الحوثي يشرح طبيعة الوضع الأمريكي في اليمن قبل تحرك حسين الحوثي
خاص – المساء برس|
ركز زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي في كلمته السنوية بمناسبة ذكرى رحيل القائد السابق لحركة أنصار الله حسين الحوثي الذي قتل على أيدي قوات صالح في الحرب الأولى على صعدة عام 2004، ركز على طبيعة الصراع بين العرب وإسرائيل واستغلال الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم القاعدة الذي صنعته بنفسها بهدف إيجاد مبرر لفرض تواجد وهيمنة أمريكية على أي بلد في المنطقة، وبما يخدم مصلحة إسرائيل.
وسلط الحوثي الضوء على تركيز أمريكا على اليمن كبلد مستهدف بالسيطرة الأمريكية المباشرة، حيث ذكّر بما كانت واشنطن تصنف به اليمن من أنها البلد الثالث المحتمل بعد أفغانستان والعراق.
وقال إن تركيز أمريكا على اليمن يأتي من موقع اليمن في الجزيرة العربية والمنطقة الإقليمية وللسيطرة على اليمن كشعب وحضارة والتركيز على الثروات، لافتاً إن أحد السفراء الأمريكيين قال إن اليمن لا تزال بكراً، دلالة على أن أمريكا ستستغل البلد وتسيطر عليها، مؤكداً أن اليمن كان في مقدمة البلدان المستهدفة.
ولفت زعيم أنصار الله إلى ان استهداف اليمن كان شاملاً وبالقدر الذي يحول البلد من البشر والثروات والإمكانات لخدمة أمريكا، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا تتقبله البشرية الإنسانية وأن هناك بلدان سبق أن هزمت أمريكا وانتصرت لحريتها وإرادتها، كفنزويلا وفيتنام وكوبا.
وأضاف أن لليمن حصته من الهيمنة والسيطرة الأمريكية بطبيعة موقعها الجغرافي، مؤكداً أنه في مقدمة أهداف وأشكال السيطرة الأمريكية على اليمن هو الاستهداف العسكري، وأن أمريكا تشرع بإنشاء قواعد عسكرية في أي بلد تريد التواجد فيه وقال إن هذا ما حصل في اليمن وأن السلطة السابقة خضعت لوجود عسكري أمريكي تحت عنوان تدريب الجيش باسم مستشارين ومدربين، ثم تطور الأمر إلى وجود قواعد عسكرية إلى أن وصل الأمر إلى وجود قاعدة عسكرية أمريكية داخل العاصمة صنعاء كانت موجودة جوار مقر السفارة الأمريكية بالإضافة إلى قاعدة العند والتواجد بباب المندب.
وقال الحوثي إن السيطرة العسكرية لا تقتصر على إنشاء القواعد العسكرية فقط بل تتجه للسيطرة على الجيش اليمني نفسه تحت عنوان التدريب ثم تحت عنوان الهيكلة حيث تتم عملية شراء ولاءات ضباط الجيش وكبار قادته والتأثير عليهم والأخطر من ذلك تغيير العقيدة القتالية للجيش وتحديد من هو العدو للجيش اليمني وفق الرؤية الأمريكية وبما يخدمها وليس بما يخدم اليمن والأمة العربية والإسلامية.
كما لفت الحوثي إلى أن استغلال أمريكا للجيش اليمني كي ينفذ هو المهام العسكرية اللازمة والخاصة بخدمته ومصلحته من دون أن تخسر أمريكا جندياً واحداً وتكون الخسارة على حساب الجيش اليمني، كما ذكّر باستهداف الجيش اليمني لإضعاف قدراته العسكرية التسليحية ومن ذلك تدمير منظومة الصواريخ بعيدة المدى وتدمير المنظومة البحرية وسلاح الدفاع الجوي.
وأكد الحوثي أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت سيطرتها أيضاً على الأجهزة الأمنية في اليمن وحولتها إلى أجهزة تعمل لصالح السياسة الأمريكية وكجواسيس لها، ومن ذلك إنشاء الأمن القومي، كما لفت إلى أن السيطرة الأمريكية أمنياً على اليمن خلق وضعاً أمنياً منفلتاً وبفعل مباشر من الأمريكان الذين اصطنعوا الأعمال الإرهابية وانتشار الجماعات الإرهابية.
وكشف الحوثي أن الأمريكيين قالوا في بداية الأمر حين أتوا إلى اليمن أن هناك 5 عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن فقط وأنهم على هذا الأساس أتوا لتصفية هذه العناصر ليتطور الأمر بعد ذلك ويتوسع التنظيم الإرهابي ويصل إلى صنعاء ويصبح له مقرات وانتشار ومعسكرات حتى في العاصمة وجوار السفارة الأمريكية ذاتها.
ووصف الحوثي السفير الأمريكي في اليمن في فترة من الفترات بأنه كان هو من يقرر وهو من يوجه المسؤولين وحتى الأحزاب.
وقال إن الوضع في اليمن وصل إلى مرحلة التنافس بين المكونات السياسية والحزبية في اليمن لمحاربة بعضها البعض بالاستعانة بالسفير الأمريكي وأنه كان هناك تنافس بين المكونات السياسية في من يتقرب أكثر من السفير الأمريكي في صنعاء عبر تقديم تنازلات مهينة وصلت حد التنازل عن السيادة.
وكشف الحوثي عن مجالات عدة تدخلت فيها أمريكا في اليمن بشكل مباشر وفرضت سياستها ومخططاتها سارداً بعض عناوين الأحداث المهمة التي صاحبت تلك التحركات منها تغيير المناهج الدراسية وتخفيض حصص القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وحذف سور وآيات من المناهج الدراسية خاصة الآيات التي تتحدث عن الجهاد، بالإضافة إلى المحاربة في مجال الاقتصاد والمال والبنوك وفرض سياسات خارجية كتلك التي يعتمدها البنك الدولي الذي يعد الذراع الأولى لأمريكا في بلدان العالم الثالث التي دفعت بها أمريكا للوصول لسياسة الاقتراض.