يعتبر ناطقاً باسم السفير.. الشرعبي يكشف حقيقة معارك تعز وينقل رسالة مشفرة للانتقالي بشأن أبين
المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
في مكاشفة صريحة قلّ ما تحدث بين التحالف السعودي الإماراتي وحلفائه وأدواته المحلية في الداخل اليمني، كشف الصحفي جلال الشرعبي المعروف بعمله وتبعيته للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الموصوف هو الآخر بأنه الحاكم الفعلي للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وشرعيته، عن حقيقة ما حدث في تعز من معارك أشعلها الإصلاح ضد قوات صنعاء في الجبهات الجنوبية الغربية بذريعة تخفيف الضغط العسكري على مأرب التي تقترب قوات صنعاء من أبواب المدينة الرئيسية بشكل يومي أكثر وأكثر.
وشن الشرعبي في تغريدتين على حسابه بتويتر هجوماً لاذعاً على هادي ومن أسماهم “أصحاب المصالح الراغبين في إبقاء هادي” وجه فيه رسائل بدا من الواضح أنها بطلب مباشر من السفير السعودي آل جابر حيث قال “مادام هادي رئيساً لن يتحقق نصر عسكري ولا حل سياسي وما دامت جماعات المصالح توظف الشرعية لمصالحها وتدعم بقاء هادي سيتمدد الحوثي وستتعقد أكثر مهم التحالف باليمن”.
وقال الشرعبي إن قوات صنعاء التي أسماها “الحوثي” تجهز لمعركة كبيرة في مأرب بقيادة أبو علي الحاكم رئيس الاستخبارات العسكرية لقوات صنعاء، مضيفاً بالقول “هناك يجب أن تكون المعركة وليس أبين”، في رسالة واضحة قصد السفير السعودي توجيهها للمجلس الانتقالي الجنوبي وقواته بأخذ الحيطة والحذر من وجود إعداد كبير لهجمة عسكرية قوية ضده من قبل قوات هادي والإصلاح في أبين.
ويبدو من تغريدة السفير السعودي التي جاءت على لسان الصحفي المقرب منه جلال الشرعبي أن الموقف السعودي من دعم الإصلاح وهادي والذي بدا خلال المرحلة الماضية واضحاً بالوقوف إلى جانبهم والعمل على إضعاف الانتقالي، يبدو من تغريدة اليوم أن هناك تغيراً كبيراً في الموقف السعودي تجاه الإصلاح وهادي وتحول الموقف السعودي إلى الحياد إن لم يكن المساندة للانتقالي ضد الإصلاح في أبين والبداية قد تكون هذه الرسالة التي فُهم منها أنها عبارة عن تنبيه وتحذير للانتقالي مما يعده الإصلاح عسكرياً له في أبين.
وفي تغريدة ثانية نشرها الشرعبي في التوقيت ذاته، كشف فيها الصحفي عن الانزعاج السعودي من مسرحية التصعيد العسكري في الجبهات الغربية الجنوبية لتعز والذي قاده الإصلاح وبموجبه استولى على 5 مليارات ريال من البنك المركزي في عدن بحجة دعم هذا التصعيد والذي جاء بذريعة “تخفيف الضغط على مأرب”، حيث أكد الشرعبي أن “معركة تعز الوهمية انتهت وعاد الحوثي لجميع مواقعه في الجبهة الغربية”، مضيفاً إن الـ(5) مليارات ريال التي صرفتها حكومة هادي لـ”تخفيف الضغط عن مأرب تقاسمها الفاسدون وعادوا لمواقعهم سالمين”، معيداً التذكير بنفس الحركة التي تمت قبيل رمضان العام الماضي وعلى إثرها تم الاستيلاء على 5 مليارات ريال أيضاً دون فائدة.
وتأكيداً على أن ما نشره الشرعبي كان عبارة عن توجيهات واضحة من السفير السعودي، أعاد الشرعبي نشر رسالة السفير للمرة الثانية في تغريدته الأخرى، حيث اختتمها بالقول “مساندة مأرب تبدأ الآن بالهجوم على أبين”، ورغم كونها رسالة تهكمية وساخرة إلا أنها كانت إشارة واضحة أن هادي يستغفل التحالف والسعودية تحديداً وأنه لا يريد أن يحقق أي تقدم عسكري ضد صنعاء في مأرب وأن معركة مأرب يتخذها شماعة لتمويل المعركة الحقيقية لهادي والإصلاح والتي قال عنها الصحفي المقرب من السفير آل جابر أنها “تبدأ بالهجوم على أبين” وهي رسالة سعودية واضحة قصدها وهدفها إعادة مد اليد السعودية للانتقالي من جهة عبر تحذيره من مخطط الهجوم عليه في أبين، ورسالة موجهة من السعودية لهادي هدفها فضحه وتعريته أمام بقية الأطراف الموالية للتحالف غير التابعة لهادي كالانتقالي وتيار مؤتمر الخارج بشقيه التابع للرياض والتابع لأبوظبي المتنافسون جميعاً على “تركية شرعية هادي”.