توقعات باشتعال أعنف مواجهات عسكرية بين الرياض وأبوظبي في وادي حضرموت.. تقرير

حضرموت – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

جميع المؤشرات تقود إلى أن هناك حرباً محتملة قد تتفجر في أي لحظة بين الرياض وأبوظبي ولكن باستخدام أدوات بديلة سيكون أبناء المحافظات الجنوبية ومقاتلي هادي هم حطبها ووقودها خدمة لصراع النفوذ اللامشروع والاحتلالي لكل من السعودية والإمارات اللتان تصاعد الصراع بينهما مؤخراً بعد تحول السبق على النفوذ والسيطرة إلى حضرموت وتحديداً منطقة الوادي والصحراء المنطقة التي تعدّها الرياض عمقها الاستراتيجي الهام الذي تحلم منذ عقود لضمه جغرافياً لأراضيها.

تصاعد الصراع على وادي حضرموت بدأ منذ أيام حين شرعت الإمارات بالتحول لبسط سيطرتها على منطقة الهضبة النفطية الغنية بالثروات شرق اليمن، حيث بدأت بتسريب معلومات لوسائل الإعلام الموالية والمدعومة من قبلها بإلقاء القبض على خلية إرهابية عملت لصالح نائب هادي، علي محسن الأحمر، عبر شقيق القيادي البارز بالإصلاح حميد الأحمر، اللواء هاشم الأحمر، والذي اعترفت الخلية الإرهابية التي ألقت القبض عليها استخبارات المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها محافظ حضرموت فرج البحسني المحسوب حالياً مع الإمارات، اعترفت الخلية بأن هاشم هو من يقود هذه الخلية وأن هناك من قيادات الخلية من التقوا اكثر من مرة بعلي محسن الأحمر شخصياً.

الخلية حسب ما نشرته وسائل إعلام الإمارات كانت مهمتها اغتيال قيادات عسكرية تابعة للانتقالي، وضمن الاعترافات تبين أن حميد الأحمر أيضاً متورط في هذه الجرائم عبر شركة سبأفون التي قام بفصل فروعها في عدن وحضرموت عن مقرها الرئيسي في صنعاء بغرض استخدام الشركة كشبكة تجسس ضد الانتقالي وفق ما كشفته وثيقة رسمية صادرة من همدان الأحمر رئيس مجلس إدارة الشركة موجهة لعلي محسن الأحمر في الخامس من أكتوبر العام الماضي تضمنت عبارات صريحة بأن “سبأفون ستلعب دوراً محورياً في العمليات العسكرية ضد الانقلابيين في الجنوب”.

كانت تلك الاعترافات المنشورة بإعلام الإمارات شرارة البداية في الحرب التي تتصاعد يوماً بعد آخر بين الرياض وأبوظبي في وادي حضرموت، حيث شرعت الإمارات عقب ذلك باستحداث معسكرات بدائية في وادي عمد بصحراء ووادي حضرموت، بالتزامن مع الترتيب لنقل 6 ألوية من المسلحين التابعين لطارق صالح في الساحل الغربي إلى وادي حضرموت ونشرهم بهذه المعسكرات المستحدثة في الوقت الذي بدأت فيه أصوات قيادات النخبة الحضرمية بالبروز بتصريحات واتهامات علنية لعلي محسن الأحمر بالوقوف خلف الخلية الإرهابية التي ألقي القبض عليها في مدينة المكلا قبل عدة أيام واعترفت بحسب الفيديوهات التي نشرها الانتقالي أمس الثلاثاء لاعترافات أفراد الخلية بأن قياداتهم التقوا بعلي محسن الأحمر، في اتهام إماراتي مباشر ليس لهادي والأحمر فقط بالوقوف خلف جرائم إرهابية واغتيالات في حضرموت بل يعد اتهاماً إماراتياً مباشراً موجهاً ضد السعودية، ومبرراً تراه الإمارات لما ستقدم عليه من خطوات لبسط سيطرتها ونفوذها في وادي حضرموت.

تحركات الإمارات لم تلقَ تساهلاً من السعودية التي سارعت بالتلويح باستخدام القوة العسكرية ضد أي تحركات للإمارات أو أدواتها في وادي حضرموت، تمثلت هذه الرسائل التهديدية بعقد قائد القوات السعودية في حضرموت لقاءاً بقيادات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى المنتشرة في وادي حضرموت والمحسوبة على “محسن الأحمر” على رأسها أركان حرب المنطقة اللواء يحيى أبو عوجا وإلى جانبهم شخصيات بارزة قبلية بوادي حضرموت موالية للرياض، بالتزامن مع لقاء عقده قائد العسكرية الأولى اللواء الركن محمد صالح طيمس بقياداته العسكرية مطلقاً توجيهات لهم بإعداد قواتهم التي يديرونها في كل مكان ووضعهم في حالة الاستعداد القتالي الطارئ.

طيمس وجه رسائل متعمدة وواضحة خلال كلمته أمام قياداته التي التقى بها اليوم الأربعاء، مفاد تلك الرسائل بأن قوات المنطقة العسكرية الأولى ستواجه أي تحركات تهدف لما أسماها بـ”خلخلة الأمن والاستقرار في وادي وصحراء حضرموت بالقوة وعدم التهاون” الأمر الذي يفهم منه بأن تلك التوجيهات كانت بمثابة الرسائل التهديدية الموجهة من الرياض إلى أبوظبي وتحركاتها.

وسط كل تلك التهديدات والرسائل والتحذيرات المتبادلة بين الطرفين، يقف الشارع الجنوبي منتظراً ما ستؤول إليه الأمور، وأياً كانت النتائج فإن ما تشهده المناطق الجنوبية اليوم سواءً بحضرموت وقبلها شبوة ولحج ليست سوى أدلة إضافية على أن التدخل العسكري السعودي والإماراتي المدعوم أمريكياً وبريطانياً وإسرائيلياً أيضاً، كان هدفه فقط توسيع النفوذ سواءً نفوذ الهيمنة والوصاية أو نفوذ المناطق الجغرافية والاحتلال العسكري المباشر لجنوب اليمن خاصة المناطق الغنية بالثروات كالنفط والغاز، وأن الضحية في ظل هذا الصراع المحتدم بين البلدين سيكون هو أبناء المحافظات الجنوبية ومن يقاتلون بصفوف الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي تحت غطاء “قوات الشرعية المنفية” والذين سيكونون وقود حروب الرياض وأبوظبي ليس لأجل تحرير مناطقهم الجنوبية من أي وجود عسكري أجنبي بل لتثبيت وجود وسيطرة أي من البلدين على أراضي الجنوب لاستمرار مسلسل الاستغلال والنهب وإراقة الدماء وإطالة الحرب في اليمن بشكل عام على أمل الظفر بأكبر حصة ممكنة من النفوذ والسيطرة في اليمن تعويضاً للخسائر التي تكبدتها الرياض طوال سنوات الحرب السبع الماضية.

قد يعجبك ايضا