هل بات هادي خارج المشهد اليمني؟ قرار عسكري يثير تساؤلات حول مصير “الرئيس المنفي”
المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
أثار قرار عسكري صدر من قيادة قوات “الشرعية” بتغيير قائد أحد أهم المحاور العسكرية والمشتعلة ميدانياً، التساؤلات والشكوك حول مصير الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم لا.
وأصدر وزير الدفاع بحكومة “المناصفة” المنفية، محمد علي المقدشي قراراً بتعيين العميد احمد حسين النقح قائداً لمحور البيضاء رغم أن الأخير يشغل منصب قائد اللواء 117 مشاه وأركان محور قانية.
اللافت أن قرار تعيين قائد جديد لمحور البيضاء، صدر بناء على توجيهات من نائب الرئيس المنتهية ولايته هادي، علي محسن الأحمر، وهو ما أثار التساؤل عن سبب استناد هذا القرار لتوجيهات صادرة عن محسن الأحمر وليس عن هادي نفسه لكون الأخير هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الوحيد المخول بتعيين هكذا مناصب عسكرية كبيرة.
هذا القرار العسكري أثار التساؤل حول مصير الرئيس المنفي عبدربه منصور هادي والذي ظل طوال فترة الست سنوات ونصف الماضية من بداية الحرب خاضعاً للإقامة شبه الجبرية في العاصمة السعودية الرياض وممنوع من العودة إلى أي منطقة يمنية خاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي، وعمّا إذا كان هادي لا يزال على قيد الحياة أم لا خاصة وأنه غادر الرياض قبل نحو شهر من الآن متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء فحوصات طبية بحسب ما نشرت وسائل إعلام موالية للتحالف.
القرار العسكري الأخير زاد من الشكوك حول مصير هادي، الذي بدأت الشكوك بشأن وضعه الصحي وعمّا إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم لا منذ خبر مغادرته للرياض، وهو الخبر الذي لم يصاحبه أي صورة حية له أثناء مغادرته بالإضافة إلى أنه لم يتم استقباله في السفارة اليمنية في واشنطن أو القنصلية اليمنية في نيويورك كما جرت العادة في كل مرة يذهب فيها هادي إلى الولايات المتحدة للعلاج، الأمر الذي زاد من الشكوك والتساؤلات أكثر حول حقيقة مصيره الصحي.
ولعل ما يزيد من الشكوك والتساؤلات حول مصير هادي، التحركات الدولية الأخيرة المتمثلة بالموقف الأمريكي المفاجئ والمعلن مؤخراً على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن والذي اعترف فيه ضمنياً بحكومة صنعاء وجماعة أنصار الله، وهو الاعتراف الذي تزامن مع انتشار أنباء مغادرة هادي للرياض وتوجهه لأمريكا للعلاج، إذ اعتبر مراقبون تلك التصريحات الأمريكية واعترافها بسلطة صنعاء بشكل غير مباشر بمثابة المؤشر القوي على إدراك واشنطن أن الحامل السياسي للحرب على اليمن وهو الرئيس المنتهية ولايته هادي، قد سقط ومات، وبالتالي سقطت مع وفاته كل مبررات التدخل العسكري في اليمن.
مؤشر آخر يعزز الشكوك أكثر بشأن مصير هادي، هو مغادرة وفد المجلس الانتقالي الجنوبي المفاوض للعاصمة السعودية الرياض، رغم عدم انتهاء المفاضات أو وصولها إلى حل بشأن “اتفاق الرياض” المتعثر للعام الثالث على التوالي، بالإضافة لسماح السعودية بمغادرة الوفد رغم أنها رفضت ذلك أكثر من مرة خلال جولات المفاوضات السابقة ومنعت الوفد من المغادرة وأعادت قادته من أرض المطار خلال جولة المفاوضات السابقة.
الأكثر من ذلك أيضاً أن هادي لم يظهر في أي صورة لا في وسائل إعلام موالية ورسمية تابعه لـ”الشرعية” ولا في أي وسيلة إعلامية أمريكية كما جرت العادة في كل مرة يصل فيها هادي إلى أمريكا، كما أن أياً من الصحف الأمريكية لم تذكر أو تنشر خبر وصوله إلى أمريكا، الأمر الذي يجعل مسألة مغادرته الرياض من عدمها مثار شك وجدل وتساؤل حول مصيره وما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم أن الرياض تحتفظ بجثته في الثلاجة ريثما يتم ترتيب الوضع كي لا تنتفي مسألة “الشرعية” والتدخل العسكري الأجنبي في اليمن لإعادتها برئاسة هادي إلى الحكم.
وتجدر الإشارة بهذا الشأن أيضاً إلى أن وفاة هادي تستدعي من التحالف إيجاد شرعية بديلة عنه، ولعل أبرز وأقصر الطرق إلى خلق هذه الشرعية هي إحياء البرلمان المستنسخ الذي يرأسه سلطان البركاني، وذلك ما يفسر سبب إصرار الرياض حالياً على انعقاد البرلمان في سيئون بمحافظة حضرموت وتزايد الضغوط السعودية لتنفيذ ذلك خلال الأيام القليلة الماضية وما صاحبها من حديث وضجيج إعلامي بهذا الشأن، ليقابل الانتقالي تلك التحركات والضغوط بالرفض القاطع والتهديد بعدم السماح لأي من أعضاء برلمان هادي أن تطأ أقدامهم أرض محافظة حضرموت.