هذا ما تم اليوم في أطلال جامع النهرين التاريخي بالعاصمة صنعاء
صنعاء – المساء برس|
بعد اللغط الكبير الذي دار حول ما أقدمت عليه سلطات صنعاء، بهدمها معلما تاريخيا كبيرا وعريقا في ذاكرة اليمنيين، وتحول جامع النهرين وسط العاصمة والمطل من جهته الشرقية على سايلة صنعاء القديمة، إلى خراب وأطلال.
وبعد أن تزايد الحنق الكبير على هذا الإجراء الذي وصفه البعض بأنه جريمة بحق تاريخ اليمن، وبحق أحد معالمها التاريخية، التي لا تعوض، ولا تقدر بثمن، لا سيما وهو ذلك الجامع، الذي يمتد عمره مئات السنين،والذي التحق به كبار طلاب العلم، الذين أصبحوا اليوم من كبار علماء اليمن، على يد خيرة علماء اليمن، أمثال العلامة الفاضل، مفتي الديار اليمنية، حمود بن عباس اليمن، الذي كان يتدارس مع كبار علماء اليمن في وقته، كالعلامة أحمد بن محمد زبارة، والعلامة علي عبدالحميد المتوكل، وكذلك مقرئ اليمن الأول، المرحوم محمد حسين عامر، وغيرهم من خيرة علماء اليمن، الذين احتوتهم جدران هذا الجامع، واحتوت دروسهم وذكرهم، وتسبيحهم، ونشاطهم العلمي، حتى تخرج من هذا الجامع وعلى يد هؤلاء العلماء الأفاضل جملة من علماء العصر، منهم مفتي الديار اليمنية، حاليا العلامة شمس الدين شرف الدين.
وخرجت تأكيدات وتصريحات رسمية أفادت أن الهدم كان لغرض تصحيح جبهة القبلة، بعد أن كان من المقرر ترميم الجامع، وصيانة السقف، حيث تعذر ذلك، بسبب شقوق كبيرة في جدران الجامع، وسقفه جراء الأمطار، والضغط الناتح عن استهداف صنعاء القديمة، بصوايخ طائرات التحالف.
وفي الآونة الأخيرة تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مخططات حديثة لبناء جامع النهرين، وفق النمط اليمني الصنعاني، التاريخي، كما تم التأكيد على أن الأعمال الإنشائية قد بدأت.
وفي هذا السياق نشرت اليوم وكالة الأنباء اليمنية “سبأ – صنعاء” خبرا قالت فيه إن مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، ورئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، تفقدوا اليوم، الأعمال الإنشائية بجامع النهرين بصنعاء.
واستمع مفتي الديار اليمنية ورئيس هيئة الأوقاف من المختصين، إلى شرح عن التصورات لإعادة بناء الجامع وفقاً لما كان عليه، وما هو معمول به في مساجد صنعاء القديمة.
كما وجه رئيس الهيئة العامة للأوقاف، بسرعة البدء في تنفيذ مشروع إعادة بناء الجامع ، مشدداً على ضرورة العمل وفقاً للشروط والمواصفات الكفيلة بالحفاظ على الطابع الإسلامي والأثري للجامع.
وأكد أن قيادة هيئة الأوقاف باشرت بالتنسيق مع فرعها بأمانة العاصمة ووزارتي الثقافة والسياحة بإشراف هيئتي الآثار والمدن التاريخية، في إعادة بناء الجامع وفقاً للنمط الأثري الإسلامي، بما يكفل الحفاظ على الهوية الإيمانية.