بحذر شديد خوفاً من القبائل.. إعادة تموضع عسكري أجنبي في المهرة (تفاصيل)
المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
تبين أن ما تروجه بعض وسائل الإعلام الموالية للتحالف ومنها إعلام حزب الإصلاح من انسحابات سعودية عسكرية من المهرة مجرد كذبة ولا أساس له من الصحة وهدفه فقط النكاية بالإمارات التي تحتل هي الأخرى أجزاء من جنوب اليمن بينها منشأة بلحاف.
من يقرأ الأحداث ليس في اليمن فقط بل في المنطقة الإقليمية بشكل عام ويعود بالذاكرة إلى الوراء عدة أشهر يجد أن ما يحدث في المهرة حالياً هو مجرد إعادة تموضع ليس للقوات السعودية فحسب بل لها ولقوات أجنبية أخرى، فانسحاب القوات السعودية من بعض مديريات جنوب شرق المهرة وإعادة نشرها بمعسكر للدفاع الجوي اليمني بالقرب من مطار الغيضة، قد يكون مرتبط بحسابات دولية وترتيبات ترسمها واشنطن، أو على الأقل واشنطن وبريطانيا معاً.
القوات البريطانية الموجودة حالياً في المهرة – قليلة كانت أو كثيرة – لا يجب استبعادها، ويجب أخذها في الاعتبار لفهم ما يحدث من تحركات، فالتعزيزات البريطانية التي أضيفت مؤخراً ودخلت المهرة بذريعة مطاردة منفذي الهجوم على الناقلة الإسرائيلية البريطانية قبالة سواحل الإمارات نهاية يوليو الماضي، قد يكون لها دور أو حضور في المناطق التي انسحبت منها القوات السعودية جنوب شرق المهرة.
هناك مؤشرات قوية على أن يكون توقيت انسحاب القوات السعودية من جنوب شرق المهرة له علاقة بسحب واشنطن آخر دفعة عسكرية تابعة لها من أفغانستان، باعتبار أن سيناريو سحب الدفعات الأولى من القوات الأمريكية من أفغانستان قبل عدة أشهر قد يتكرر حالياً، حيث سبق أن جرى إعادة نشر هذه الدفعات في المنطقة بما في ذلك في بعض المناطق في اليمن كمحيط أرخبيل سقطرى، وداخل قاعدة العند بمحافظة لحج، ولهذا فإن من غير المستبعد أن يكون الإخلاء الذي قامت به القوات السعودية لتواجدها في مديريات جنوب شرق المهرة الثلاث هو مقدمة لإحلال قوات أجنبية أخرى قد لا يكون من المستبعد أن تكون آخر دفعات عسكرية أمريكية تم إخراجها قبل يومين من أفغانستان هي من ستتمركز بمرتفعات جنوب شرق المهرة، خصوصاً وأن للبنتاغون وجود عسكري في قاعدة مطار الغيضة الذي تحتله القوات السعودية، وسبق أن قام السفير الأمريكي لدى اليمن خلال هذا العام والعام الماضي بزيارات متكررة لهذه القوات في مطار الغيضة وبعض هذه الزيارات كان تتتم من دون إذن مسبق أو إخطار من حكومة الشرعية المتواجدة في الخارج.
من المهم أيضاً معرفة أن المنطقة التي أخلتها السعودية جنوب شرق المهرة هي منطقة مرتفعات جبلية لكنها ليست معقدة التضاريس، ما يجعل منها موقعاً مناسباً واستراتيجياً لإنشاء قاعدة عسكرية يمكن من خلالها الهيمنة على البحر العربي وخط الملاحة الدولية القادم من شرق آسيا والذي يمر عبر باب المندب، وبالتالي فإن فرض وجود عسكري أمريكي جنوب شرق المهرة قد يكون مهماً من وجهة نظر البنتاغون الأمريكي خاصة وأن واشنطن تركز اهتمامها في هذه المرحلة على الصراع الذي تخوضه ضد الصين التي تتوسع اقتصادياً وتجارياً في المنطقة العربية وفي أفريقيا، والذي تهدف واشنطن لتقويضه أكبر قدر ممكن.
وبالنظر لحالة الغليان الشعبي والقبلي في المهرة من الاحتلال العسكري السعودي والغربي للمحافظة، فإن الرياض رأت أن تقوم بسحب محافظ المهرة واستدعائه إلى الرياض بذريعة اللقاء بالرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي لمناقشة مواضيع متعلقة بإيرادات المحافظة حسب ما يزعم إعلام الحكومة المنفية بالريضا، في حين تبدو الحقيقة أن الهدف من ذلك كان إبعاد المحافظ محمد علي ياسر من أي ضغوطات شعبية أو قبلية قد يتعرض لها حالياً وأثناء هذه التحركات العسكرية ومطالبته بوقفها وتحديد موقف واضح منها بصفته محافظ المحافظة، وتجنباً لحدوث هذا الأمر شرعت السعودية باستدعاء المحافظ وقد تبقيه عندها ريثما تنتهي الترتيبات العسكرية الجديدة.