حمام من الدم في العند.. الجنوبيون ضحايا الصراع السعودي الإماراتي في الجنوب
خاص – المساء برس|
ارتفعت حدة الصراعات بين الإمارات والسعودية مؤخرًا في المحافظات الجنوبية، لتستيقظ على إثره المحافظات الجنوبية، اليوم الأحد، على أنهار من الدماء والجثث المتفحمة في قاعدة العند العسكرية، الأكبر في المنطقة، في محافظة لحج، نتيجة قصف بعدة صواريخ، يعتقد أنه سعودي، استهدف قوات اللواء الثالث في قوات العمالقة.
وجاء هذا القصف، الذي استهدف جنود اللواء الثالث عمالقة، الذين كانوا يتلقون تدريبات في المركز التدريبي في القاعدة، مخلفًا أكثر من 110 قتيلًا وجريحًا في صفوفهم، في الوقت الذي بدأت فيه الإمارات بتحركات عسكرية في لحج من خلال تحشيدها للمقاتلين تمهيدًا لنقلهم إلى أبين وشبوة التي تخوض فيهما صراعًا محمومًا مع القوات الموالية للسعودية في المحافظتين
كما أن العملية أتت بعد ساعات من حصار قوات الإصلاح في شبوة لمنشأة بلحاف الغازية التي تتخذ منها القوات الإمارات قاعدة عسكرية لها، مهددين باقتحامها إذا لم تسحب الإمارات قواتها منها.
وعلى الرغم من أن كافة المؤشرات تشير إلى أن الاستهداف جاء من طرف موال للسعودية إذا لم تكن هي المنفذ المباشر، إلا أن المتحدث باسم القوات الجنوبية، محمد النقيب، حاول الهروب إلى الأمام وتفادي اتهام السعودية والقوات الموالية لها بالوقوف وراء الاستهداف، للذهاب نحو اتهام الحوثيين، كما جرت العادة في كل الاستهدافات التي طالتهم مسبقًا.
ورغم اتهامات النقيب للحوثيين، إلا أن الأخيرين لم يعلقوا على العملية ولم يتبنوها، إلا أن نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، كان قد حذر قبل أيام الانتقالي من تحركات عسكرية تهدف لاجتثاثهم من قبل قوات الإصلاح ومن خلفهم السعودية.
وفي المقابل، حاول ناشطو وإعلاميو الإصلاح التشويش على دورهم في العملية بالذهاب نحو اتهام قوات صنعاء، في محاولة منهم إخلاء مسؤوليتهم عن القصف وخلط الأوراق، بهدف امتصاص وتشتيت تحركات الانتقالي العسكرية التي تم استكمالها في الأيام الماضية تمهيدًا لمعركة فاصلة مع الإخوان في جبهات أبين وشبوة، وإشغالهم بالرد على المنفذ المزعوم لعملية العند، وفق مراقبين.
وكان إعلام الإصلاح قد كثف من نشاطه في الساعات الأخيرة ضد قوات الانتقالي وقوات الإمارات في شبوة، داعين قواتهم وقبائل شبوة إلى تشديد الخناق على القوات الإماراتية وقوات النخبة التابعة للانتقالي اللتي وصفوها بـ”المعتدية” وطردها من المحافظة، معيدين التذكير بقصف الإمارات لقواتهم في العلم قبل عامين، كما جاء في تغريدة المستشار الإعلامي لوزير إعلام هادي، مختار الرحبي، وهو ما يشير إلى أن العملية قد تكون ذو هدفين مزدوجين: الانتقام على استهداف جنودهم في نقطة العلم، والقضاء على التعزيزات التي تتحضر الإمارات لإرسالها من العند إلى أبين وشبوة لقتال الإخوان وطردهم منهما.
كما أن العملية تأتي بعد تهديدات أطلقها ناشطون محسوبون على الانتقالي، أمس السبت، باستهداف القواعد السعودية وعلى رأسها مطار عتق، للرد على الحصار الذي أطبقته قوات الإصلاح الموالية للرياض، على القاعدة العسكرية الإماراتية، في بلحاف.
يذكر أن اللواء الثالث عمالقة الذي تم استهدافه اليوم، كانت الإمارات قد تمكنت من إقناعه، مؤخرًا، بالانسحاب من الساحل الغربي، إلى محافظة لحج وتمركز في قاعدة العند، في إطار مساعيها تعزيز القوات الموالية لها لاجتياح أبين، الأمر الذي يؤكد الشكوك ويدعم الرواية التي تقول إن السعودية والإخوان هم من يقفون خلف العملية بضربة استباقية لهذه التعزيزات المتوجهة لقتالهم في أبين وشبوة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن قوات الإصلاح، بدعم سعودي، سبق وأن نشرت وحدات عسكرية وأسلحة ثقيلة في جبال الصبيحة المطلة على قاعدة العند.
وكانت الخلافات والصراعات السعودية الإماراتية قد توسعت مؤخرًا في المحافظات الجنوبية، خاصة أبين وشبوة وحضرموت، حيث تحاول أبو ظبي الاستحواذ على هذه المحافظات وتمكين أدواتها كم حكمهن، فيما تعتبر السعودية أنها قدمت الفاتورة الأكبر في الحرب ومن حقها إبقاء هذه المحافظات تحت نفوذها، وفق تصريحات سابقة للكاتب والمحلل السياسي السعودي المقرب من مراكز صنع القرار في المملكة، سليمان العقيلي.