عدن بدون كهرباء وأزمة وقود في الجنوب وحكومة هادي تغرّد بالإنجليزية بعدم وجود حصار نفطي وأن البترول متوفر
تقرير خاص – المساء برس|
زعمت حكومة هادي المنفية في الرياض قيامها باستيراد كميات كافية من المشتقات النفطية المخصصة لمناطق سيطرة حكومة صنعاء، في مغالطة وكذب فاضح يكشف مدى استهتار واستهزاء حكومة هادي بالشارع اليمني ووعي المواطنين في الجنوب قبل الشمال.
تصريحات حكومة هادي التي أتت على لسان وزارة خارجيتها، كان سببها التغطية على ما كشفته المبادرة السعودية الأمريكية المعلنة مؤخراً والتي اعترفت فيها السعودية بأنها تستخدم الملف الإنساني في اليمن ورقة حرب ضد اليمنيين، فحاولت حكومة هادي التهرب من هذه الفضيحة بالتصريح في وقت لاحق من إعلان المبادرة بأنها لا تفرض أي حصار على استيراد المشتقات النفطية وأنها قامت باستيراد كميات كافية من المشتقات المخصصة لمناطق سيطرة حكومة صنعاء زاعمة أن الأخيرة هي من تفرض الحصار على اليمنيين وتمنع سفن الوقود من الوصول إلى ميناء الحديدة، وهي تصريحات تكشف مدى استخفاف حكومة هادي بعقول اليمنيين وكأنهم لا يعرفون من الذي يمنع سفن المشتقات النفطية ويحتجزها في عرض البحر قبالة سواحل جيزان جنوب السعودية.
أمس الثلاثاء وفي خطوة جديدة تثبت فيها الحكومة المنفية مدى استحقارها واستخفافها بوعي المواطن اليمني، نشرت وزارة الخارجية التابعة لها بحسابها على تويتر تغريدات باللغة الإنجليزية فقط، قالت فيها إنها “سمحت أمس الثلاثاء لعدد من سفن المشتقات النفطية بالدخول إلى الحديدة للتخفيف من وطأة الوضع الإنساني”، ليتبين في وقت لاحق أن ما أعلنته خارجية هادي غير صحيح، حيث أعلن مدير شركة النفط في تصريح لقناة الجزيرة القطرية اليوم الأربعاء بعدم وصول أي سفينة إلى الحديدة مؤكداً بأن السفن لا زالت محتجزة في جيزان ولم يتم السماح حتى بتشغيلها، خارجية هادي قالت في تغريدة أخرى وأيضاً باللغة الإنجليزية إنها استوردت خلال الأشهر الماضية كميات كافية من المشتقات النفطية المخصصة لمناطق سيطرة حكومة صنعاء وقالت إن هذه الكميات دخلت اليمن عبر المنافذ الخاضعة لسيطرة التحالف زاعمة أن سلطة صنعاء منعت دخولها لمناطقها بحجة أنها كميات مهربة وغير صالحة للاستخدام، وهو ما لم يحدث على الإطلاق بدليل أن المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها حكومة هادي تعاني من أزمة مشتقات نفطية منذ أشهر والكهرباء منقطعة عن المدن الجنوبية بسبب انعدام الوقود.
هذه المعلومات التي نشرتها حكومة هادي تؤكد الحقائق على أرض الواقع في الجنوب قبل الشمال عدم صحتها، إذ أن المناطق الجنوبية التي يسيطر عليها التحالف السعودي والتي زعمت حكومة هادي أنها استوردت إليها كميات من المشتقات النفطية بهدف إيصالها إلى مناطق سيطرة حكومة صنعاء، هذه المناطق الجنوبية بالكامل تشهد منذ أشهر أزمة في المشتقات النفطية لدرجة أن السعر الرسمي للمشتقات النفطية في مناطق سيطرة التحالف في الجنوب وصلت إلى 10 آلاف ريال للصفيحة الواحدة، وهذا هو السعر الرسمي في معظم مناطق سيطرة التحالف أما سعر الوقود في السوق السوداء فهو يزيد في الجنوب فهو يزيد عن هذا السعر بكثير.
ووصف مراقبون تصريحات حكومة هادي بشأن المشتقات النفطية واقتصار هذه التصريحات على تغريدات بحساب الخارجية في تويتر وباللغة الإنجليزية كان هدفه تبييض صفحة التحالف السعودي وحكومة هادي أمام المجتمع الدولي فقط بعد الفضيحة التي وردت في مبادرة السعودية، واصفين تلك التصريحات بأنها “قمة الجرأة في ممارسة الكذب والوقاحة”، مشيرين إلى أن حكومة هادي أغفلت أن كذبتها سرعان ما سيتم فضحها تلقائياً من خلال إلقاء نظرة على الأوضاع التي تعيشها المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف والتي يفترض أنها لا تخضع لحصار التحالف السعودي الإماراتي، حيث كانت أزمة انقطاع الكهرباء بشكل متواصل في معظم المدن الجنوبية من بينها مدينة عدن التي تسميها حكومة هادي عاصمتها المؤقتة هذه المعظلة كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الشارع الجنوبي للانتفاضة والخروج باحتجاجات غاضبة ضدها وضد التحالف حتى وصل الأمر لاقتحام المتظاهرين قصر معاشيق مقر إقامة الحكومة الأسبوع الماضي وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى مغادرة رئيسها ومعظم الوزراء لعدن متوجهين إلى العاصمة السعودية الرياض هرباً من استمرار المظاهرات ومطالب المحتجين التي لم توفرها الحكومة وعلى رأسها خدمة الكهرباء المتوقفة وباعتراف بيانات المؤسسة العامة للكهرباء في عدن بأن السبب في ذلك انعدام الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.