صراع على من يخلف غريفيث بمنصب المبعوث الأممي إلى اليمن
خاص – المساء برس|
يبدو أن استبدال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الذي تم تعيينه مؤخراً كوكيل للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بمبعوث أخر سبب إرباكاً لدى الأمم المتحدة بسبب الصراع بين الأمريكان والبريطانيين على تولي ملف اليمن.
ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لأن تستولي على ملف اليمن لتتحكم فيه وتكون الفاعل الرئيسي الأكثر والأكبر تأثيراً عبر مبعوثها إلى اليمن تيموثي ليندر كينج، تسعى بريطانيا هي الأخرى للاحتفاظ بحصة هيمنتها على الملف اليمني كما كان الحال عليه في عهد غريفيث البريطاني الجنسية، وذلك عبر الضغط على الأمانة العامة للأمم المتحدة لتسمية البرلماني ووزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليستر بيرت منصب المبعوث الأممي إلى اليمن كبديل لغريفيث.
هذا الصراع كشفه التخبط الأممي بعد الإعلان عن تعيين غريفيث وكيلاً للأمين العام للشؤون الإنسانية، والذي قاد إلى الاعتقاد لدى الرأي العام السياسي المهتم بشأن اليمن بأن غريفيث لم يعد مبعوثاً إلى اليمن، لتوضح فيما بعد الأمم المتحدة بأن غريفيث سيستمر في مهمته حتى إجراء عملية انتقالية في اليمن أي أن عمل غريفيث سيستمر في اليمن إلى أن تتوقف الحرب وتُجرى المفاوضات السياسية على المستويين يمني إقليمي من جهة ويمني يمني من جهة ثانية ثم الانتقال لتشكيل سلطة جديدة تشارك فيها الأطراف المسيطرة على الأرض، غير أن الأمم المتحدة لم تبقي على توضيحها ذلك طويلاً لتعود من جديد وتصدر تصريحاً جديداً بهذا الخصوص على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك والذي قال في بيان أمس الجمعة أن بقاء المبعوث الأممي إلى اليمن سيستمر حتى إتمام عملية الانتقال لوظيفته الجديدة كوكيل للأمين العام للشؤون الإنسانية أي أنه لن يبقى حتى انتهاء العملية السياسية في اليمن.
وحسب مراقبين فإن هذا التخبط في تصريحات الأمم المتحدة يكشف وجود صراع دولي على من يخلف غريفيث في مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن الأمر الذي أدى إلى ارتباك لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن مصير منصب المبعوث الأممي إلى اليمن، كما أن الصراع الذي بدا بين واشنطن ولندن يرجح معه أن يكون غريفيث قد أقيل من منصبه بشكل متعمد وتعيينه كوكيل للشؤون الإنسانية إنما جاء للتغطية على حقيقة الإقالة.
وكانت مصادر أممية قد تحدثت الأسبوع الماضي بأن وزير الخارجية العماني السابق يوسف بن علوي هو أبرز المرشحين لخلافة منصب مارتن غريفيث لكونه قريباً من طرفي النزاع في اليمن بالإضافة لدوره البارز في التنسيق بين اللقاءات والمفاوضات السابقة الرسمية وغير الرسمية ولعلاقته الجيدة أيضاً بقيادة السلطة السياسية في صنعاء وجماعة أنصار الله ولكون عُمان رفضت الاشتراك في الحرب على اليمن وبقيت على الحياد رافضة مبدأ الحرب الذي اتخذته الرياض في 2015 بدفع أمريكي.