واشنطن تنقل الملف اليمني من الخارجية إلى البنتاغون وتحشد أدوات التحالف لتصعيد عسكري بقيادتها
خاص – المساء برس | تقرير: يحيى محمد|
وجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات عيدروس الزبيدي وفده المفاوض في “اتفاق الرياض” بتقديم الوفد تنازلات للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وحزب الإصلاح، في مؤشر على رغبة الانتقالي تقديم أي تنازلات لصالح بقائه شريكاً بحكومة المحاصصة في نظام 7/7، وهو ما بدا واضحاً من خلال توجيهات الزبيدي لرئيس الوفد المفاوض ناصر الخبجي بالحرص على إنجاح الاتفاق حتى وإن تطلب الأمر تقديم الوفد تنازلات.
وقالت مصادر في عدن أن وفد المجلس الانتقالي المفاوض عاد اليوم الخميس إلى العاصمة السعودية الرياض لاستكمال مفاوضات تنفيذ الاتفاق بدون شروط مسبقة حسب ما كان يهدد به الانتقالي قبل أسابيع، والتي كان حينها يشترط لاستئناف تنفيذ الاتفاق التزام الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية في مدينة عدن وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى التي شهدت انهياراً لأدنى المستويات.
واعتبر مراقبون تراجع الانتقالي عن تهديداته التي ضج بها وسائل الإعلام، تلاشت واختفت بمجرد تلقي قيادة المجلس برئاسة الزبيدي توجيهات صارمة من السعودية ليسارع على الفور لتنفيذها وتوجيه وفده المفاوض لمغادرة عدن والعودة للرياض.
وفيما اعتبر مراقبون إن رضوخ الانتقالي بهذا الشكل وبهذه السرعة لتوجيهات السعودية، عكس حقيقة ما تمثله القضية الجنوبية لدى الانتقالي التي بدا واضحاً أنها مجرد عناوين للاستهلاك الإعلامي واستعطاف الشارع الجنوبي وخداعه للدفع به للاصطفاف خلف المجلس المدعوم من الإمارات، أشاروا في الوقت ذاته إلى أن توجه الانتقالي الجديد يؤكد أن المجلس رمى بالقضية الجنوبية خلف ظهره وبدأ بالعمل على تعزيز شراكته مع الإصلاح تحت سلطة هادي وبعيداً عن شعارات المجلس السابقة الداعية والمتبنية لمشروع إعادة الانفصال.
في هذا السياق أيضاً اعتبر مصدر سياسي في صنعاء تحرك التحالف نحو لملمة أدواته المحلية في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرته يأتي بعد أن فشلت مساعي وتحركات واشنطن وبريطانيا في بقيادة المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينج في تحقيق اتفاق مع صنعاء يسمح بوقف الهجوم على مأرب والسعودية مع الإبقاء على حالة بقاء التواجد العسكري الأجنبي في اليمن وإبقاء الحصار بشكل جزئي على الموانئ والمطارات اليمنية، ما يعني أن واشنطن التي ضغطت على التحالف لإعادة جمع أدواته المحلية المنقسمة والمتصارعة في الجنوب تتجه نحو استئناف التصعيد العسكري ضد قوات صنعاء في محاولة أخيرة لوقف تقدم صنعاء نحو مأرب.
ومع بروز الدور الأمريكي مؤخراً في ملف مأرب وتهديدها بأنها لن تسمح لصنعاء بالسيطرة على مأرب على لسان مبعوثها الخاص ليندركينج ووزير خارجيتها انطوني بلينكن، فإن من المرجح أن الحضور الأمريكي العسكري سيعود وبقوة وبشكل واضح وجلي خلال مرحلة التصعيد العسكرية المقبلة التي تخطط لها واشنطن والتي بدأت باستباق هذا التصعيد بالتهديد بإعادة النظر في قرار ترامب تصنيف أنصار الله إرهابيين وشرعت بفرض عقوبات على اثنين من أبرز قيادات صنعاء العسكرية.