معلومات تُكشف من الداخل.. توجسات ومخاوف “العمالقة” من تحرك الإصلاح نحو المخا والساحل
تقرير خاص – المساء برس|
قالت مصادر خاصة لـ”المساء برس” ان هناك توجساً كبيراً من سيطرة الإصلاح على المديريات الغربية لتعز خصوصاً المخا التي تعد معقل قوات طارق صالح، خاصة مع الهدوء الذي تشهده الجبهة الشرقية، لتعز، الامر الذي وضع الكثير من الشبهات حول جدوى تحرك الإصلاح في مناطق غرب المدينة.
وبحسب المصادر فان عدم وجود قوات عسكرية لصنعاء في تلك المناطق بالقدر الذي تتواجد فيه بالجبهات الشرقية، دفع إلى الاعتقاد بأن سيطرة الإصلاح جنوب غرب المحافظة جاءت بعد سحب قوات صنعاء لمقاتليها في حين أن تلك المناطق في حقيقة الأمر لم تكن جبهات عسكرية ولم يكن لصنعاء تواجد عسكري فيها وأن المنطقة كانت تحت إشراف أبنائها، وهذا الاعتقاد الخاطئ الذي ساد في تعز جرى تداوله واعتماده كمعلومات حقيقية وهو ما زاد من حدة التوتر والذي انعكس على بروز اتهامات من قبل إعلام طارق صالح موجهة للإصلاح بأنه قام بالتنسيق مع قوات صنعاء للتقدم نحو الساحل الغربي.
وبرغم مشاركة قوات هيثم قاسم في معارك الكدحة، الا ان الاغتيالات التي تعرضت لها قيادات مواليه وتتبع ما يعرف بـ”القوات المشتركة” أبرزهم طلال الدولار الذي قتل أثناء محاولة استهداف اركان حرب اللواء الخامس حماية رئاسية عمار الجندبي وهو أحد القيادات السلفية في تعز وهو على خلاف عقائدي مع الإصلاح منذ سنوات، ذلك الحدث زاد من حدة المخاوف لدى القوى المسلحة المناهضة للإصلاح بتعز من عملية استدراج منضمة لتصفية ابرز القيادات المناوئة للإخوان.
الخسائر التي تعرضت لها القوات الموالية للتحالف والتي تعرف على وسائل الإعلام بأنها “القوات المشتركة”، خلال اليومين الماضيين بسبب الكمائن من جهة ومحاولات الاغتيال من جهة ثانية والألغام الأرضية من جهة ثالثة، دفع إلى بروز عدة تساؤلات عن الجهة المستفيدة من هذه العمليات، حيث تشير اصابع الاتهام نحو تورط قيادات في الاصلاح في عمليات التصفية التي تعرضت لها قيادات في القوات المشتركة، خصوصاً جماعة ابو العباس التي كانت قد خاضت حربا ضروساً مع الاصلاح وسط مدينة تعز، قبل أن يتم ترحيلها الى الكدحة.
في هذا الصدد كشفت مصادر خاصة لـ”المساء برس” أن سبب استهداف اركان حرب اللواء الخامس حماية رئاسية في تعز عمار الجندبي كان بسبب قيام الأخير بنصب كمين لميثاق سيف فارع، وهو أحد القيادات المسلحة التي كانت موالية ومحسوبة على عدنان الحمادي.
وذلك ما دفع بالتيار المحسوب على الحمادي لنصب كمين لاستهداف الجندبي والذي تعرض لإصابة يعتقد أنها بليغة في حين قتل 8 من مرافقيه بينهم طلال الدولار الذي كان متواجداً مع الجندبي أثناء محاولة الاغتيال.
وحتى اللحظة لا تزال المعلومات تتكشف تباعاً حول استهداف الجندبي، إذ تفيد المعلومات الواردة أن قائد اللواء الخامس حرس رئاسي عدنان رزيق وهو أحد القيادات السلفية التي اتخذت موقفاً شبه محايد بين الإصلاح والتيار الموالي للإمارات خلال السنوات الماضية، أراد الانتقام من المسلحين التابعين للإصلاح الذين استهدفوا رفيقه عمار الجندبي، وبحسب المعلومات فإن رزيق لديه اعتقاد بأن الإصلاح هو من دفع بأحد قياداته ويدعى مفضل الحميري لاستهداف الجندبي بهدف التخلص منه وتعيين آخر موالي للحزب.
على الصعيد الآخر وفي الجهة الساحلية من تعز، أعلنت قوات طارق في الساحل الغربي حالة الاستنفار تخوفاً من تقدم قوات الاصلاح في مديريات جبل حبشي ومقبنة، وقد زادت حدة التوتر مع اعلان الاصلاح فتح طريق البيرين المخا، الأمر الذي عده ناطق ما يسمى بـ”حراس الجمهورية” بـ”مؤامرة اخوانية خبيثة وهزة في الاتجاه الخطأ تستهدف الساحل”، متوعداً بالرد القاسي.
قبل عام من الآن تم تسريب مقطع فيديو للقيادي بالإصلاح عبده فرحان المقلب بـ”سالم” والذي يعد الحاكم العسكري الفعلي في تعز، وكان واضحاً أنه كان يتم تصويره بشكل سري حينها، “سالم” كان يتحدث فيما يبدو لقيادات آخرى في الإصلاح حول موضوع المخا وسيطرة طارق صالح على الساحل الغربي المناطق الساحلية المحاذية لباب المندب، وفي ذلك المقطع توعد سالم بالتحرك نحو الساحل الغربي زاعماً إن تركيا ستقدم لهم الدعم العسكري بالعتاد والمال، وأن إيران أيضاً أصبحت تقف إلى جانبهم في تعز.
تصريح سالم اقلق طارق ومعه قوات ما تعرف بـ”المقاومة المشتركة في الساحل الغربي” ومعقلها المخا، وقد اتخذ طارق تصريح سالم كتهديد على محمل الجد، وعلى إثره بدأ بين الطرفين سباق محموم للسيطرة على المديريات المتاخمة لمديريات الساحل الغربي، الى جانب ان الطرفان سعيا لاستقطاب أبناء مديريات جبل حبشي والوازعية ومقبنة وأبناء الحجرية عموماً وإغراء مشائخهم بالأموال، بغية السيطرة على هذه المناطق المطلة على مديريات الساحل.
وبحسب معلومات مؤكده حصل عليها “المساء برس” فإن القيادي بحزب المؤتمر في تعز عارف جامل وهو أيضاً وكيل محافظة تعز، بدأ صباح اليوم بحشد مقاتلين من قرى ومناطق تابعه لمديرية صبر.
ووفق المعلومات فان جامل يقوم بتحشيد المقاتلين الى معسكر العروس، وبحضور قيادات ومشائخ موالين للتحالف، كما تؤكد المعلومات الواردة أن عملية التحشيد تتم تحت اسم ويافطة “الحشد والتعبئة لتعزيز جبهات تعز” وهي ذريعة فقط لتحشيد المؤتمر مقاتلين موالين له ضد الإصلاح.
ويقرأ مراقبون هذه التحركات للمؤتمر في تعز على أنها تحمل دلالتين، الأولى: أن تيار المؤتمر الموالي للإمارات يحشد للانقلاب على الإصلاح بمدينة تعز، مستغلاً انشغال الإصلاح بالتوسع جنوب غرب المحافظة، أما الدلالة الثانية فهي أن هذا التحشيد هدفه الرد على ما قاله مؤخراً القيادي بالإصلاح “سالم” والذي هدد بإحداث هزة في تعز لتحرير الساحل من الإمارات.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى ما سبق وكشفه “المساء برس” يوم أمس نقلاً عن مصادر عسكرية بتعز والتي أفادت بأن قائد اللواء 35 مدرع عبدالرحمن الشمساني المحسوب على نائب هادي، علي محسن الأحمر، يقود وساطة بين قيادات قوات الإصلاح بتعز وقيادات قوات العمالقة المنتشرة بمديريات تعز الجنوبية غير الجبلية (موزع الوازعية) المحاذية لمناطق سيطرة قوات طارق صالح المدعومة من الإمارات وغير المعترفة بهادي.
حيث أكدت المصادر أن الوساطة هدفها دفع العمالقة للقبول بالقتال مع قوات الإصلاح ضد قوات صنعاء في الجبهات الجنوبية الغربية، واشارت المصادر أن قائد محور تعز المحسوب على الإصلاح، خالد فاضل وصل إلى منطقة الكدحة استعداداً للقاء الذي يرتب له الشمساني بين قيادات قوات الإصلاح وقيادات العمالقة، غير أن المصدر أكد أيضاً أن هناك مخاوف كبيرة من العمالقة من أن يكون الإصلاح يستغل تصعيده العسكري جنوب غرب تعز كتمويه لتنفيذ مخططه الرامي للوصول إلى الساحل الغربي والسيطرة على المخا ومناطق الوازعية وموزع التي تخضع لسيطرة العمالقة، وذلك بعد أن قام – أي الإصلاح – بتأمين منطقة التربة عسكرياً لصالحه وبات بإمكانه التقدم نحو المخا وهو آمن ومن دون أن يتم ضربه من الخلف بعد أن كانت التربة تحت سيطرة اللواء 35 مدرع بقياداته السابقة المحسوبة غير الموالية للإصلاح والتي أطيح بها عقب اغتيال عدنان الحمادي.
وبحسب المصادر أيضاً فإن العمالقة لا تزال ترفض بشكل قطعي إدخال الإصلاح أي مسلحين تابعين للحزب في المناطق التي تتواجد فيها ألوية العمالقة، مضيفة إن قيادات العمالقة أبدت استعدادها التصعيد العسكري من قبلها من دون تدخل للإصلاح ولو حتى بفرد واحد، وهو ما دفع بقيادات الإصلاح إلى الالتفاف على العمالقة من جهة أخرى عبر الضغط عليهم للقبول بتعزيزات عسكرية ليست محسوبة على الإصلاح وإنما تابعة للقيادي السلفي عدنان رزيق الذي يحاول الإصلاح استغلال موقفه المحايد من الإصلاح والتيار الموالي للإمارات خلال السنوات الماضية، وهو ما يكشف سبب محاولة اغتيال الإصلاح لأركان حرب اللواء الخامس حرس رئاسي الذي يقوده رزيق، عدنان الجندبي حيث كان الإصلاح يهدف لتعيين شخصاً آخر محسوب على الإصلاح يتمكن من خلاله تحويل قوات عدنان رزيق من قوة محايدة إلى قوة موالية وضد العمالقة.