مأرب.. وضع عسكري خطير جداً وهروب قيادات ونقل أخرى للعلاج واختفاء البقية (تفاصيل)
مأرب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
خلال يومين فقط وفي الوقت الذي دفعت فيه وسائل إعلام التحالف وقوات هادي بناشطين على حسابات التواصل الاجتماعي لنشر معلومات وعبارات توحي بتعثر قوات صنعاء التي باتت على أبواب مدينة مأرب، تأتي الأنباء الأكيدة من داخل غرف ومقرات قوات هادي الموالية للتحالف في مأرب لتؤكد عكس ما حاول ناشطو الإصلاح نشره وإشاعته على السوشيال ميديا والذي كان هدفه شن حرب نفسية ضد قوات صنعاء، غير أن هذه الهجمة الإعلامية لم تجدِ نفعاً وذلك لكون قوات صنعاء موجودة على الأرض في ميدان المعركة ولا وقت لديها لتتبع ما ينشره خصمها على عكس قوات هادي الموالية للتحالف التي ينشط فيها الأفراد والقيادات بمواقع التواصل الاجتماعي بعضهم من داخل مدينة مأرب والبعض الآخر من خارج اليمن.
آخر المعلومات الواردة من مأرب تفيد بتطور خطورة الوضع العسكري للقوات الموالية للتحالف السعودي، خاصة بعد أن نفذت قوات صنعاء التفافاً من مسارين تمكنت من خلاله استهداف قوات هادي في مناطق السويداء وخلفان وايدات الراء والوايت والمحرق والأخيران موقعان قريبان من معسكر صحن الجن الذي سبق أن قامت قوات التحالف بتوجيهات من الرياض بسحب كافة المدرعات العسكرية الأمريكية من نوع (أوشكاش) وسحب عتاد عسكري ثقيل بعد اقتراب قوات صنعاء منه الأسبوع الماضي على الرغم من أن قوات صنعاء كانت لا تزال بعيدة عن المعسكر أثناء سحب العتاد الثقيل منه، أما اليوم وبعد اقتراب قوات صنعاء أكثر من المعسكر تفيد المعلومات الواردة أن طيران التحالف السعودي قام مساء الأربعاء بالتحليق المكثف فوق المعسكر مع إلقاء بالونات حرارية، وهو ما يعني أن قوات صنعاء إما أنها أسقطت المعسكر أو باتت على أبوابه ومحيطة به.
المعارك الأخيرة خلال الساعات الماضية تعرضت فيها القوات الموالية للتحالف لخسائر بشرية كبيرة حيث بلغ عدد القتلى فقط 45 فرداً بينهم قيادات بينما المصابين بلغوا 32، ومعظم من سقطوا من هؤلاء كان أثناء استهداف قوات صنعاء رتلاً عسكرياً للطرف الآخر يضم 5 أطقم ودبابة، في وقت أكدت فيه مصادر أن تلك المواقع في مأرب سقطت بيد قوات صنعاء بشكل شبه كامل.
من الناحية العسكرية تعتبر حالياً مدينة مأرب محاصرة بقوات صنعاء من جميع الاتجاهات، خاصة بعد أن وردت معلومات جديدة أمس الأربعاء تفيد بوصول تعزيزات عسكرية لقوات صنعاء إلى منطقة الدحلة الواقعة على خط الأنبوب وهو الخط الواصل إلى منشأة صافر النفطية في مأرب الواقعة إلى الجنوب الشرقي من المدينة، وهو ما يُرجح إمكانية أن تكون قوات صنعاء قد تخطط للتقدم نحو المنشأة النفطية والسيطرة عليها قبل السيطرة على مدينة مأرب التي باتت بحكم المحاصرة مع إبقاء قوات صنعاء للمنافذ مفتوحة أمام مقاتلي التحالف لمن أراد منهم مغادرة المدينة والهروب سواءً باتجاه الوديعة أو باتجاه سيئون، والدليل على ذلك هو أن قوات صنعاء ورغم سيطرتها نارياً على الخطوط الرئيسية المؤدية إلى مدينة مأرب إلا أنها لم تستهدف هذه الخطوط ما يشير إلى أنها ستبقي المجال مفتوحاً أمام من يريد من قوات هادي والإصلاح المغادرة والانسحاب من القتال بسلام.
في الأثناء وخلال كتابة هذا التقرير، أكدت مصادر خاصة أن قوات صنعاء حققت تقدماً كبيراً في جبهة العلم شمال مدينة مأرب، وبحسب المصادر فقد تمكنت قوات صنعاء من إطباق الحصار على مجموعة من المقاتلين الموالين للتحالف شرق جبهة العلم، وهو ما دفع بقوات هادي إلى تحريك حملة عسكرية من المنطقة العسكرية السادسة لفك الحصار عن المجموعة المحاصرة.
الأكثر خطورة على الوضع العسكري للقوات الموالية للتحالف يتمثل أيضاً في تعرض قيادات بارزة لإصابات خطيرة أثناء مشاركتهم في المعارك ونقل هؤلاء القيادات إلى السعودية للعلاج فالقيادي البارز بحزب الإصلاح وعضو البرلمان عن الحزب أيضاً وقائد فصائل الحزب الموالية للتحالف في مأرب، منصور الحنق، تشير المعلومات الواردة إلى أنه أصيب بجروح خطيرة وأن عمليات قوات هادي طلبت مروحية لإسعافه إلى السعودية وذلك بعد أن تعرض لاستهداف بطائرة مسيرة من قوات صنعاء استهدفت تجمعاً عسكرياً في جبهة الكسارة شرق المدينة، ويبدو أن وضع الحنق الصحي خطير جداً إن لم يكن قد فارق الحياة خاصة وأن عدداً من مرافقيه قتلوا أثناء الهجوم.
وقبل ذلك كان القيادي بقوات هادي قائد اللواء 159 مشاة، سيف الشدادي، قد أصيب إصابة بالغة إثر كمين تعرض له بالقرب من جبهة المشجح، وأمس الأول الثلاثاء أكدت مصادر طبية أن الشدادي إصابته خطيرة ولا يزال في غيبوبة في العناية المركزة، لكن مصادر عسكرية رجحت أن يكون الشدادي قد تم إجلاؤه برفقة الحنق على متن الطائرة العسكرية السعودية إلى السعودية للعلاج نظراً لخطورة وضعه الصحي.
في الوقت نفسه تحوم علامات الاستفهام حول مصير قيادات بارزة أخرى موالية للتحالف مختفية منهم المحافظ سلطان العرادة الذي لا يزال مصيره مجهولاً بعد تأكيد مقتل حارسه الشخصي ناجي فهد العرادة والذي قتل إثر هجوم يعتقد بأنه تم بطائرة مسيرة أو صاروخ باليستي استهدف مقراً عسكرياً كان العرادة متواجداً فيه خلال الأيام القليلة الماضية، في حين لا يزال هناك العديد من القيادات الأخرى التي لا يزال مصيرها غامضاً كالقيادي البارز منصور ثوابه قائد المنطقة العسكرية الثالثة والذي أصيب هو الآخر بهجوم لقوات صنعا، ومما يزيد الغموض حول مصير ثوابه وما إذا كان قد قتل أم لا ما نشرته صحيفة الشارع الموالية للتحالف والصادرة من عدن والتي أكدت أن قيادة التحالف عينت محمد العامري قائداً للمنطقة الثالثة خلفاً لمنصور ثوابة.
وكتأكيد آخر على أن عقد السيطرة والتحكم قد انفرط من يد قيادة قوات هادي والتحالف ما أكده مصدر موثوق في مأرب وعززه آخر في سيئون بحضرموت من أن عدداً من القادة العسكريين لقوات هادي غادروا مأرب باتجاه السعودية لأداء مناسك العمرة، غير أن مصدراً في حضرموت أكد أن هذه القيادات موجودة في سيئون بذريعة إكمال إجراءات السفر للسعودية، لكن توقيت العمرة بالنسبة لقيادات عسكرية يثير الشك حول حقيقة الهدف من مغادرة مأرب خاصة وأن المدينة باتت قاب قوسين أو أدنى من خروجها عن سيطرة قوات التحالف مع اقتراب قوات صنعاء، وهو ما يدعو للتساؤل هل تأتي مغادرة القيادات العسكرية للمدينة للعمرة حقاً أم إنها مغادرة نهائية لعدم إمكانية استمرار القتال عسكرياً بوجه تقدم قوات صنعاء؟.