تصريحات السفير السعودي آل جابر لقناة روسيا اليوم تثير الجدل
خاص – المساء برس|
صرح السفير السعودي لدى اليمن محمد سعيد ال جابر أن محمد عبدالسلام كبير المفاوضين اليمنيين عن سلطة صنعاء سبق أن زار السعودية على رأس وفد تفاوضي في مفاوضات احتضنتها السعودية في ظهران الجنوب منذ العام 2016.
كما قال آل جابر في مقابلة لقناة “روسيا اليوم” إن السعودية رفعت القيود الإعلامية لاستضافة وإجراء مقابلات مع قيادات صنعاء ووفدها المفاوض، في إشارة فُهم منها أن الرياض وعبر آل جابر تحاول تسويق مبادرتها التي دفعت بها أمريكا أساساً قبل أسابيع ورفضتها صنعاء للمرة الثالثة.
غير أن تصريح آل جابر بشأن زيارة عبدالسلام للسعودية ووجود مفاوضات واتصالات مفتوحة بين صنعاء والرياض، كان المقصود منه محاولة الرياض الإيقاع بين طهران وصنعاء، ظناً منها – أي الرياض – أن الكشف عن هذه الزيارة والاتصالات ستجعل طهران تتخذ موقفاً من صنعاء وأن هذا الموقف سيربك المشهد لدى صنعاء ويجعلها تغيّر موقفها من المبادرة، حيث تعتقد الرياض إن هناك تنسيقاً بين صنعاء وطهران منذ بداية الحرب وأن الاتصالات بين صنعاء والرياض وزيارة عبدالسلام للسعودية تمت بدون تنسيق مع طهران، وبناءً على هذا الاعتقاد الخاطئ رأت السعودية أن كشف هذه المعلومات في هذا التوقيت سيزعج طهران وهو ما سيترتب عليه اتخاذها موقفاً من صنعاء فتتجه الأخيرة للقبول بالمبادرة السعودية.
غير أن ما لا تدركه السعودية هو أن معلوماتها التي تستقيها من المراكز الأمريكية سواءً مراكز الأبحاث أو الوكالات الاستخبارية يقوم عليها مجموعة من الموظفين الإسرائيليين وهم من يمدون السعودية بمعلومات مغلوطة ومن خلالها يتحكمون بتصرفات السعودية وتوجهاتها وقراراتها وبدورها الرياض تتلقى هذه المعلومات على أنها حقائق وتبني عليها تحركاتها، ومن بين هذه المعلومات “أن صنعاء تتحرك بموجب الرغبات الإيرانية” وأن لقاءات ظهران الجنوب في 2016 وما ترتب عليها من اتفاقات كانت بدون علم طهران، ولهذا اعتقدت الرياض أن كشف هذه المعلومات اليوم سيعمل على إحداث شرارة بين صنعاء وطهران، على اعتبار أن الأخيرة ستنزعج من تحركات صنعاء مع السعودية بدون علمها أو إشعارها، والحقيقة أن علاقة صنعاء بطهران وعلى الرغم من وقوف طهران إعلامياً وبالمواقف السياسية إلى جانب صنعاء منذ بداية الحرب إلا أن العلاقة بينهما لا تزال سطحية جداً وطهران تتعامل مع صنعاء كحليف وليس كتابع كما هو الحال في العلاقة بين كل من السعودية والإمارات مع واشنطن.