هل تمهّد الأمم المتحدة لتحويل ميناء الحديدة منطقة عسكرية استباقاً لهجوم بري وبحري للتحالف؟
الحديدة – المساء برس|
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم، استعدادها “للمساعدة وتسهيل عملية إزالة الألغام” في الساحل الغربي، بعد سقوط العديد من المدنيين ضحايا العبوات الناسفة التي زرعتها قوات التحالف في أطراف مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة على الساحل الغربي.
وقال مراقبون إن الخطوة الأممية إيجابية في حالة لم يقترن معها تحركات مشبوهة من المنظمة الدولية ذاتها عبر بعثتها في الحديدة “أونمها” والمتمثلة بالتوجه نحو تطوير ميناء المخا إلى جانب ما قالت عنه الأمم المتحدة عبر بعثتها من أنها ستستثمر في تطوير موانئ عدن والمكلا إلى جانب المخا دون الحديث أو التطرق لميناء الحديدة وهو ما يشير إلى وجود مشاركة أممية عسكرية مساندة للتحالف السعودي الذي قد يقدم على خطوة التصعيد العسكري في الساحل الغربي والحديدة.
فالتحركات الأممية حسب المراقبين تشير إلى أن هناك توجه لرفع الصفة الإنسانية عن ميناء الحديدة من خلال إعداد وتهيأة ما أمكن من الموانئ الخاضعة لسيطرة التحالف بمقابل إهمال وترك ميناء الحديدة الشريان الرئيسي لأكثر من 70% من سكان اليمن، وهو ما يعني أن الأمم المتحدة تعمل على تهيئة الوضع والأجواء لجعل ميناء الحديدة منطقة عسكرية بالتزامن مع الادعاء بأن ميناء المخا سيستخدم كميناء بديل عن الحديدة إلى جانب مينائي عدن والمكلا، وهذا الترجيح يتعزز مع توجه الأمم المتحدة لرفع الألغام في خطوط التماس بين قوات صنعاء وقوات التحالف التي يقودها في الساحل طارق صالح وقوات العمالقة الجنوبية الموالية للإمارات، ما يعني أن هناك توجه لإزالة العوائق العسكرية أمام قوات التحالف في الساحل الغربي وتمهيد الأرضية لهم لتنفيذ أي هجوم بري.
وكان حساب بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) على “تويتر”: قد غرد بالقول “تمثل الوفيات والإصابات لعدد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، بعد اصطدام سيارتهم بعبوة ناسفة في الدريهمي المزيد من الخسائر المأساوية الناجمة جراء الصراع في الحديدة وفي جميع أنحاء اليمن”، ما يعني معه احتمال أن تكون هذه الأحداث المأساوية مجرد باب تستغله الأمم المتحدة تحت عنوان “نزع الألغام” ذريعة لتنفيذ المهمة الرئيسية وهي نزع الألغام في الخطوط الأمامية من أمام مقاتلي التحالف السعودي الإماراتي، الأمر الذي يعني معه مشاركة أممية عسكرية باسم الأعمال الإنسانية.
وجاءت تغريدة البعثة الأممية بالتزامن مع سقوط ضحايا من المدنيين حيث تم استهداف السيارة التي كانت تقلهم بعبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد في مناطق خاضعة لسيطرة قوات التحالف في أطراف مدينة الدريهمي جنوب الحديدة، ما أدى لمقتل 3 وإصابة 6 آخرين بينهم أطفال، وهو الاستهداف الذي يأتي بعد يومين فقط من انفجار عبوة ناسفة في المنطقة ذاتها أصيب على إثرها مدنيان اثنان وسط احتمال بأن تكون قوات حراس الجمهورية قد عادت لاستخدام العبوات الناسفة لاصطياد قيادات وأفراد مقاتلي العمالقة الجنوبيين الذين رفضوا الانضمام لطارق صالح الذي فرضته الإمارات قائداً عليهم بعد هروبه من صنعاء في ديسمبر 2017، ولعل ما يرجح صحة التوقعات السابقة أيضاً بشأن عودة العبوات الناسفة هو إعادة الإمارات للعديد من قيادات العمالقة ممن كانوا محتجزين لديها في أبوظبي وممنوعين من العودة إلى عدن أو الساحل الغربي وجرى إعادتهم فجأة إلى الساحل بالتزامن مع إعادة رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي.