تطورات هامة بالمفاوضات.. واجتماع في برلين ضم ممثلين عن دائمي العضوية بمجلس الأمن وغريفيث وليندركينج
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
كشفت مصادر دبلوماسية عن تقبل المجتمع الدولي موقف سلطة صنعاء ووفدها المفاوض في مسقط بشأن شروط وقف استهداف السعودية ووقف العمليات الحربية على مستوى الداخل اليمني.
المصادر أكدت في تصريح خاص لـ”المساء برس” أن المبعوث الأممي اقتنع بفكرة أن يحدث تقدم في البداية فيما يتعلق بالملف الإنساني في اليمن عبر الاستجابة لمطالب الاحتياجات الإنسانية الحرجة ومنها رفع الحصار عن ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء قبل كل شيء.
وأكدت المصادر أن غريفيث بصفته ممثلاً عن الأمم المتحدة سيقدم خطة متكاملة لتأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد أمام التحالف السعودي تكون بمثابة الضامن للمملكة لاستكمال السير في الحل السلمي من قبل طرف صنعاء، فيما يعني أن خطة تأمين وقف شامل لإطلاق النار ستكون ضمانة بديلة عن الاشتراطات التي طرحتها السعودية في مبادرتها المبنية على أساس الشروط الأمريكية المطروحة منذ عام والتي سبق ورفضتها سلطة وقيادة صنعاء.
وحسب المصادر فإن تنفيذ بقية بنود الحل السياسي عقب الاستجابة للحاجات الإنسانية، ستتم تباعاً خطوة بخطوة بإشراف أممي بين صنعاء والتحالف بدءاً بوقف إطلاق النار.
في سياق متصل، أصدر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بياناً صحفياً عقب اجتماع اليوم عقد في العاصمة الألمانية برلين بمشاركة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس وبحضور المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج وممثلين عن الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن.
أبرز ما ورد في بيان غريفيث قوله “كلنا نتفق، وهو ما وصفه هايكو الآن، على أنَّ الحل الوحيد لإنهاء هذه المأساة يتمثل في الوصول إلى تسوية سياسية من خلال التفاوض بما يلبي تطلعات اليمنيات واليمنيين. فما السبيل إلى ذلك الهدف؟ يجب علينا أن نستجيب للحاجات الإنسانية الحرجة وأن نبني الثقة بين الطرفين، كما قلت الآن يا هايكو. وقد وضعت الأمم المتحدة خطة تهدف إلى تأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لإيقاف الاقتتال بجميع أشكاله وفتح الطرق الرئيسية التي تصل بين الشمال والجنوب، بما يتضمن تعز، وهي المدينة التي ترزح تحت الحصار منذ وقت طويل، للسماح بحرية حركة المدنيين والبضائع التجارية والمساعدات الإنسانية. ونهدف أيضاً إلى تأمين فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية والمحلية، وضمان التدفق المنتظم للوقود وغيره من السلع التجارية إلى اليمن من خلال موانئ الحديدة وتوجيه الإيرادات المرتبطة بدخول سفن الوقود نحو المساهمة في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية. ونأمل أنَّ الاتفاق على هذه التدابير الإنسانية سوف يوجد بيئة مواتية تمكن الطرفين من الانتقال بسرعة إلى محادثات سلام تشمل الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة لإنهاء النزاع بشكل كامل ومستدام”.
ويبدو مما ورد أن هناك تطابق نوعاً ما، مع ما كشفته المصادر الدبلوماسية بشأن خطوات الحل التي تبدأ أولاً بالملف الإنساني من قبل التحالف كخطوة لبناء الثقة مع صنعاء المتخوفة – من واقع تجارب سابقة – من عدم التزام الطرف الآخر “التحالف” بتنفيذ ما يلتزم به أثناء المفاوضات ليعود للتراجع عنها والتخلف أثناء التنفيذ.
كما يظهر من خلال البيان الرسمي للقاءات غريفيث أن ترتيبات خطوات الحل السياسي والعسكري تأتي تباعاً بعد الملف الإنساني.
غير أن تشديد غريفيث على أهمية دعم المجتمع الدولي “الكامل” فيما أسماه بـ”هذه اللحظة الحرجة من عملية المفاوضات في اليمن”، يشير إلى أن هناك أطرافاً دولية لا تزال غير مستعدة للإجماع والاتفاق على وقف الحرب في اليمن، وهو تلميح يرى البعض أن المقصود به واشنطن، خاصة وأن غريفيث تعمّد في بيانه تقديم الشكر والثناء باستفاضة لألمانية ووزير خارجيتها هايكو في مقدمة البيان وضمن تلميحات الحل وخطوطه العريضة التي قال عنها غريفيث أن هايكو يتفق معها من دون ذكر ليندركينج المبعوث الأمريكي والذي أتى ذكره في فقرة ثانوية نهاية البيان.