فصائل قطر وتركيا تطوق فصائل الإمارات في اليمن وسط صمت سعودي مطبق

خاص – المساء برس|

بدأت الفصائل الموالية لقطر وتركيا في اليمن، ممثلة بحزب الإصلاح، بتحركات عسكرية كبيرة في مختلف الجبهات، بهدف السيطرة على معاقل الفصائل الموالية للإمارات، وسط صمت سعودي مطبق.

في تعز وخصوصًا المناطق المحاذية للساحل الغربي، التي تسيطر عليها قوات طارق صالح، ذراع الإمارات، استكملت  فصائل حزب الإصلاح التابعة للقيادي الإصلاحي حمود المخلافي، المقيم في تركيا، سيطرتها على كافة المناطق المتاخمة للساحل من جهة تعز، وصولًا إلى مناطق واسعة في لحج وتحديدًا تبن ومديريات أخرى، حيث تسيطر قوات الانتقالي، الذراع الأخرى للإمارات،

وكان المخلافي قد بدأ معاركه في مناطق ريف تعز الجنوبي الغربي، تحت ذريعة “تحريرها” من قوات صنعاء، ونشر قواته في المناطق المحاذية للساحل تحت هذا الغطاء، متمددًا في محيط مدينة المخا والوازعية وموزع في تعز، والتي يعدها الإصلاح أرضًا خالصة له، مسنودًا بدعم كبير من قطر وتركيا اللواتي تسعيان إلى إيجاد موطئ قدم لهما في هذه المنطقة الاستراتيجية المطلة على ثاني أهم مضيق بحري حوال العالم.

بعد السيطرة على المناطق المحاذية للساحل، بدأت فصائل الإصلاح بالتوسع جنوبًا، وتحديدًا في ردفان بمحافظة لحج، حيث أنشأ حلفاء لحزب الإصلاح بقيادة المحافظ أحمد التركي، معسكرًا جديدًا يسعون من خلاله إلى تطويق الانتقالي، تمهيدًا لساعة الصفر للزحف نحو عدن، آخر معاقل المجلس المدعوم إماراتيًا.

وإلى جانب التحرك في لحج، بدأت بالتوازي قوات هادي والإصلاح بالزحف في محافظة أبين، بعد تمكنها السيطرة على مديرية أحور وهي أولى مديريات الانتقالي، وهي منطقة منزوعة السلاح وفق اتفاق الرياض، إلا أن السعودية صمتت عن هذا التوغل الذي يخرق الاتفاق الذي رعته، فضلًا عن إرسال قوات الإصلاح تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مديرية أحور استعدادًا للزخف نحو مديرية لودر بهدف الوصول إلى آخر معاقل الانتقالي في عدن.

يذكر أن قوات الإصلاح في أبين، تستعد حاليًا لاستلام أكبر شحنة تعزيزات عسكرية تضم مدرعات وأسلحة نوعية من قطر وتركيا، بالتزامن مع تحضيراتهم الكبيرة لاجتياح بقية مديريات أبين.

بحسب مراقبين، فإن كل هذه التحركات، هدفها الأساس قلب الطاولة على الإمارات، ولم يقتصر الأمر على الساحل الغربي ومحافظات الجنوب، بل شمل أيضًا محافظة مأرب، من خلال إقصاء رئيس الأركان المحسوب على الإمارات، صغير بن عزيز، وتولية هاشم الأحمر لقيادة الجبهات نيابة عن بن عزيز، وهو ما يشير إلى نية المحور القطري التركي إنهاء أي نفوذ أو تواجد للإمارات وأذرعها في البلاد.

كما أن التحركات العسكرية صاحبتها أيضًا تحركات سياسية، تمثلت في محاولة سحب بساط تمثيل الانتقالي للجنوب، من خلال ما سربته الاستخبارات الأميركية من معلومات عبر مؤسسة “جيمس تاون” تفيد بأن هناك حراك يقوده رجل الأعمال والقيادي الإصلاحي حميد الأحمر رفقة أحمد العيسي وأحمد الميسري، وجميعهم محسوبين على المحور القطري ويناصبون العداء للإمارات، عبر تشكيل تحالف واسع تحت يافطة “جبهة الإنقاذ”، لا يكون للإمارات أي وجود فيه.

وفسر مراقبون، الصمت السعودي على تحركات المحور القطري للانقضاض على الفصائل الإماراتية في اليمن، بأنه يأتي ضمن توافقات بين الدوحة والرياض، في محاولة من الأخيرة التخفيف على نفسها الحمل، خاصة مع تعارض أجنداتها مع أجندات أبو ظبي والتي تسببت بالكثير من الخسائر على المملكة.

 

قد يعجبك ايضا