أسئلة مثارة وخطيرة قد تكشف إجاباتها جزءاً من الغموض المكتنف حول استهداف قاعدة العند
خاص – المساء برس|
أثار الهجوم الذي استهدف قوات اللواء الثالث عمالقة التابعة للانتقالي في قاعدة العند حيث كانت تتدرب قوات جديدة للانتقالي هناك وكان من المفترض أن يتم نشرها في أبين، الجدل حول الجهة التي تقف خلف الاستهداف الذي خلف أكثر من 100 بين قتل وجريح بينهم ضباط من جنسيات أجنبية خاصة من السودانيين المكلفين وبإشراف أمريكي بتدريب هؤلاء المجندين وبتمويل إماراتي.
تساؤلات الشارع الجنوبي خصوصاً واليمني عموماً تمحورت حول ما سبق هذا الاستهداف من نشر مقطع فيديو يظهر حجم القوات المتواجدة داخل قاعدة العند والتي تم تجنيدها مؤخراً تحت اللواء الثالث عمالقة التابع للانتقالي، هذا المقطع الذي تبين أن من قام بنشره هو القائد الجديد للواء الثالث عمالقة المعروف باسم “أبو حرب”، بغرض إغاضة قائد ألوية العمالقة أبو زرعة المحرمي الذي يعد اللواء الثالث عمالقة متمرداً عليه بعد فرض الإمارات المحرمي قائداً لألوية العمالقة للمرة الثانية بعد أن كانت أقالته وأخضعته للإقامة الجبرية في أبوظبي لعام كامل قبل أن تعيده مطلع العام الحالي وتفرضه من جديد قائداً لهذه الألوية وهو ما سبب اعتراضاً كبيراً من قبل بعض الوية العمالقة على عودته قائداً لهم.
ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي حملوا قائد اللواء الثالث عمالقة مسؤولية استهداف قواته معتبرين نشره لمقطع الفيديو أواخر الأسبوع الماضي بأنه كان بمثابة الإحداثيات الدقيقة لمكان تدريب أفراده ليستغل منفذو الهجوم هذا الكنز وتنفيذ ضربتهم.
الصراع القائم بين ابو حرب وأبو زرعة كبير، ولهذا فإنه وبمثل ما تحوم الشكوك حول وقوف حزب الإصلاح أو قوات صنعاء خلف الاستهداف فإن الشكوك أيضاً تحوم حول وقوف المحرمي خلف هذا الاستهداف بهدف إخماد أي حالات تمرد أو انسلاخ داخل ألوية العمالقة كما حدث مع اللواء الثالث الذي أصبح خارج سيطرة قيادة العمالقة وقيادة المحرمي.
الأكثر من ذلك أن هناك تساؤلات حول سبب قيام المحرمي بنهب مخازن أسلحة اللواء الثالث عمالقة بعد الهجوم مباشرة، وهو ما يثير الشكوك أيضاً بإمكانية أن يكون المحرمي خلف الهجوم خصوصاً وأن الهجوم لا يتطلب سوى وجود صواريخ كاتيوشا المتاحة والموجودة لدى ألوية العمالقة.
تساؤل أخير يضع الإمارات في دائرة الاتهام، حيث قال مراسل قناة “الجزيرة” القطرية، سابقاً، احمد الشلفي ومحرر الشؤون اليمنية في القناة حالياً، أن الإمارات هي من تقف خلف ما يحدث في الجنوب منذ 4 سنوات بما في ذلك ما حدث اليوم بقاعدة العند وما حدث سابقاً من استهداف لقوات الانتقالي في 2019 حين قُتل أبو اليمامة القيادي العسكري الجنوبي البارز التابع للانتقالي، بالإضافة لكل ما يحدث في الجنوب من تفجيرات وأعمال إرهابية واستهداف مباشر لقوات هادي كما حدث في نقطة العلم مدخل مدينة عدن في أغسطس 2019.
الشلفي الذي يعد من أبرز الصحفيين المحسوبين على حزب الإصلاح، قال إن “الإمارات وتشكيلاتها المسلحة وفرقها الاستخبارية وجيوشها الإلكترونية وأموالها وقفازاتها من هاني بن بريك وطارق وعمار وأبو العباس وشلال وعيدروس وغيرهم من أمراء الحرب والنفوذ الذين فتحوا سجوناً ونفذوا اغتيالات وعسكروا البلاد بطولها وعرضها” كل ذلك يقف خلف ما يحدث في الجنوب بما في ذلك استهداف التجمعات العسكرية، حسب ما يفهم من تغريداته التي نشرها بحسابه على تويتر عقب الاستهداف، في محاولة من الإصلاح لتشتيت انتباه الانتقالي الذي لا يزال في حالة ارتباك وغير قادر على تحديد جهة بعينها واتهامها صراحة بالوقوف خلف الاستهداف، ففي حين اتهم متحدث قوات الانتقالي في أبين، قوات صنعاء بالوقوف خلف الهجوم، ذهب ناشطوا المجلس من بينهم قيادات مثل صلاح بن لغبر، لاتهام حزب الإصلاح والتلميح إلى طارق صالح وشقيقه عمار باعتبارهم يمثلون حزب المؤتمر الذي يعد قوة شمالية معادية للجنوب حسب تلميح بن لغبر.
غير أن ما أضافه الشلفي في تغريداته من معلومات جديدة بشأن القوات الجديدة التي عسكرت في منشأة بلحاف الغازية في محافظة شبوة بحماية إماراتية، يثير الشكوك أكثر نحو وقوف الإصلاح خلف الاستهداف الذي تعرضت له قوات الانتقالي في قاعدة العند.
ففي الوقت الذي كانت فيه تلك القوات يتم تدريبها وإعدادها لنشرها في محافظة أبين استعداداً لعملية عسكرية تدفع بها الإمارات في كل من أبين وشبوة في وقت واحد ضد قوات الإصلاح، كشف الشلفي في تغريداته أنه وفي الوقت الذي جرى فيه الحديث عن منشأة بلحاف وما تداولته وسائل الإعلام بشأن حصار قوات الإصلاح لبلحاف، كشف الشلفي أن حقيقة ما حدث هو “أن هناك قوات تتبع طارق صالح تقدر بالمئات دخلت خلال العامين الماضيين على دفعات وبشكل سري معسكر منشأة بلحاف الإماراتي وكان الهدف من هذه القوات التعاون مع الانتقالي لإسقاط المحافظة”.
وكشف الشلفي أنه في الفترة الأخيرة زادت عمليات استقدام مقاتلين من قوات طارق ومن أسماها بـ”مليشيات أخرى” لقاعدة بلحاف العسكرية، مشيراً إلى أنه من الواضح أن هناك خطط أفشلت سابقاً للسيطرة على شبوة من قبل قوات الإصلاح، وفي تلميح خطير إلى وقوف الإصلاح خلف الاستهداف الأخير قال الشلفي أن من الواضح أن “هذه الخطط مستمرة”، وكأن الشلفي يريد القول بأن الهجوم الأخير على قوات الانتقالي بالعند كان الهدف منه إفشال آخر مخطط إماراتي لإسقاط شبوة.
بقي طرف رئيسي قد يكون هو المنفذ للهجوم الذي استهدف قوات الانتقالي في العند اليوم الأحد، وهو “قوات صنعاء” غير أن الأخيرة تعترف في كل مرة تنفذ فيها عملية عسكرية أو هجوماً سواءً ضد القوات الموالية للتحالف أو ضد التحالف نفسه داخل السعودية، وحتى اللحظة لم تعلن صنعاء أو تعلق على ما حدث في قاعدة العند، ولعل ما يبعد الشكوك عن وقوف صنعاء خلف الهجوم هو تحذير أحد أبرز قيادات سلطة صنعاء مسبقاً وقبل أيام قليلة من أن لديهم معلومات بوجود مخطط لتنفيذ الإصلاح ضربة قوية ضد الانتقالي، ما يعني أن هجوم اليوم قد لا تكون صنعاء على اطلاع مسبق بتفاصيله إلا أن المؤكد أنها كانت تعلم بوجود عملية عسكرية يعد لها الإصلاح وتستهدف الانتقالي من دون معرفة أين ومتى والسلاح المستخدم او طبيعة العملية ذاتها.