عشية 26 مارس.. صنعاء تضرب منشآت أرامكو ومطارات السعودية بـ26 طائرة وصاروخ (لماذا؟)

المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

تعمدت القيادة السياسية في صنعاء توجيه رسالة قوية للتحالف من خلال تحديد مقصود لعدد الطائرات المسيرة الهجومية والصواريخ الباليستية التي ضربت بها السعودية عشية 26 مارس 2021 الذكرى السادسة لتدخل التحالف السعودي الإماراتي بإشراف أمريكي على اليمن.

18 طائرة مسيرة هجومية، يضاف إليها 8 صواريخ باليستية، بمجموع 26 طائرة وصاروخ باليستي تضرب بها صنعاء مجموعة من الأهداف التي سبق ووضعتها في قائمة بنك أهدافها المستهدفة داخل السعودية، منها تقريباً وحسب التسريبات الأولية جميع منشآت شركة أرامكو النفطية ما كشف عنها حتى الآن هي رأس تنورة ورابغ وينبع وجيزان، بالإضافة إلى مجموعة من المطارات الرئيسية داخل المملكة، وكذا قاعدة الملك عبدالعزيز في الدمام وأهدافاً أخرى لم تكشف صنعاء عنها حتى الآن، كل ذلك ببـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد 3 و8 صواريخ باليستية من نوع ذو الفقار وبدر وسعير.

أما بقية العدد من الطائرات المسيرة وعددها 6 من نوع قاصف 2K فقد استهدفت بحسب بيان صنعاء مواقع عسكرية أخرى في نجران وعسير.

السعودية زعمت اعتراض 8 طائرات مسيرة وصاروخ باليستي واحد، ولم تتحدث عن بقية العدد من الصواريخ والطائرات، كما عترفت بتعرض محطة توزيع نفط أرامكو في جيزان لاستهداف أدى إلى انفجار وحريق في المنشأة ولم يكن هناك إصابات.

الهجوم وتوقيته وعدد الطائرات والصواريخ، كان – عوضاً عن كونه حقاً لصنعاء في سياق الحرب التي تشنها السعودية ضد اليمن – مقصوداً وحمل رسالة للولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، فالهجوم يأتي في عشية دخول اليمن العام السابع من الحرب، كما يأتي الهجوم حاملاً عدداً كبيراً من الأهداف وهذه العملية هي أكبر عملية تتعرض لها السعودية منذ بداية الحرب، في حين أنه ورغم السلاح الذي استخدمته السعودية في ضرب اليمن وعلى مدى 6 سنوات كاملة وفرض حصار شامل بما في ذلك حصار اقتصادي فإن من المفترض أن تكون قوة صنعاء العسكرية قد ضعفت مقارنة بحجمها بداية الحرب.

ذلك يعني أن صنعاء تريد القول أنها تدخل العام السابع من الحرب ووضعها العسكري أقوى أضعافاً مضاعفة عما كانت عليه العام الماضي أو الأعوام التي سبق.

كما تأتي الضربات بعد مفاوضات أمريكية غير معلنة مع وفد صنعاء عبر وسيط عماني، حاولت فيها واشنطن طرح أوراقها وكشفها بشكل واضح أمام صنعاء لكن الأخيرة رفضتها بشكل قاطع.

قبل الحرب على اليمن حاولت السعودية في 2014 إغراء جماعة أنصار الله بالسلطة في اليمن وبعثت لهذا الأمر أميراً سعودياً ذهب إلى صعدة لمقابلة زعيم أنصار الله، كان هذا العرض مقابل تنازلهم عن أمور مهمة أولها القبول بإبقاء اليمن حظيرة للسعودية وتحت وصايتها بالإضافة لأمور أخرى منها ما يتعلق بالثروة النفطية والحدود هذا بالإضافة إلى التغاضي عن أي مهام أو أدوار تلعبها أمريكا في اليمن، وعاد الأمير السعودي من صعدة بالرد بالرفض القاطع لما تعرضه السعودية.

وبعد ست سنوات من الحرب تأتي أمريكا لتفاوض صنعاء على نفس الأمر ثم تعود بنفس الرد الذي عاد به الأمير السعودي في 2014.

يأتي الهجوم الذي أطلقت عليه صنعاء “عملية يوم الصمود الوطني” بعد توجيه واشنطن للسعودية بصياغة ما طرح من شروط في المفاوضات غير المعلنة بمسقط قبل أسابيع قليلة وإعلانها على أنها مبادرة مقدمة من السعودية، ثم يأتي الرد عليها مرة أخرى من صنعاء بأن المطلوب هو وقف الحرب والقصف ورفع الحصار بالكامل والانسحاب العسكري الاجنبي من اليمن، ثم بعد ذلك تبدأ المبادرات والمفاوضات على الملفين العسكري والسياسي.

هذه المرة كانت الضربة محملة برسالة لم تكن للسعودية فقط بل ولأمريكا أيضاً بأن التنازل أو الاستسلام من صنعاء لن يحدث، وأن إطالة الحرب لا تزيد صنعاء سوى المزيد من القوة، وأن استمرار استخدام دعاية تبعية أنصار الله لإيران لم تعد تجدِ نفعاً مع أمريكا، وأن صنعاء لديها سياستها واستراتيجيتها الخاصة لا علاقة لإيران أو لغير إيران بها.

قد يعجبك ايضا