مع احتدام المعارك واقتراب صنعاء.. حظر تجوال في مأرب خوفاً من انتفاضة من الداخل
مأرب – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|
قررت سلطة مأرب الموالية للتحالف فرض حظر تجوال في المدينة بشكل يومي يبدأ من ساعات الليل الأولى.
وفيما بررت سلطة الإصلاح قرار الحظر بأنه يأتي في سياق مواجهة وباء كورونا إلا أن ناشطي الإصلاح كشفوا أن الهدف من الحظر خطورة الوضع العسكري، ما يشير إلى وجود مخاوف حقيقية لدى سلطة الإصلاح بمأرب من وقوع انقلاب ضدها من داخل مدينة مأرب خصوصاً بعد وقوع مستجدات لافتة بمدينة مأرب تشير إلى فقدان الموالين للتحالف السعودي الإماراتي أي حاضنة شعبية داخلية لهم.
وجاء كشف ناشطي الإصلاح على مواقع التواصل الاجتماعي لقرار الحظر بأنه بسبب خطورة الوضع العسكري، رداً على من أسموهم بـ”الكتاكيت” في إشارة إلى المعترضين على قرار الحظر والذين تبين في وقت لاحق أنهم المؤتمريين الموالين لرئيس أركان هادي، صغير بن عزيز التابعين لقوات التحالف في مأرب.
ردود ناشطي الإصلاح على المعترضين لقرار الحظر وفترته الزمنية، كشف أن قوات بن عزيز لا تقاتل فعلياً في جبهات المعارك واقتصار وجودهم في مأرب على استلام رواتبهم الشهرية مع بقائهم داخل المدينة، بدليل ما قاله ناشطو الإصلاح في ردهم، من أن اعتراضهم على الحظر سيقابل بتجميعهم جوار محل الصرافة الذي يستلمون منه مرتباتهم في مأرب ونقلهم دفعة واحدة إلى مديرية رغوان والتي تعد أبعد الجبهات العسكرية عن مدينة مأرب بهدف القتال فيها.
يأتي ذلك مع اشتداد المعارك العسكرية بشكل كبير في جبهات محيط مدينة مأرب خاصة مع اقتراب قوات صنعاء من البوابة الغربية للمدينة التي تعد آخر معقل لقوات هادي والتحالف السعودي الإماراتي شمال اليمن، كما يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد التحالف العسكري هجماته الجوية وتوسيع نطاقها لتشمل إلى جانب مأرب كلاً من حرض والضالع وتعز والساحل الغربي.
كما يأتي حظر التجوال بعد بروز مؤشرات قوية على وجود انتفاضة من الداخل ضد التحالف السعودي والموالين له من قوات هادي، برز ذلك من خلال ما كُشف مؤخراً من أحداث داخل مدينة مأرب حيث كشف لـ”المساء برس” مصدر موثوق بقيام مجموعة من أبناء مدينة مأرب بمهاجمة أحد ضباط قوات هادي في سوق السلاح داخل المدينة حيث قام المهاجمون بسحب سلاح الضابط وأخذ هاتفه وأخذ الطقم العسكري الذي كان يقوده، وبعد ذلك حذّر المهاجمون الضابط من العودة للقتال مع التحالف السعودي الإماراتي ثم تركوه يذهب وغادروا هم بعد أخذ الطقم والسلاح منه.
على صعيد متصل وفيما يتعلق بالوضع العسكري للقوات الموالية للتحالف، كشفت مصادر قبلية أن هناك عجزاً كبيراً في المقاتلين الموالين للتحالف بالإضافة إلى فشل قوات هادي في تحشيد المزيد من أبناء قبائل مأرب للقتال مع التحالف السعودي ضد قوات صنعاء، وقالت المصادر القبلية إن العجز في التحشيد بدا واضحاً بشكل كبير من خلال القافلة التي سيّرها الإصلاح في مأرب صباح اليوم الإثنين لدعم الجبهات والتي تكشف الصور التي نشرتها وسائل إعلام الإصلاح أن المحتشدين لدعم الجبهات لا يتجاوز عددهم الـ(15) شخصاً فقط، والذين تم تقديمهم على أنهم قبائل مأرب التي رفدت الجبهات بمقاتلين وقافلة غذائية وجرى الترويج إعلامياً بأن قبائل مأرب هي من ستحمي المدينة من قوات صنعاء في محاولة واضحة من إعلام الإصلاح الموالي للتحالف رفع معنويات مقاتليهم المنهارة، من جهة، والتي كشفت وسائل إعلام غربية وجود حالات تسرب كبيرة في صفوفهم، ومحاولة أخيرة لاستمالة قبائل مأرب علّها تدفع بأبنائها للقتال مع التحالف السعودي من جهة ثانية.