مفارقات أمنية| بين إنجازات سلطات صنعاء وإخفاقات حكومة “الشرعية”
وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|
بينما تعاني محافظة عدن كغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة فصائل التحالف من انفلات أمني ذريع نتج عنه الفوضى، وارتكاب الجرائم والاغتيالات المقيدة حتى الآن ضد مجهول، إضافة إلى عمليات النهب والسرقة والسطو المسلح التي فشلت الأجهزة الأمنية في احباطها أو القبض على منفذيها، تعيش مناطق سيطرة صنعاء في أمن مستدام منذ الوهلة الأول لتشكيل هيكل أمني جديد قوبلت نتائجه بارتياح شعبي كبير.
وعلى سياق الوضع الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، وقعت جريمة جديدة تداولها ناشطون جنوبيون، عبروا على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستيائهم من صمت الجهات الأمنية إزاء ما يحدث من اختلالات أمنية باستمرار، حيث أشاروا إلى تجاهل الأمن لشكاوى المواطنين من ممارسات العنف يقوم بها متنفذين، وفصائل تتبع الانتقالي، وأخرى تابعة للشرعية.
وأفادت مصادر خبرية في عدن بالعثور على جثة فتاة قطع رأسها من قبل مجهول الهوية في راس عباس الساحلية، في حادثه وصفتها المصادر بالمرعبة، موضحة بأنها وقعت قبل يومين، وتأتي الحادثة وغيرها من الحوادث المشابهة، والتي يعثر فيها على جثث قتلى مواطنين منهم نساء وأطفال على يد مجهولين، في وقت لم تكلف فيه السلطات الأمنية في عدن نفسها للتحقيق فيها، ومحاولة طمأنة المواطنين الذين لا يمر عليهم يوم دون المعانة الأمنية من الوضع الراهن، إضافة إلى التدهور الاقتصادي هناك في ظل السياسات الاقتصادية الجديدة لمركزي عدن التابع للشرعية وما قابل ذلك من ارتفاع لأسعار الصرف أدى بالضرورة لارتفاع أسعار المواد الغذائية، ناهيك عن صراع الانتقالي والشرعية على مؤسسات الدولة الذي بدوره أدى لانعدام الخدمات الأساسية وسط سخط عارم متنام ضد فصائل التحالف.
في المقابل، الوضع الأمني في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى متماسك ومستقر إلى حد كبير للغاية، على الرغم من الانعكاسات السلبية للأزمات التي تمر بها البلاد، نتيجة الحرب واستمرار حصار التحالف السعودي على المواد النفطية والغذائية، فضلا عن الحرب الاقتصادية التي تقودها شرعية هادي والتحالف، وآخر كوارثها في هذا الصدد، طبع مبالغ مهولة من العملة الشبيهة لعملة صنعاء الوطنية، أثرت سلباً على سكان مناطق سيطرة التحالف خاصة في عدن.
وحققت السلطات الأمنية في صنعاء وبقية المحافظات في نطاق سيطرة المجلس السياسي الأعلى “السلطة الحاكمة” إنجازات أمنية غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة، تمثلت في الحد من عمليات التهريب أكانت على مستوى المواد النفطية المهربة والغذائية والطبية، أو محاولات تهريب الحشيش المخدر، وضبط معامل لصنع الخمور، آخرها في تعز، حيث تم فيها اليوم السبت ضبط 20 علبة ادوية منشطة مهربة على متن “باص”، في مديرية الراهدة، كما تم ضبط 145 اسطوانة غاز منزلي مهربة في حجة، وفي محافظة ذمار ضبطت الأجهزة الأمنية 127 ألف لتر من المشتقات النفطية المهربة.
الإعلام الأمني لقوات صنعاء أعلن اليوم السبت عن إلقاء القوات الأمنية في العاصمة صنعاء القبض على شخصين قاما قبل أيام بالاعتداء على الصحفي محمد العزيزي البالغ من العمر 43 عاماً، وأمس الجمعة تم الإعلان عن ضبط المدعو “عبد الغني محمد أحمد دومان” أحد أخطر المجرمين في العاصمة، حيث يتزعم عصابة إجرامية ارتكبت عددا من جرائم القتل وسرقة السيارات، والنهب، والسرقة بالإكراه، والسطو على الأراضي.
ورصد “المساء برس” عدداً لا يحصى من الإنجازات الأمنية في مختلف المحافظات، تركزت بعضها على كشف ملابسات جريمة ارتكبت سابقاً منذ فترة طويلة، والقبض على مرتكبي عشرات الجرائم في وقت وجيز، لا تتجاوز الأسبوع، وفض نزاعات، وصلح ذات البين، وانهاء قضايا ثأر، كما أسفرت اليقظة العالية لرجال الأمن عن انخفاض ملحوظ لعدد محاولات تهريب المخدرات والخمور مقارنة بالوضع قبل عدة أعوام، ولا نغفل تلك العميات التي حاولت زعزعة الأمن والاستقرار، والقضاء على عشرات الشبكات التخريبية والإرهابية، ومئات العناصر التابعين للتحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكيا واسرائيلياً.