لقاء بين قائد البحرية الأمريكية ومسؤول خليجي بالرياض يكشف ارتباط واشنطن بالتصعيد الجوي بالحديدة

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

قالت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة “أونمها”، اليوم الاثنين، إن الهجمات الجوية للتحالف السعودي التي استهدفت زورقاً زُعم أنه مفخخ بمحيط ميناء الصليف غربي اليمن يمثل “خرقاً لاتفاق الحديدة الملزم لطرفي النزاع”.

وكان التحالف السعودي الإماراتي قد صعد من هجماته الجوية مؤخراً على الحديدة ومينائها الاستراتيجي، في خرق فاضح لاتفاق استوكهولم الذي قضى بوقف كافة العمليات العسكرية في الحديدة، ورغم أن الاتفاق لم يتم تنفيذه من قبل التحالف السعودي الإماراتي على أرض الواقع باستثناء وقف الهجمات الجوية إلا أن التحالف يقوم بين فترة وأخرى باللجوء للتصعيد الجوي في الحديدة في حال اشتد الوضع العسكري في أي جبهة عسكرية أخرى مشتعلة.

ولم يسبق أن علقت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة على تصعيد التحالف بالغارات الجوية على الحديدة سابقاً، الأمر الذي يشير إلى أن لدى البعثة معلومات تتعلق بنوايا التحالف التصعيد في الحديدة.

اللافت أن التصعيد الجوي الأخير من قبل التحالف على الحديدة غرب اليمن، يأتي بعد يوم واحد فقط من لقاء جمع بين قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية، تشارلز برادفورد كوبر، بأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف مبارك الحجرف في العاصمة السعودية الرياض.

وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية فإن اللقاء تناول أهمية تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري وأهمية تعزيز أمن الممرات المائية، وضمان حرية وسلامة وحركة الملاحة في منطقة الخليج العربي، ما يعني أن التصعيد السعودي بالطيران الحربي في الحديدة جاء بضوء أخضر أمريكي إن لم يكن بمشاركة أمريكية مباشرة.

وحسب مراقبين فإن ذلك يعني أن واشنطن وبعد أن فشلت في الضغط على صنعاء بالدبلوماسية للقبول بما طرحته في جولات مبعوثها تيم ليندركينج على صنعاء عبر ممثلها وكبير مفاوضيها محمد عبدالسلام بشكل غير مباشر في العاصمة العمانية مسقط، وما تلى ذلك من وساطة عمانية، ثم ما تلى ذلك من تصعيد نبرة ولهجة التهديدات الأمريكية عبر فرض عقوبات على قياديين عسكريين بقوات صنعاء وبعد كل هذه المحاولات الأمريكية السابقة لإنهاء ملف الحرب في اليمن بالطريقة التي ترغب بها واشنطن والتي فشلت في نهاية المطاف، لجأت واشنطن لاستخدام سياسة الضغط العسكري عبر ملف الحديدة مع احتمال أن يتبع هذا التصعيد الجوي بالقصف تصعيد بري عبر المليشيا المسلحة التي يقودها طارق صالح على الشريط الساحلي للساحل الغربي بمعية القوات الجنوبية من الجماعات السلفية الموالية للإمارات.

مؤشرات أخرى تفيد باحتمال حدوث تصعيد عسكري بري في الساحل الغربي، أبرزها تسريبات بتعيين العميد الركن ابراهيم سالم معصلي قائداً لمحور الحديدة خلفاً لخلفاً للواء عمر سجاف الذي تم تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية السادسة خلفاً لأمين الوائلي الذي قتل في معارك محيط مدينة مأرب في أبريل الماضي.

في سياق متصل كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن أن نائب وزير الدفاع السعودي، ونجل الملك سلمان، الأمير خالد بن سلمان بصدد القيام بزيارة إلى واشنطن الأسبوع المقبل، وهذه الزيارة تأتي بعد أيام قليلة من لقاء القائد العسكري الأمريكي بالبحرية بأمين عام مجلس التعاون الخليجي، السعودي نايف مبارك الحجرف في الرياض، فيما يبدو أن الزيارة إلى واشنطن تتعلق بالجانب العسكري في اليمن وتحديداً في البحر الأحمر.

قد يعجبك ايضا