حين كانت أمريكا في اليمن
يحيى محمد – وما يسطرون – المساء برس|
عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوغل أكثر في الشأن اليمني والسيطرة على البلد الذي يمثل أهمية استراتيجية على الخارطة الجغرافية في المنطقة بحكمه مهيمناً على أحد أهم الممرات المائية العالمية.
ومن جوانب السيطرة الأمريكية، التعليم وتغيير المناهج وحذف آيات من القرآن الكريم في المناهج ووصل الأمر إلى حذف سورة الكافرون في المنهج الابتدائي، حيث تريد واشنطن من هذه السياسة خلق جيل كامل بعيد عن ثقافة الجهاد، جيل مستسلم للهيمنة والوصاية الأمريكية، جيل لا يؤمن ولا يدرك معنى الدفاع عن النفس.
قبل ذلك كانت الوظيفة الأساسية للأمريكان في اليمن هي القضاء على القدرات العسكرية اليمنية التي اكتسبتها من صفقات السلاح بين اليمن وروسيا، فعملت واشنطن تحت اسم الدعم العسكري على دفع السلطة الحاكمة في عهد صالح إلى القبول بالتخلي عن السلاح الاستراتيجي ومن ذلك التخلص من صواريخ الدفاع الجوي، بالإضافة إلى تنفيذ مخطط قذر استهدف الأسطول الجوي الحربي اليمني عبر تعطيل الطائرات الحربية وإهلاكها والتسبب بخسارة اليمن 28 طائرة حربية ومروحية منذ العام 2004 وحتى العام 2012.
كما تمت السيطرة على الإعلام بدئاً بالإعلام الرسمي الذي كان يقدم النفوذ والهيمنة الأمريكية في اليمن على أنها المنقذ لليمن والداعم له.
السيطرة الاقتصادية تمثلت في تحويل النظام المالي في اليمن إلى نظام يعتمد بشكل كامل على سياسات البنك الدولي الذي صنعته أمريكا أساساً، وهي سياسات تفقر أي بلد، وأيضاً السيطرة على الثروة النفطية والغازية عبر شركات الاستثمار الأجنبية الأمريكية التي أتت إلى اليمن للاستثمار في النفط والغاز بينما لا يحصل الشعب اليمني على شيء بدليل أن الوضع المادي للمواطن قبل استخراج النفط كان أفضل من الوضع بعد النفط.
ومن الملاحظ أن الهيمنة الأمريكية على اليمن انعكست على الجانب الاقتصادي الزراعي من ذلك منع زراعة القمح ودفع سياسة السوق الاقتصادية إلى الاستيراد من الخارج بدلاً من الإنتاج من الداخل حتى وصل الوضع باليمن إلى أن تستورد كل شيء بلا استثناء حتى أعواد تنظيف الأسنان.
لقد استغلت أمريكا عناوين عدة للتوغل في اليمن والمجتمع اليمني لتغييره وتغيير هويته، منها استخدام منظمات المجتمع المدني للترويج لأفكار غربية انحلالية تفقد الشباب والشابات في اليمن غريزتهم العربية والإسلامية.
هذه الحقائق يجب أن يعرفها كل يمني ليدرك حقيقة العدو الذي يستهدف هذا البلد ولا يريد له أن ينهض، وليدرك أن أمريكا لا تقدم شيئاً لأي بلد في العالم إلا وتنهب منه مئات الأضعاف مما أعطته.
هناك سببان رئيسيان يدفعان أمريكا إلى التحكم باليمن وفرض الهيمنة والوصاية عليه، الأول هو المصلحة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر والذي تهيمن عليه اليمن، والسبب الثاني هو استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في العالم والقائمة على السيطرة على أهم الممرات المائية وخطوط الملاحة البحرية للسيطرة على طرق التجارة العالمية فواشنطن تدرك أهمية أن يتم فرض الهيمنة العسكرية على اليمن البلد المطل على أحد أهم المضائق العالمية وعلى خط الملاحة البحرية للتجارة العالمية بين قطبي العالم شرقه وغربه والذي يمر بالبحر الأحمر.