أفغانستان بلد “تشارك النفوذ” ومحور أول اتصال دار بين رئيسي وبوتين..(تقرير)
تقرير- المساء برس- هاشم يحيى|
ألقت أحداث افغانستان بظلالها على مجمل التحركات والنقاشات السياسية الدولية، ولأهميتها الكبيرة لكل من روسيا وإيران، كانت محور أول اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.
ووفقا لموقع روسيا اليوم، فقد أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني الجديد إبراهيم الرئيسي مكالمة هاتفية، هي الأولى بينهما، وتصدرت أفغانستان محاور نقاشاتهما التي شملت طيفا من القضايا الثنائية والدولية.
وأكد (الكرملين) في بيان صدر عنه الأربعاء أن بوتين ورئيسي أوليا اهتماما خاصا في مكالمتهما إلى مستجدات الوضع في أفغانستان مع “التعبير عن استعدادهما للمساعدة في إحلال الأمن والاستقرار في هذا البلد”.
ويأتي هذا الاتصال الهام في وقت يشير فيه الانسحاب الأمريكي غير الاستراتيجي، إلى أن الفراغ الذي خلقته الإدارة الأمريكية في البلاد يستهدف بالدرجة الاساسية روسيا وإيران، بالإضافة إلى الصين، لا سيما وقد بدأت تركيا تكشف بعض مطامعها في أفغانستان، بإعلانها الاستعداد في تأمين مطار كابل، وكافة الهيئات الدبلوماسية والبعثات داخل البلاد، والتلويح باستقدام قوات تركية إضافية، وهذا يعني إحضار حلفائها من التنظيمات الإرهابية إلى أفغانستان، لفرض واقع يخدم تركيا ومشاريعها في آسيا الوسطى.
لكن يبدوا أن إيران التي تعتبر إحدى الجهات الإقليمية الفاعلة في أفغانستان، استعدت لممارسة نفوذ كبير هناك بعد إعلان أمريكا انسحاب قواتها، وأعطى الإعلان إيران فرصة لتعزيز علاقاتها مع القوى الأخرى التي تسعى لتشارك النفوذ داخل أفغانستان، مثل الهند وروسيا، والصين، بمعزل عن تركيا، التي تقود جناحا منفردا يعمل على تقويض المنطقة، كما فعلت في سوريا والعراق، حيث جعلت منهما ساحة حرب ضد النفوذ الإيراني، بتمويلها للتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة ومختلف الفصائل المناوئة لإيران في كلا البلدين، ولن تشكل أفغانستان استثناءا للجهود التركية في تقويض أفغانستان لصالح مشروعها التوسعي فيها بمساعدة الأموال القطرية.
الطموحات الإيرانية في ممارسة نفوذ لها في أفغانستان يضمن أمنها كما في العراق، كانت قائمة على أساس اختلف عن الواقع المفاجئ الذي افتعلته الولايات المتحدة بإيصال طالبان للسيطرة على البلاد، وهو الأمر الذي يتطلب إعادة نظر كل الدول المتشاركة في النفوذ على أفغانستان لمجمل استراتيجياتها، لتقاسم النفوذ، حيث كانت كل دولة تؤمل في توسيع نفوذها عبر، الحكومة الأفغانية التي تركت المشهد وفرت للخارج، أو على أسوأ تقدير، حكومة انتقالية ، تتولى أمور البلاد، إلى أن يتم التوافق على صيغة توافقية للداخل الأفغاني وخارجه، تضمن للجميع نفوذا يحقق الاستقرار، لأفغانستان والدول المجاورة.
ومن غير المستبعد أن تعتمد روسيا وإيران سياسة الاستقطاب لحركة طالبان، ويدعم هذا التوقع، ضبابية موقفهما تجاه الحركة بعد سيطرتها على البلاد، لا سيما وقد أعلنت طالبان أنها لن تقبل بأي قوات أجنبية داخل البلاد، ومنها القوات التركية، المنضوية تحت قوات الناتو، وأنها ستعتبر القوات الأمريكية قوات احتلال فيما لو تنسحب بشكل كلي من البلاد حتى الـ11 من سبتمبر القادم.