أن الاتفاق بين الانتقالي الجنوبي وقوات هادي في لودر والذي رعته قيادة القوات السعودية بعدن كان في حقيقته اتفاقاً على توطين القاعدة في لودر تحت غطاء أن عناصر التنظيم تتبع جيش “الشرعية”، مؤكدة أن كلاً من قائد اللواء الأول حماية رئاسية التابع لهادي وقائد لواء الأماجد صالح الشاجري لعبا دوراً رئيسياً في هذا الاتفاق الذي تمت التغطية عليه بأنه عبارة عن مبادرة من قبل وساطة من طرف ثالث، في إشارة لقائد القوات السعودية، وأن المبادرة تضمنت 4 بنود هي رفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال من قبل الطرفين (قوات هادي وقوات الانتقالي) وعدم تقدم أي طرف على حساب مناطق وانتشار الطرف الآخر ووقف جميع التراشقات الإعلامية وتوحيدها ضد قوات صنعاء وتسهيل كل الإجراءات التي تصب في خدمة الجبهات ودعمها.
وأكدت المصادر أن ما أعلن من بنود مزعومة كان للاستهلاك الإعلامي فقط وأن حقيقة الاتفاق هو ما تضمنته التوجيهات السعودية التي تلقاها طرفا الصراع في أبين (الانتقالي والإصلاح) أبرزها – حسب المصادر – “تأمين مقرات ومعسكرات تنظيم القاعدة ومساندتهم لإعادة دورهم كقوات عسكرية تتبع الشرعية”.
المصادر أكدت أن الدور السعودي وخلافاً لهندسة الاتفاق والإشراف عليه وإلزام الطرفين على القبول به، تمثل أيضاً في تقديم دعم مالي بعشرات الملايين من الدولارات تم تقديمه على شكل أسلحة وذخائر وأموال نقدية.
الخطير فيما كشفته مصادر “المساء برس” أن إيصال هذا الدعم للقاعدة في لودر، تم التخطيط له بشكل ذكي وبما لا يجعل السعودية متورطة في تقديم دعم عسكري ومالي مباشر لعناصر التنظيم الإرهابي التي يجري منذ أيام تجميعها في لودر، حيث كشفت المصادر أن هذا الدعم بدأ تقديمه على شكل قافلة دعم وإسناد مقدمة من المجلس الانتقالي الجنوبي بذريعة أن هذه القافلة تعتبر بمثابة إثبات حسن النية من الانتقالي تجاه الاتفاق الذي هندست له الرياض في لودر شمال أبين، ما يعني أن الدعم السعودي للقاعدة للاستيطان في لودر سيتم تقديمه على شكل قوافل دعم وإسناد مقدمة من المجلس الانتقالي.
كما أكدت المصادر لـ”المساء برس” إن تحركات السعودية لتوطين القاعدة في لودر بأبين، وتحويل المحافظة لمعقل للتنظيم الإرهابي قوبل برفض من قائد قوات الحزام الأمني المحسوب على الانتقالي، عبداللطيف السيد، والذي سبق وتمرد أكثر من مرة على توجيهات صدرت من قيادات الانتقالي بعدن وهو ما اعتبره البعض حينها بأنه انقلاب من قبل السيد على الانتقالي وانحيازه للطرف الآخر (هادي والإصلاح) رغم ذلك.
وبهذا الصدد لفتت المصادر أيضاً أن العتيبي ركز على ضرورة إيجاد حل لرفض صالح السيد لهذه الصفقة، وهو ما تم العمل عليه بالفعل حيث أوكلت هذه المهمة للعميد مختار النوبي والذي اقترح أن يتم إحالة موضوع رفض صالح السيد للصفقة إلى محافظ أبين اللواء أبو بكر حسين سالم باعتبار السيد يتبعه ويعمل تحت قيادته، مؤكدة أن الزيارة التي قام بها النوبي في صباح 22 من سبتمبر الجاري لمحافظ أبين لم تكن من أجل ما قيل حينها في الإعلام من أنها للعمل الموحد ومناقشة خطة عمل لجنة الوساطة وتوحيد الجهود لدعم الجبهات وتسيير القافلة والدعم، بل كان هدف الزيارة هو إبلاغ النوبي لمحافظ أبين بأن عليه التكفل بمواجهة رفض صالح السيد وضمان عدم إعاقته إيصال الإمدادات العسكرية من العتاد والسلاح والأموال والتي سيتم تقديمها على شكل قوافل دعم وإسناد مقدمة من الانتقالي تحت غطاء (إثبات حسن النية)، مشيرة أيضاً أن النوبي حمل معه مبلغاً مالياً كان بمثابة حصة محافظ أبين من الدعم المالي السعودي الذي تم تخصيصه لهذه الصفقة والذي سبق وتمت الإشارة إليه بأنه يقدر بعشرات الملايين من الدولارات وفق تأكيدات المصادر المطلعة.
الجدير بالذكر أن توقيت إعادة توطين تنظيم القاعدة في محافظة أبين يأتي بعد 9 سنوات من سيطرة التنظيم الإرهابي على محافظة أبين في العام 2012، ففي ذلك العام وتحديداً في سبتمبر أشهر تنظيم القاعدة سيطرته على مديرية زنجبار عاصمة المحافظة وأعلنها رسمياً بأنها (إمارة زنجبار في ولاية أبين) حيث استمرت سيطرة التنظيم على محافظة أبين بشكل رسمي منذ سبتمبر 2012 وحتى مطلع العام 2014.