“تقرير” ورطة المجلس المسيّر.. بماذا سيواجه الزبيدي “ثورة الغضب الجنوبي”؟!
تقرير خاص – المساء برس|
بحذر وخوف شديدين يترقب وينتظر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ورئاسته بقيادة عيدروس الزبيدي ما سيحدث الجمعة القادمة من احتجاجات وتظاهرات حاشدة لم يعد ينظمها أفراد ومواطنون عاديون بل انضمت إليهم كيانات جنوبية لها وزنها وثقلها في الشارع الجنوبي للمطالبة بالخدمات الأساسية كالكهرباء والرواتب وإنهاء الانفلات الأمني والانهيار المعيشي والاقتصادي.
يوم اصطلح عليه ناشطون جنوبيون بـ”ثورة الغضب الجنوبي” حددوا موعده بيوم الجمعة المقبلة للخروج في تظاهرات حاشدة في عدن للمطالبة بالخدمات الأساسية المنقطعة وحالة الفوضى والانهيار في الوضع المعيشي والاقتصادي الذي سببته سلطة حكومة المنفى وشرعيتها القابعة بفنادق الرياض وشقق القاهرة تاركة الحبل للتحالف السعودي بقيادة الحاكم الفعلي لمناطق سيطرة ما تسمى “الشرعية” للسفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر يسرح ويمرح ويتحكم بكل شيء.
تلك هي عدن التي تغنى أبناؤها المخدوعين بداية الحرب على اليمن بما كان يخدعهم به مطبلوا نظام أبوظبي من أنها – أي عدن – ستعود “دبي ثانية”، فلا هي أصبحت دبي ولا هي بقيت عدن، بعد ست سنوات من الحرب على اليمن وبعد ست سنوات من خروج قوات صنعاء من مدينة عدن لا تزال المدينة تعيش ظروفاً معيشية صعبة جداً، أبناؤها ينزحون إلى صنعاء بحثاً عن الأجواء الآمنة والمستقرة من جهة وأيضاً بحثاً عن أجواء معتدلة بعيداً عن حرارة ولهيب جو عدن التي لا تصلح للعيش إلا إذا توفرت فيها الكهرباء لتشغيل مكيفات التبريد والتكييف.
قبيل عيد الفطر المبارك ظهر مدير مكتب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي الخاضع للإقامة شبه الإجبارية في الرياض، عبدالله العليمي، مصرحاً بأن الحكومة “حكومة المناصفة” ستعود من جديد إلى عدن بعد عيد الفطر، انقضى العيد وبدأ الدوام الرسمي، ولم تعد الحكومة بل إن المؤشرات تقول إن الحكومة لن تعود مرة أخرى، فتصريح وزير داخلية هادي المتواجد في حضرموت، ابراهيم حيدان اكبر دليل على أن الحكومة لن تعود إلى عدن، حيث قال حيدان اليوم إن عدن لم تعد آمنة بفعل تعدد الأجهزة الأمنية وتصاعد الانفلات الأمني في المدينة.
تصريحات حيدان تأتي بعد أيام من تصعيد المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي لدعواته لحكومة هادي المناصفة بالعودة إلى عدن لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات.
كما تأتي تصريحات حيدان، في الوقت الذي يواجه فيه الانتقالي ثورة غضب شعبية جنوبية من قبل الشارع الجنوبي الذي يطالب المجلس بتوفير الخدمات بحكم سيطرته على عدن، الأمر الذي يعني أن هادي ومن خلفه الرياض يريدان الدفع بالشارع الجنوبي للمواجهة مع المجلس الانتقالي الرافض تنفيذ بنود اتفاق الرياض في شقيه العسكري والأمني، لكن ذلك لا يعني أن الانتقالي لا يتحمل المسؤولية إزاء ما تعانيه المدن الجنوبية التي يسيطر عليها من أزمات، فالمجلس يسيطر على كل شيء، ومع ذلك لم يقدم على اتخاذ أي خطوة، كما أنه وبحكم تبعيته للتحالف السعودي وأداة طيعة بيد محمد بن سلمان ونظيره الإمارات بن زايد حسب تصريحات الزبيدي وهاني بن بريك رأس هرم قيادة الانتقالي ومع ذلك لا يستطيع المجلس استغلال هذه التبعية لمصلحة تقديم وتوفير الخدمات لأبناء عدن فقط، الأمر الذي يؤكد أن الانتقالي مجرد أداة رخيصة جداً، الفرق بينها وبين ما تسمى “الشرعية” أن هذه الأداة استرخصت نفسها أكثر من حكومة هادي وكافة عناصرها وقياداتها بما فيهم هادي ومن معه.
يحاول الانتقالي الهروب من المسؤولية أمام الشارع الجنوبي، كما يحاول تقديم نفسه أنه هو الآخر ضحية الحرب التي تمارسها الشرعية ضده وضد ابناء الجنوب، والحقيقة أن الانتقالي لا يستطيع مكاشفة الشارع الجنوبي الذي سينتفض ضده الجمعة المقبلة بالحقيقة المرّة التي تعرّي المجلس وتكشف أنه لا يملك من الأمر شيء وأنه مجرد أداة بيد التحالف السعودي الإماراتي وأن كل شيء بيد أصحاب القرار الحقيقيين، غير أن المجلس لا يستطيع الاعتراف بهذه الحقيقة.