الانتقالي يتودد للرياض من جديد ببيان هاجم فيه صنعاء.. فهل الأخيرة مخطئة في موقفها الرافض؟
تقرير خاص – المساء برس|
سرعان ما يبدي الانتقالي تراجعه، وسرعان ما يطأطئ رأسه أمام الرياض ليؤكد من جديد أن الانتقالي أبعد ما يكون عن حمل القضية الجنوبية والدفاع عنها وعن حقوق الجنوبيين.
ففي ظل حالة التوتر التي تشهدها العلاقة بين السعودية والانتقالي بسبب تصعيد كل طرف ضد الآخر على خلفية عدم تنفيذ اتفاق الرياض واستكمال بنوده العسكرية والأمنية، وفي الوقت الذي كان فيه الانتقالي قد أقدم على خطوات كانت بنظر مراقبين جريئة ودلت على أن الانتقالي من الممكن أن يقول كلمة (لا) بوجه الرياض وهو الأمر الذي تُرجم عملياً في الاحتجاجات التي شهدتها عدن وأدت لمغادرة حكومة هادي المدعومة من الرياض لقصر معاشيق والتي شارك فيها ودفع بها الانتقالي بشكل رئيسي، يذهب المجلس اليوم للانحناء من جديد أمام الرياض ويحاول استرضائها والتودد إليها مستغلاً رفض سلطة صنعاء مبادرة الرياض وواشنطن التي تضمنت شروطاً لم يكن من الممكن تطبيقها والقبول بها من وجهة نظر صنعاء وقيادتها.
الانتقالي أعلن في بيان مذيل بتوقيع متحدثه الرسمي علي الكثيري أن مبادرة السعودية الأخيرة “تعد مساراً ضرورياً للدفع بعملية السلام الشامل في اليمن”، منتقداً رفض طرف صنعاء لها.
غير أن مراقبين اعتبروا أن موقف الانتقالي من المبادرة لم يكن ليعلن لولا وجود توتر مع السعودية يحاول الانتقالي خفض هذا التوتر عبر مغازلتها بهذا البيان، مشيرين إلى أن الانتقالي نفسه يرفض تنفيذ بنود اتفاق الرياض التي تلزمه بالانسحاب من المدن الجنوبية عسكرياً وتسليم سلاحه لشرعية هادي وقوات الإصلاح.
ويشير المراقبون إلى أن هذا الموقف من الانتقالي يأتي في إطار المكايدة السياسية تجاه صنعاء من جهة وللتودد للسعودية من جديد بعد موجة التوتر بينهما من جهة ثانية، وإلا فإن المبادرة السعودية أساساً ليست حتى في صالح المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة المجلس وحتى الإمارات صاحبة القرار الفعلي في الانتقالي تعلم جيداً أن المبادرة ليس فيها أي مصلحة لا لها ولا لأدواتها المتمثلة بالانتقالي، مشيرين إلى أن صنعاء لو كانت قبلت بالمبادرة لكان الانتقالي خرج وأعلن رفضه المبادرة كونها لم تشمل الجنوب وأنها وضعت اعتباراً لصنعاء ولم تعر عدن والانتقالي أي اعتبار أو اهتمام.
كما تضمن بيان الانتقالي مزاعم أخرى مفادها أن رفض صنعاء للمبادرة سيطيل أمد الحرب ويضاعف من معاناة المواطنين، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الانتقالي تناسى أن الوضع في مناطق سيطرة حكومة صنعاء من الناحية الاقتصادية والمعيشية أفضل بكثير من الأوضاع التي تعيشها مناطق الجنوب التي تسمى “مناطق محررة”، وكل ذلك رغم ما تعانيه صنعاء من حصار بري وبحري وجوي من قبل التحالف، بينما المناطق الجنوبية فلم يعد خافياً على أحد حجم الفارق الكبير في سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار وانعدام المشتقات النفطية في المناطق الجنوبية كما هو الحال في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة صنعاء المحاصرة، وكذا غلاء المعيشة الفاحش في الجنوب مقارنة بالأسعار في مناطق سيطرة صنعاء وانقطاع الكهرباء بشكل دائم في الجنوب بسبب انعدام وقود المولدات، وغير ذلك من أوجه المقارنة التي لا تعد ولا تحصى من وجهة نظر المراقبين للشأن اليمني بعد 6 سنوات من الحرب على البلاد.