مأرب.. أهم التطورات العسكرية وأبرزها خلال الـ72 ساعة الماضية “تقرير بأدق التفاصيل”
مأرب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
لم تكد جبهات مأرب المحيطة بالمدينة لتهدأ نصف يوم وليلة حتى عاد التوتر من جديد لكنه هذه المرة داخل مناطق سيطرة قوات التحالف والإصلاح حيث هزت ثلاثة تفجيرات غامضة مدينة مأرب اليوم الثلاثاء وقعت داخل أهم المناطق العسكرية للتحالف بمدينة مأرب.
وبحسب ما تناقلته مصادر محلية فإن الانفجارات الغامضة وقعت داخل مقر المنطقة العسكرية الثالثة وقيادة الأمن والكلية الحربية.
على إثر التفجيرات الغامضة التي أشارت مصادر قبلية أن إحداها استهدف أحد قيادات قوات هادي من المحسوبين على الإمارات فيصل بن عبدالعزيز الشليف، سارعت قوات الإصلاح إلى فرض حالة الطوارئ بشكل غير معلن داخل مدينة مأرب وعلى مداخلها ومخارجها.
وعززت قوات الإصلاح من قواتها على مداخل مدينة مأرب وأحيائها مستحدثة أيضاً نقاط تفتيش وسط المدينة، الأمر الذي يعزز من صحة الأنباء المتداولة لدى بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بأن أحد التفجيرات الثلاثة استهدف اجتماعاً لقيادات عسكرية وقبلية رفيعة تابعة للإصلاح.
أحداث مأرب اليوم الثلاثاء، تأتي بعد 72 ساعة من اشتعال كل جبهات مأرب الـ8 دفعة واحدة بمعارك هي الأعنف بين قوات صنعاء من جهة والوقوات الموالية للتحالف السعودي الإماراتي من جهة ثانية، وفيما يلي سرد مركز لأبرز التطورات العسكرية ونطاقها الجغرافي ونتائجها:
* توسيع الهجوم والمواجهات بمركز مديرية رغوان شمال غرب مدينة مأرب وصولاً إلى جبهة العلم الأبيض التي شنت قوات صنعاء فيها أعنف هجوم محاولة التقدم نحو معسكر الرويك آخر ما تبقى من معسكرات تحت سيطرة التحالف بعد سقوط معسكري ماس وتداوين المتواجدين على مقربة من المنطقة ذاتها، وحتى مساء أمس الإثنين قالت المصادر القبلية إن المواجهات كانت لا تزال مستمرة، وعن نتائجها تفيد المصادر بعدم تقدم أي طرف وأن الخسائر البشرية وقعت بصفوف الموالين للتحالف بسبب عدم استعدادهم من جهة وبسبب استراتيجية الهجوم التي اتخذتها قوات صنعاء والتي حرصت فيها على حماية أفرادها.
* أما في جبهتي دشن الحقن وشمال الكسارة الواقعيتن غرب وشمال غرب مدينة مأرب، فقد تمكنت قوات صنعاء من شن هجوم عنيف تمكنت من خلاله التقدم في منطقة الدشوش المطلة على معسكر صحن الجن بعد أن سعت نطاق المواجهات حتى وصلت إلى منطقة قريبة من منطقة السويدا، وقالت المصادر إن تلك المواجهات كانت الأطول حيث استمرت منذ مساء السبت الماضي وحتى فجر الإثنين.
* بلغ عدد القتلى والحرحى من قوات هادي في مواجهات دشن الحقن وشمال الكسارة والدشوش 85 فرداً.
* بقية الجبهات غرب مدينة مأرب وقعت معارك كر وفر خلال الثلاثة الأيام الماضية حيث كانت قوات صنعاء تتقدم للهجوم من منطقة معينة ثم تتراجع بشكل مفاجئ لتشن هجوماً آخر من منطقة أخرى وهو ما أدى لتشتيت المقاتلين الموالين للتحالف وسقوط عدد كبير منهم بين قتيل وجريح وأسير، فيما لا تعرف حتى اللحظة الخسائر بصفوف قوات صنعاء.
* مناطق شرق الطلعة الحمراء وشرق منطقة العطيف، شهدت خلال اليومين الماضيين، مواجهات عنيفة، شملت مناطق ذات الراء وحمم الحمراء والذئاب والصيد، وامتدت حتى تبّتي “الشهداء والقناصين”، وهو ما يعني اقتراب قوات صنعاء من جبل الأخشر المطل على شمال مدينة مأرب حيث لم يعد بين تبتي الشهداء والقناصين والجبل سوى 3 كيلو مترات فقط.
* في جبهة البلق القبلي المطلة على مدينة مأرب من الجهة الغربية والتي سيطرت عليها قوات صنعاء مؤخراً بالكامل، أفادت المصادر إن قوات صنعاء اضطرت للانسحاب من قمة البلق وتحديداً من موقع “الأريلات” ومنطقة الطاحس شمال شرق البلق، المكشوفتين لطيران التحالف والذي شن عدة غارات لمنع بقاء قوات صنعاء في هذين الموقعين في الوقت الذي دفع بمقاتلين عقائديين موالين له يمنتمي معظمهم لتنظيمي القاعدة وداعش واللذين جلبهم الإصلاح من خارج مأرب، غير أن الوضع لم يستمر على حاله طويلاً، وهو ما سيتبين في النقطة التالية.
* في البلق القبلي سرعان ما أعادت قوات صنعاء تموضعها من جديد في المناطق التي انسحبت منها في قمة البلق القبلي فجر أمس الإثنين، غير أن عودة قوات صنعاء لم يكن نهاية الخطة العسكرية، حيث غيّرت قوات صنعاء من خطتها السابقة لتتحول إلى “استعادة السيطرة على قمة البلق القبلي ومواصلة الهجوم على جبال البلق الأوسط الأمر الذي أدى إلى تمكن قوات صنعاء من عزل جبهات غرب مأرب عن جنوبها.
* إزاء هذا التطور الأخير في البلق القبلي والبلق الأوسط، حركت القوات الموالية للتحالف فجر الأحد الماضي جبهات الجوبة وجبل مراد والعبدية مستخدمة في ذلك مقاتلين قبليين من مراد وعناصر سلفية تابعة للحجوري حيث حاولة اختراق قات صنعاء في جبهات منطقة حيد آل حمد التي تفصل بين مديرية مدينة مأرب ومديرية جبل مراد وجبهة علفا التي تتوسط مديريتي الجوبة وحريب وجبهة وادي أبلح التابعة إدارياً لمديرية العبدية، وكل هذه المناطق آنفة الذكر سبق أن سيطرت عليها قوات صنعاء مطلع فبراير الماضي، وحول نتائج تصعيد بجبهات جنوب مأرب، أكدت المصادر القبلية إن الهجوم لم يسفر سوى عن وقوع خسائر بشرية لدى قوات التحالف.
ومما سبق يتضح أن قوات صنعاء عدلت في استراتيجيتها العسكرية البرية في جبهات مأرب ضد التحالف السعودي الإماراتي ومقاتليه، حيث بدأت المعارك وطبيعة العمليات الهجومية واختيار توقيتها وتوزيع مناطق الهجوم على كافة الجبهات في وقت واحد ثم التهدئة المفاجئة، بدأت هذه المعارك تأخذ منحى “حرب الاستنزاف”.