عبدالملك الحوثي: اليمن لا يشكل أي تهديد لأوروبا أو غيرها في العالم
صنعاء – المساء برس|
في كلمة متلفزة له بمناسبة ما تعتبره صنعاء العيد السابع لثورة 21 سبتمبر أكد قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي العزم على مواصلة مسار مواجهة التحالف وأتباعه حتى نيل ما وصفه بالاستقلال التام.
وقال الحوثي إن “ثورة 21 سبتمبر” جاءت من واقع الضرورة والحاجة الإنسانية والأخلاقية، حيث أنها كانت حتمية ومصلحة حقيقية لليمنيين”، لأنها تعتبر مرحلة التحرر من الوصاية الخارجية التي جلبتها القوى السياسية السابقة.
وقال الحوثي إن” انهيار الوضع الاقتصادي قبل 21 لم يكن بسبب حصار مفروض على البلد، أو لأن موارده الطبيعية خارجة عن سيطرته”، بل إن المجتمع الدولي كان يعلن دعمه للنظام السابق ويقدم له المنح المالية، مع ذلك عاش اليمن أزمات اقتصادية خانقة..
وأشار عبدالملك الحوثي إلى أن أن الحالة الأمنية قبل الـ21 من سبتمبر كانت تعيش واقع الانهيار من خلال التفجيرات والاغتيالات وانتشار العناصر التكفيرية، فيما كانت الحالة الإعلامية والثقافية تصب في اتجاه يساعد على تفكيك النسيج الاجتماعي وتفاقم الأزمات.
وأضاف:” عمل أعداء اليمن على سلب شعبنا كل عوامل القوة المادية والمعنوية حتى يصل إلى الانهيار التام ليتمكنوا من السيطرة عليه”.
وأوضح أن أعداء اليمن عملوا على تفكيك الجيش وتجريده من وسائل القوة وعبثوا به عبر مشروع الهيكلة بتواطؤ الخونة.. مؤكدا أن إفلاس القوى السياسية قبل الثورة شجع على استهداف اليمن بكل المجالات.
وقال” لو استمر الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني قبل الثورة فإن اليمن كان ذاهبا نحو التفكك والانهيار التام، ولولا الثورة لتوسعت القواعد الأمريكية في اليمن عبر مزاعم محاربة القاعدة.
وجدد الحوثي تأكيده على أن استهداف اليمن يصب في خدمة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ضمن مشروع استهداف الأمة.
وأوضح أن الدول الأجنبية مع ما وصفها بالأدوات في الداخل حاولت الالتفاف على الثورة أثناء تشكيل الحكومة وعبر فرض اشتراطات عسكرية وأمنية.. وقال” تصدّينا لمحاولة الالتفاف على الثورة فاتجهوا لخيار التصادم مع شعبنا والعدوان عليه”.
وأكد أن أمريكا وجدت أن المجال لم يعد مفتوحا لتعمل ما تريد في اليمن بعد انتصار الثورة.. مبينا أن الأمريكيين ومن معهم لم يطيقوا البقاء في وضع جديد تحت سقف حرية اليمن وكرامته واستقلاله.
وقال الحوثي إن الشعب اليمني برجاله ونسائه قدم أعظم الدروس، وإن العملاء والخونة لا يعبرون عنه، كما أن اليمنيين كانوا واضحين في أهدافهم بالثورة ولم يكونوا عدوانيين تجاه المحيط العربي والإسلامي وبالأخص دول الجوار”.
ولفت إلى أن الشعب اليمني أعلن سعيه لعلاقات أخوية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشروعة، وأن ثورة 21 سبتمبر لم تمثل تهديدا لأوروبا أو غيرها في العالم، وموقفنا الحاسم هو ضد العدو الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية.
وقال” ثورتنا حاضرة لعلاقات قائمة على المصالح المشروعة وليس التفريط بثروات بلدنا على حساب شعبنا”.. مشيرا إلى أن العملاء سارعوا لتسليم ثروات البلد للأجانب مقابل مصالحهم الشخصية، ولدينا وثائق لمسؤولين تورطوا بصفقات مجحفة بحق بلدنا.
وذكر الحوثي، أن مشكلة الأعداء مع ثورة 21 سبتمبر أنها تتمسك بالحرية والاستقلال، وموقفها المبدئي تجاه العدو الإسرائيلي وقضايا الأمة.. مؤكدا أن ثورة 21 سبتمبر مستمرة ولا يمكن أن تعود من منتصف الطريق.
ولفت إلى أن البعض يستخف بمنجزات ثورة 21 سبتمبر لأن معاييرهم مختلة.. مبينا أن أهم منجز لثورة 21 سبتمبر أنها أوقفت العبث الذي كان يتجه نحو انهيار البلد ووضعت حدا للوصاية الأجنبية.
وذكر عبدالملك الحوثي، أن المواقف المشرفة تجاه بلدنا محدودة من إيران وحزب الله في لبنان وأحرار سوريا والعراق والبحرين.
وأكد أن النقد البناء والنصح الصادق مرحب به، ويتم التفاعل معه بالممكن والمتاح.. مشيرا إلى أن هناك من يشتغل ضد أي إيجابيات في الداخل مع تضخيم أي سلبيات قد تحصل، والبعض ينخرط من منطلق العُقد الشخصية.
وشدد الحوثي على أن الواقع الداخلي يتطلب تناصحا وتعاونا من الجميع لاستكمال تحقيق الأهداف العظيمة للثورة.. مبينا أن هناك جهود كبيرة لتطهير وتصحيح مؤسسات الدولة لكنها تواجه صعوبات ومنها ظروف العدوان والحصار.
ولفت إلى أن الإنجازات الأمنية ملموسة والفارق كبير جدا أمنيا واقتصاديا وفي كل المجالات مع المحافظات المحتلة.. مؤكدا أن الوضع الداخلي سيتحسن أكثر فأكثر والانتصارات العسكرية ستتزايد.
وأضاف” صبر شعبنا لن يضيع أبدا ونرى البشارات تتجسد في واقعنا، والمقارنة مع الطرف الآخر كافية لتوضيح ذلك”.
وقال” يكذب كل من يتحرك في الداخل تحت أي عنوان ثم يصمت أمام العدوان والحصار”.
كما أكد المضي في تصحيح الوضع الداخلي من خلال إصلاح مؤسسات الدولة.. حاثا على التعاون في رفد الجبهات والتكافل الاجتماعي والإغاثة والمبادرات المجتمعية مع الثقة بنصرالله..
واختتم الحوثي كلمته بالدعوة للخروج يوم غد الثلاثاء لأنه سيعبر عن الثبات على الموقف والثقة بالله ونصره