هل حقاً ترغب السعودية بانهاء أزمة اليمن الإنسانية؟ أم مراوغة سياسية!؟
محمد بن عامر – المساء برس|
لم يتوقف الجيش السعودي عن استهدافه المكثف بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لمناطق حدودية في محافظة صعدة حتى صباحاً واحداً، إنما رفع خلال الأيام القليلة الماضية من وتيرة القصف ليوقع قتلى ومصابين من المواطنين الأبرياء باستمرار، ما يغير مزاعم التحالف بالرغبة في انهاء الأزمة الإنسانية اليمنية التي أفتعلت من قبله منذ بدء أول هجماته العسكرية في اليمن عام 2015م.
ويأتي القصف السعودي المتواصل على قرى آهلة بالسكان في محافظة صعدة الحدودية، بالتزامن مع تنفيذ طائرات التحالف الحربية عشرات الغارات الجوية على البلاد، تركزت الفترة الأخيرة في محافظات الجوف ومأرب وصعدة، حيث استهدفت الطائرات خلال الساعات الماضية محافظتي مأرب بأكثر من 20 غارة جوية، والمنطقة الحدودية الآنفة الذكر بغارتين جويتين، فضلاً عن الاستمرار في تموين فصائل التحالف التي بدورها لم توقف تصعيدها في جبهات القتال.
محافظة صعدة الأكثر تضرراً بأعمال التحالف العسكرية في اليمن، ويعيش سكانها خاصة في المديريات الحدودية على مسامع القصف اليومي، والذي ينتج عنه أحياناً سقوط قتلى وجرحى من المدنيين الأبرياء كما ينتج عنه أيضاً خسائر مادية في الممتلكات العامة والخاصة، وتؤكد مصادر أمنية في صعدة أن أكثر من أربعة مواطنين بينهم مهاجر أفريقي قتل على إثر القصف السعودي منذ بداية شهر يونيو الجاري، فيما أصيب 22 مواطنا، منهم 6 سقطوا في القصف الأخير على منطقة الرقو في مديرية منبه.
أما محافظة الحديدة، هي أيضا لم تكن بمنأى عن جرائم التحالف التي طالت كل مواطن فيها، حيث إنها كانت بصدد تحقيق الأمن والأمان فيها بعد توقيع اتفاق السويد بين صنعاء والرياض آواخر العام 2018م، إلا أن غرفة عمليات ضباط الإرتباط التابعة لحكومة صنعاء، ومصادر عسكرية وميدانية تؤكد ارتكاب القوات المشتركة في الساحل الغربي، بقيادة طارق عفاش المدعوم إماراتياً، خروقات بشكل يومي، وتشن قصفاً عشوائياً باتجاه الأحياء السكنية في الدريهمي ومختلف المديريات.
وتتضمن خروقات القوات المشتركة تحليق طائرات تجسسية، تقوم أحياناً بشن غارات كالغارات التي شنت على باجل والصليف، واستحداث تحصينات قتالية، وتسجيل آلاف الخروقات بمختلف العيارات النارية، ويشير مصدر في ضباط الارتباط إلى أن آخر الخروقات المسجلة، 232 خرقاً بينها استحداث تحصينات قتالية، وتحليق 21 طائرة تجسسية، وإلقاء تلك الطائرات التجسسية قنابل على الفازة والجاح، و 30 خرقاً بقصف مدفعي و150 خرقاً بالأعيرة النارية المختلفة.
ورغم الاعتداءات المستمرة بحق أبناء صعدة، والانتهاكات وأعمال العنف في المحافظات الجنوبية وقطع الأكسجين عنها وعن سكانها، والخروقات ضد هدنة الحديدة، يعلن التحالف الذي تقوده السعودية إنه بمعزل عن كل ما يحدث في اليمن، ويستمر في مزاعم الرغبة في احلال السلام، وبث الطمأنينة في قلوب اليمنيين حسب ادعائه، وجاء مؤخراً بدعوة سلام جديدة، يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيف التي لا تهدف لحل شامل بل جزئي، بغية وقف معركة مأرب ليس إلا.