تحالف طارئ بين الإصلاح وأحد أبرز ألوية العمالقة الجنوبية في الساحل الغربي (تقرير)
المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
كشفت التعزيزات الأخيرة التي وصلت للإصلاح في طور الباحة بمحافظة لحج، عن تحالف خطير بين الحزب وأحد أبرز ألوية العمالقة الجنوبية السلفية التي كانت ممولة ومدعومة من الإمارات بعد الانقلاب عليها مؤخراً.
وكشفت مصادر مطلعة عن نشر أبو بكر الجبولي قائد محور طور الباحة، المحور العسكري الذي استحدثه الإصلاح في لحج، لتوسيع نفوذه في الساحل الغربي وتطويق قوات طارق صالح في المخا جنوب غرب تعز، تعزيزات عسكرية جرى استدعاؤها من محر تعز الذي يسيطر عليه الإصلاح أيضاً والدفع بها للانتشار في مناطق المحور بلحج.
وجرى استحداث تحصينات عسكرية وانتشار حربي في مناطق حجار المعجاز في جبال ذنوبه وارف، وكذا منطقة حصن المدحر.
اللافت أن الانتشار العسكري وتوسيع نفوذ الإصلاح في طور الباحة يتزامن مع ما كشفته وسائل إعلام محلية عن لقاء أخير جمع بين قائد أحد ألوية العمالقة الجنوبية التي أنشأتها الإمارات في الساحل الغربي وبين قائد محور طور الباحة الجبولي.
ووفقاً لما كُشف، فإن قائد اللواء الثالث عمالقة علي ناصر العوذلي المعروف باسم “أبو عيشة” التقى في الخامس من يوليو الجاري بالجبولي، غير أن المعلومات بشأن تفاصيل اللقاء وأسبابه ونتائجه لم يتم الكشف عنها حتى اللحظة، إلا أن توقيت اللقاء بالتزامن مع الانتشار العسكري في طور الباحة يكشف عن تنسيق واضح بين الطرفين وعن تحالف عسكري قد يغير جذرياً خارطة الانتشار العسكري والتقاسم الجغرافي بين قوات طارق صالح الموالية للإمارات وبين قوات الإصلاح الموالية لقطر وتركيا.
ويشهد اللواء الثالث عمالقة حالة من التمرد على قوات التحالف السعودي بسبب توجه الإمارات مؤخراً لاستبعاد اللواء ومحاولة تفكيكه والإطاحة بقياداته على الرغم من أن اللواء من أحد الألوية التي أنشأتها الإمارات ومولتها وسلحتها عبر تجميع السلفيين المتشددين في الجنوب وتنظيمهم ضمن قوة عسكرية خارج سيطرة قوات هادي تحت اسم ألوية العمالقة، وتعود أسباب الإمارات للإطاحة باللواء الجنوبي إلى رفض الأخير الانصياع لقيادة قوات ما يعرف بالمقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح والذي فرضته الإمارات قائداً على كافة القوات الجنوبية السلفية التي أنشأتها منذ دخولها الحرب في اليمن في 2015.
وانتهجت الإمارات سياسة تضييق الخناق والتطفيش للتخلص من اللواء الثالث عمالقة، ومن ذلك على سبيل المثال قطع المرتبات وتأخيرها في معظم الأحيان وقطع التغذية وتقليص الذخائر الخاصة بالأسلحة وتقليص حصص البنزين المخصصة للواء بالإضافة لإسقاط أسماء العديد من أفراد اللواء في كل شهر يتم فيه الرفع بالمرتبات، وهو ما تكشفه المذكرة الأخيرة التي جرى تسريبها من قيادة اللواء والتي خاطب فيها العوذلي “أبو عيشه” قيادته في التحالف السعودي بالساحل الغربي والقيادة العامة لألوية العمالقة وقيادة قوات طارق صالح بإخلاء اللواء مسؤوليته عن المناطق المتقدمة التي ينتشر فيها في الساحل الغربي والمحاذية لمناطق تنتشر فيها وتسيطر عليها قوات صنعاء، وأرجأت المذكرة التي عنونت بـ”بلاغ طارئ وإخلاء مسؤولية” أسباب هذا التوجه إلى قرارها الانسحاب من هذه المناطق والعودة لمؤخرة اللواء خلال يومين من تاريخ البلاغ الصادر أمس الجمعة، مرور أكثر من شهر على انقطاع التغذية عن اللواء وأفراده المنتشرين بجبهات التماس مع قوات صنعاء.
المذكرة وفق مراقبين تكشف عن أن اللواء وقيادته سبق أن اتخذت قرارها من قبل بالتحالف مع قوات الإصلاح للاحتماء بها وأن المذكرة لم تأتِ إلا لتبرير الانسحاب وفتح المجال أمام الاصلاح للانتشار، فاللواء الثالث عمالقة سبق أن تعرض مقره لهجوم من قبل قوات طارق بهدف السيطرة عليه بناء على توجيهات إماراتية، إلا أن الهجوم فشل بسبب مقاومة أفراد اللواء المناهضين لطارق صالح والرافضين للقبول بأن تكون ألوية العمالقة تابعة لطارق صالح بحجة أن الأخير لم ينضم للقتال مع التحالف إلا بعد أحداث ديسمبر 2017 في صنعاء التي انتهت بمقتل عمه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وهروب طارق من صنعاء إلى الإمارات ومنها عاد إلى المخا لتأسيس واقع عسكري وجغرافي جديد كبديل عن ألوية العمالقة التي كانت الذراع العسكري الوحيد للإمارات حصراً في الساحل الغربي.