بسبب فتح مأرب .. ضجيج أمريكي وأممي منقطع النظير
تحليل-هاشم الدرة-المساء برس| تعالت أصوات الولايات المتحدة الأمريكية اليوم بشكل ينبأ عن مدى الهزائم وجسامتها على الموالين لها وللتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بالقرب من أبواب مأرب.
هذا النواح والعويل الذي صدر عن متحدث وزارة الخارجية الأمريكية “نيد برايس” اليوم الأربعاء، مؤشر كبير على اقتراب قوات صنعاء، من المدينة الاستراتيجية النفطية الهامة لكل من التحالف وصنعاء.
اللافت انه وعلى الرغم من المجازر التي حدثت في اليمن منذ بداية عاصفة الحزم وعلى الرغم من الحصار الخانق الذي تعيشه مناطق سيطرة صنعاء منذ ست سنوات برا وبحرا وجوا، وعلى الرغم من أن صنعاء تأوي مئات الآلالف إن لم يكن ملايين النازحين من كل المحافظات من شمال اليمن وجنوبه وشرق وغربه ووسطه، إلا أننا لم نسمع لأي مسؤول أمريكي أي حديث عن هذه المآسي، وما سمعنا الحديث عن مآسي النازحين والضحايا المدنيين إلا عند اقتراب فتح مأرب.
متحدث الخارجية الأمريكي أكد اليوم أن هناك يمني يُقتل كل 10 دقائق في اليمن بسبب الحرب، واتهم صنعاء بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وأعلن تخوفه على نزوح مئات الآلاف من اليمنيين من مأرب، ولمنع معاناة النازحين والمدنيين قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندر كينغ: إن إيقاف الهجوم على مدينة مأرب يمثل أولوية إنسانية، معتبرا الهجوم “يهدد مليون نازح داخل اليمن؟!!”.
كما دعا برايس، إلى “السماح بدخول شحنات الوقود إلى اليمن بشكل منتظم لتجنب حدوث المزيد من الكوارث الإنسانية”.
الجدير بالذكر أن هذا الخطاب، هو ذاته خطاب مجلس الأمن الدولي قبل أيام، حيث دعا فيه صنعاء لوقف فتح مأرب، مقابل رفع جزئي عن الحصار المفروض على الموانئ والمطارات اليمنية، وهو ذات المبادرة التي تقدمت بها السعودية على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، وهي ذات المبادرة التي رفضها أنصار الله جملة وتفصيلا، لأنها تربط بين الملفين الإنساني والعسكري، وتحرم الشعب اليمني من حقوقه الطبيعة وتضعه تحت ابتزاز ومساومة فاضحة للأمم المتحدة ومبعوث بايدن والعالم الصامت.