رغم فشلها في حجور وقانية وردمان.. الرياض تحاول تكرار التجارب السابقة التي فشلت
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
وصف محللون سياسيون محاولات التحالف استحداث جبهة عسكرية جديدة شرق مديرية صرواح بمحافظة مأرب ومحاولة دفع مناطق ظلت طوال سنوات الحرب الماضية مناطق حياد والتزم أبناؤها باتفاقات سلام مع قوات صنعاء، بأنها محاولة لتكرار التجارب السابقة التي تمت بنفس الطريقة وانتهت بالفشل.
واعتبر مراقبون التوجه السعودي الأخير بأنه ينم عن عدم وعي وإدراك وارتجال في إدارة الصراع والمعركة مع قوات صنعاء، وذلك بالنظر إلى أن الرياض تهدف لتكرار تجارب سبق أن فشلت في الماضي في مناطق أخرى، مثل ما حدث في قانية وردمان وحجور والتي حاولت الرياض فيها لدفع تلك المناطق للانقلاب على اتفاقات السلام مع قوات صنعاء وتبني القتال ضدها بعد أن قدمت الأموال والسلاح لعدد من مشائخ تلك المناطق ممن ظلوا موالين للتحالف في السر، وهي المحاولات التي انتهت في كل مرة بالفشل وانعكست نتائجها سلباً على التحالف الذي أراد من تلك المناطق أن تنظم لصفوفه بدلاً من بقائها محايدة ولتنتهي كل تلك المعارك الخاطفة بانتصار قوات صنعاء وضم تلك المناطق لصفوفها بدلاً من بقائها محايدة.
اليوم تحاول الرياض تكرار تلك التجارب الفاشلة من خلال الدفع بالمناطق الشرقية لمديرية صرواح وصولاً إلى قبيلتي بني ضبيان وخولان اللتين تلتزمان باتفاق موقع مع قوات صنعاء بعدم دخول تلك المناطق في الحرب وبقاءها مناطق حياد، حيث دفعت الرياض بـ150 مليون ريال سعودي تم دفعها لعدد من المشائخ الموالين لها والمنتمين لتلك المناطق علماً أن هؤلاء المشائخ حسب ما تؤكد مصادر مطلعة ليسوا متواجدين في هذه المناطق القبلية التي ينتمون إليها والمراد تفجير المواجهات العسكرية فيها، بالإضافة لدفع السعودية شحنة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة لهؤلاء القيادات القبلية والعسكرية بهدف إشعال مواجهات مع قوات صنعاء تبدأ بالسماح لمقاتلي التحالف بالدخول لهذه المناطق وصولاً إلى دفع التحالف بالأموال والسلاح لأبناء هذه المناطق وتحريضهم للانضمام لقوات هادي والتحالف للقتال ضد قوات صنعاء.
سرعان ما تنبهت صنعاء لهذه الخطة واستطاعت القضاء على المسلحين الذين حاولوا التسلل لمناطق وادي ذنة شرق صرواح، غير أن ماحدث، يرى مراقبون إنه من المحتمل أن يتكرر أكثر من مرة وأن من المحتمل أيضاً أن يكون ذات السيناريو مُعد لتنفيذه في مناطق أخرى مثل محافظة البيضاء التي كشفت وسائل إعلام محلية نقلاً عن مصادر قبلية رفيعة في المحافظة أن الرياض قامت بتسليم تنظيم القاعدة جنوب وشرق محافظة البيضاء شحنة سلاح جديدة ومبالغ مالية كبيرة بالريال السعودي قبل عدة أيام.
المصادر القبلية أكدت أن تسليم السلاح والأموال تم عبر القيادي في حزب الإصلاح أبو عبدالله المشدلي المعروف بعلاقته القوية بقيادات تنظيم القاعدة في البيضاء والمعروف أيضاً بأنه حلقة الوصل بين التحالف والتنظيم الإرهابي، وحسب التسريبات الأولية فإن المشدلي مكلف بالإشراف على توزيع السلاح والأموال على قيادات عناصر تنظيم القاعدة في البيضاء مقابل قيامهم بإشعال مواجهات عسكرية ضد قوات صنعاء في مناطق ظلت خارج الصراع العسكري.
وحاولت الرياض تفجير مواجهات عسكرية داخل مناطق سيطرة قوات صنعاء، إلا أن كل تلك المحاولات انتهت بالفشل أبرزها على سبيل المثال فقط، ما حدث في حجور بمحافظة حجة التي حاول التحالف توظيف كل إمكاناته الإعلامية وتجييش كل أدواته المحلية للنيل من قوات صنعاء وتحريض المواطنين من أبناء حجة وحجور تحديداً لحمل السلاح ضد مقاتلي أنصار الله “الحوثيين” وقوات الجيش والأمن بمحافظة حجة، إلا أن تلك المواجهات انتهت بسيطرة قوات صنعاء على المنطقة، وكمثال آخر لما تحاول الرياض تنفيذه حالياً ما حدث في مديريتي قانية وردمان بمحافظة البيضاء من دفعها بالقيادي في حزب المؤتمر ياسر العواضي لتبني تصعيد عسكري ضد قوات صنعاء وتفجير مواجهات من الداخل وعلى الرغم من حجم السلاح والأموال التي تلقاها العواضي إلا أن الرجل هرب قبل أن تبدأ المعركة التي تم التحضير لها لعدة أشهر وزادت وتيرة التحضير خلال الأسابيع الأخيرة منها ورفض العواضي كل محاولات الوساطات المحلية لإنهاء التوتر وإخماد الفتنة تجنباً لوقوع أي مواجهات لكن الرجل أفشل كل تلك المحاولات وبدا عازماً على تفجير الوضع العسكري ورغم ذلك لم يطلق الرجل رصاصة واحدة وهرب تاركاً مقاتليه يواجهون قوات صنعاء منفردين ولا يعلمون أن قائدهم قد هرب باتجاه مأرب.