الرياض تروّج لمبادرة فتح طريق تجاري بري بدلاً من فتح ميناء الحديدة
متابعات خاصة – المساء برس|
تناولت صحيفة الشرق الأوسط السعودية في عددها الصادر اليوم موضوع مبادرة يقودها تحالف يدعى “التحالف المدني للسلم” وهو عبارة عن مجموعة من المنظمات السياسية المدنية يملكها ناشطون يمنيون موالون لهادي والتحالف السعودي، حيث تنص المبادرة على فتح طريق “اب الضالع” كطريق تجاري بين عدن وصنعاء.
وقالت الصحيفة إن المبادرة حظيت بترحيب من الغرفة التجارية في صنعاء والغرفة التجارية في عدن، نظراً لكون المبادرة تتعلق بتسهيل وصول السلع التجارية والمواد الغذائية من عدن إلى المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء.
غير أن المبادرة تحمل في طياتها في حقيقة الأمر التفاقاً على مفاوضات السلام في اليمن ووقف الحرب ورفع الحصار، إذ تهدف المبادرة حسب مراقبين إلى قطع الطريق أمام صنعاء المطالبة برفع التحالف الحصار على ميناء الحديدة، بحيث تتحول السفن التجارية التي يفترض أن تصل لميناء الحديدة إلى الوصول لميناء عدن وهي السياسة التي عملت عليها الرياض منذ أن شددت الحصار على ميناء الحديدة في 2018 عبر منعها دخول السفن إلى الميناء باستثناء بعض السفن المحملة بالمواد الإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، ويبدو أن السعودية تريد فرض هذه السياسة كأمر واقع مستدام كي ترفع الحرج عنها بشأن مسألة الحصار الاقتصادي على اليمن وتحديداً مناطق سيطرة حكومة صنعاء.
في الوقت ذاته لا يرى المراقبون حرجاً في التعاطي مع مبادرة طريق إب الضالع المدفوعة من الرياض، لكن على ألا تكون المبادرة بديلاً عن مطالب صنعاء بفتح شامل وكامل للموانئ والمطارات اليمنية المحاصرة، فالقبول بالمبادرة مع التنازل عن مطالب فتح ميناء الحديدة يعني القبول ببقاء الحصار على اليمن على المدى المتوسط.
ويتوقع مراقبون إن توجهات السعودية فيما تطرحه يكشف أنها تريد أن تخرج من الحرب في اليمن ولكن بطريقة تبقي على أنيابها مغروسة في الداخل لتمثل فيما بعد أداة وقوة تستخدمها للضغط على طرف من الأطراف اليمنية في حال رفض المساومة على أمر أو رؤية سياسية ما تخص الشأن اليمني.