الانتقالي يتجه للإدارة الذاتية وسط تزايد الخلافات مع الرياض
خاص – المساء برس|
بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، بالذهاب نحو الإدارة الذاتية غير المعلنة للمناطق التي يسيطر عليها، وسط تزايد التوترات بينه وبين الرياض.
وتجاهل اجتماع هيئة رئاسة الانتقالي، اليوم الاثنين، في اجتماعه الإشارة إلى حكومة هادي من قريب أو من بعيد، واكتفائه بتوجيه الأوامر للمؤسسات الحكومية في عدن للاضطلاع بدورها في الرقابة على الأسعار، ما ينبئ بأن المجلس يتجه نحو إدارة المناطق التي تحت سيطرته، مستغلًا هروب حكومة المحاصصة من عدن إلى الرياض.
وعلى الرغم من أن المجلس كان طوال الفترة الماضية، وقت تواجد وزراء حكومة المحاصصة في عدن، يحمل الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع، فضلًا عن استمراره مطالبتها بتنفيذ التزاماتها تجاها المواطنين، باعتبارها المسؤولة عنهم، إلا أنه في اجتماعه الأخير لم يأت على ذكرها.
يذكر أن الانتقالي، قد دفع خلال الفترة الماضية إلى تأجيج الشارع ضد الحكومة، وتحريك كل كروته، آخرها الهيئة العسكرية الجنوبية التي هددت بالبدء بمرحلة تصعيد جديدة ضد الحكومة، فضلًا عن دفعه أنصاره للخروج إلى الشارع في مظاهرات غاضبة منددة بتدهور الأوضاع المعيشية، الأمر الذي عده مراقبين تمهيدًا لطرد الحكومة، وسيطرته على الوضع وإدارته للمحافظات الخاضعة لسيطرته ذاتيًا.
ويواجه حاليًا الانتقالي اختبارًا صعبًا بعد رحيل الحكومة من عدن واستلامه زمام الأمور، يتمثل في الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الأوضاع المعيشية في الجنوب وانهيار الاقتصاد وانعدام الخدمات وانقطاع المرتبات والمشتقات النفطية.
ولا يقف الأمر عند الضغوط الشعبية المطالبة بحلول عاجلة وحسب، فالمجلس يواجه ضغوط سياسية وعسكرية كبيرة من السعودية، التي تطالب بفكفكته وتجزيئه تحت ذريعة تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض.
كما أن السعودية بدأت مؤخرًا، إعادة دفع الحراك الجنوبي إلى الواجهة، وهو أحد أبرز خصوم الانتقالي في الجنوب، من خلال دعم الحراك الذي أخرج أنصاره في ردفان بمظاهرات كبيرة طالبوا خلالها برحيل ما تسمى “الشرعية” والانتقالي من الجنوب، منددين بسياسة التجويع الممنهجة التي يستخدم الطرفين ملفها لإخضاع الآخر على حساب أوجاع ومعاناة المواطنين.
وبحسب مراقبين، فإن نجاح الحراك المدعوم سعوديًا، بإخراج تظاهرة كبيرة في ردفان للمطالبة برحيل الشرعية والانتقالي، تعد ضربة كبيرة في عظم الأخير الذي يعتبر ردفان بوابته الشمالية وأحد أهم الروافد البشرية التي ترفده بالمقاتلين، وهو ما قد يشجع المناطق الأخرى التي يعاني أبنائها من شظف العيش للخروج على الانتقالي، وبالتالي نجاح السعودية عبر الحراك بالدفع نحو تشتيت وتشظي الانتقالي من داخله.
وفي المقابل، تداولت وسائل إعلام موالية للانتقالي، أنباء عن نية عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، المقيم في أبو ظبي، زيارة بريطانيا للبحث عن دعم ضد خصومه، في إشارة إلى السعودية، فضلًا عن تهديده للسعودية بخطوات تصعيدية إن لم توفر المشتقات النفطية لكهرباء عدن، من خلال استحواذه على موارد المحافظات الجنوبية كاملة.