الانتقالي يتأهب لمواجهة الإصلاح تزامناً مع ترتيبات للأخير بحضرموت قبل الانسحاب النهائي من مأرب
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
على عكس التعاطي الإعلامي والبروباجندا الإعلامية التي تعمل عليها حكومة هادي المنفية وقياداتها ووسائلها الإعلامية بشأن حقيقة الأوضاع العسكرية في مأرب والتي تحاول تصوير الوضع بأن كل شيء مستقر وأن الأمور تحت السيطرة، يبدأ المجلس الانتقالي الجنوبي بالتحرك والتعاطي مع المعطيات والوقائع الحقيقية في مأرب بناءً على ما لديه من معلومات تؤكد أن هناك ترتيبات متسارعة وحثيثة يجري العمل عليها من قبل الإصلاح استعداداً للانسحاب النهائي من مأرب.
وبدأ الانتقالي بالتعامل بجدية مع الترتيبات التي يجريها الإصلاح وقيادة سلطة هادي في حضرموت تمهيداً لانسحاب نهائي من مأرب التي لم يعد بالإمكان مواصلة المعركة فيها في ظل التساقط المتسارع لقوات هادي ومسلحي حزب الإصلاح الموالين للتحالف في مختلف الجبهات غرب مدينة مأرب وكذا الخسارة البشرية الكبيرة خاصة تساقط القيادات من الصف الأول واحداً تلو الآخر، آخرهم مدير دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع التابعة لهادي، في هجوم بصاروخ باليستي أطلقته قوات صنعاء مساء أمس الأول الثلاثاء على معسكر صحن الجن وسط أنباء بسقوط 4 من مدراء الدوائر التابعة للدفاع وضابطين سعوديين، وخصوصاً أيضاً وأن هذه كل هذه الخسائر خاصة بصفوف قيادة الصف الأول تأتي بعد فشل المقدشي وبن عزيز في وقف الاختراق الاستخباري الذي حققته استخبارت صنعاء العسكرية وتمكنت ولا زالت حتى الآن من الوصول إلى قيادة الصف الأول بقوات هادي والاطلاع على تحركاتها وخطواتها واتصالاتها أولاً بأول.
ويبدو أن لدى الانتقالي معلومات بأن هناك توجه بدأ العمل عليه من قبل الإصلاح وقيادة هادي للانتقال من مأرب إلى حضرموت بهدف وقف الاستنزاف البشري الكبير لمقاتلي التحالف ووقف استنزاف وتساقط القيادات، ما يعني أن هناك تحركات للانسحاب من مأرب، غير أن هذا الانسحاب يتطلب موطناً بديلاً عن مأرب، ويبدو من زيارة رئيس حكومة هادي، معين عبدالملك لحضرموت منذ عدة أيام بأن الموطن البديل لمأرب هو حضرموت وتحديداً الوادي والصحراء ومركزه سيئون، ولهذا لم يكن من المستغرب أن نجد تصريحاً واضحاً لقيادة الانتقالي بأن المجلس لن يسمح بأن تكون حضرموت أو شبوة بديلاً عن مأرب.
إزاء التحركات الأخيرة للإصلاح في حضرموت، ذهب الانتقالي عبر رئيسه الخاضع للإقامة الإجبارية في الإمارات عيدروس الزبيدي إلى التوجيه بإنشاء هيئة تنفيذية مساعدة لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، تكون تحت سلطة قيادة الانتقالي بحضرموت، وتتولى الإشراف على عمل القيادات المحلية التابعة للانتقالي في مديريات الوادي والصحراء وهي المديريات التي يحتفظ فيها الإصلاح بثقله العسكري ومخزونه البشري المهم ممثلاً بالمنطقة العسكرية الأولى التي يشرف عليها مباشرة علي محسن الأحمر، وحسب توجيهات الزبيدي فإن الهيئة التنفيذية المساعدة ستكون مستقلة مالياً عن قيادة انتقالي حضرموت في المكلا.
نحن إذاً أمام تحرك للانتقالي لفرض سلطة أمر واقع في وادي حضرموت استباقاً لانتقال الإصلاح إلى سيئون وإعادة ترتيب وضعه وأوراقه العسكرية والسياسية بحماية محسن وقوات المنطقة الأولى، وهو ما يعني أن الإصلاح سيواجه عقبة أمام إعادة ترتيب وضعه ونفوذه في الجنوب.
وتجري كل هذه الترتيبات للإصلاح وما يقابلها من استعدادات من الانتقالي للحد من سلطة الإصلاح في وادي حضرموت في وقت تشهد فيه قوات هادي والإصلاح مرحلة انهيار متسارع وحالة من التخبط والعشوائية في معارك الرمق الأخير وهذا ما تكشفه الخسائر البشرية الكبيرة جداً التي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أسبوع وحتى اليوم وفقاً لإفادات مصادر طبية خاصة في مأرب، الأمر الذي يكشف أن المعركة لم تعد للدفاع عن مأرب وإنما لتأخير دخول قوات صنعاء قدر المستطاع ريثما ينتهي الإصلاح من ترتيب موطنه الجديد بوادي حضرموت، ومن ذلك انتقال من تبقى من القيادات في مأرب بعوائلهم إلى سيئون والبحث عن مساكن جديدة هناك وهو الأمر الذي سيتطلب وقتاً.
ومع موجة انسحاب القيادات وانتقالها بعوائلها من مأرب إلى حضرموت فإن من غير المستبعد أن تشهد مدينة سيئون ومحيطها انتشاراً كبيراً للإنشاءات العمرانية التي قد يتم بناؤها خلال أسابيع قليلة فقط لتأمين شقق ومنازل للقيادات التي بدأت بالتوافد والانتقال من مأرب إلى حضرموت.