المعركة الفاصلة.. الإصلاح يكمل تجهيزات غزو الساحل الغربي.. ماهو دور الحوثيين؟
تقرير خاص – المساء برس|
أكمل حزب الإصلاح (جناح الإخوان المسلمين في اليمن)، اليوم الأربعاء، ترتيباته الأخيرة للانقضاض على فصائل الإمارات بقيادة طارق صالح في الساحل الغربي في معركة فاصلة، بعد إكمال تجهيزاته في مديرية مقبنة المحاذية لمديريات الساحل الغربي وإعلان محور تعز، المحسوب على الإصلاح، تأمينه الخط الواصل بين مدينة تعز ومدينة المخا الساحلية، والتي ستتخذ من هذه النقطة منطلقًا لها في عملياتها القادمة، وسط تجاهل لتحركاتهم وتجهيزاتهم العسكرية من قبل قوات الحوثيين، ما يبعث على التساؤل عن ماهية دور الحوثيين في تسهيل مرور قوات الإصلاح نحو الساحل الغربي، معقل طارق صالح ذراع الإمارات الأبرز؟
نبيل الصوفي، سكرتير طارق صالح، اعتبر أن الانتصارات التي سوقها إعلام الإصلاح هي انتصارات وهمية هدفها ليس تحرير المناطق الأخيرة من الحوثيين، وإنما يكمن الهدف الرئيس لهذه التحركات هو السيطرة على الساحل الغربي.
وقال الصوفي، في تغريدة على حسابه في تويتر، إن “التسويق لنصر وهمي للتغطية على عدم تحريك جبهات المدينة، واقتصار القتال على جبهات التماس مع الساحل الغربي، لأن المعركة، وفق الصوفي، ليست تحريرًا من الحوثيين بقدر ما هي لفتح خطوط للوصول إلى الساحل لتمتد جبهة الهجوم غربًا على مديريات الساحل من مقبنة وصولًا إلى جبال المقاطرة وطور الباحة”.
وألمح الصوفي، في تغريدته، إلى ضوء أخضر من الحوثيين لـ الإخوان بالتقدم نحو الساحل، ويتجلى ذلك في عدم اعتراضهم لقوات الإصلاح في الجبهات المحاذية للساحل الغربي، والتي يسعى الإخوان جعلها منطلقًا لعملياتهم العسكرية في الساحل الغربي لإحكام سيطرتهم عليه، بهدف إيجاد موطئ قدم استراتيجي جديد لهم في محافظات الشمال من جهة، وتنفيذًا لأجندات تركيا التي تطمح للسيطرة على ممرات الملاحة بمضيق باب المندب من جهة أخرى، بعد يقينهم من اقتراب سقوط محافظة مأرب بيد الحوثيين، وهو ما ظهر جليًا في تصريحات محافظ مأرب، سلطان العرادة، الذي أكد تفوق الحوثيين في المعركة معترفاً بفقدان قوات الشرعية قرابة 68 ألف قتيل وجريح خلال العام الماضي، خاصة مع انسحاب القوات السعودية وسحب الإمارات لمنظومة الباتريوت الدفاعية خاصتها.
حديث سكرتير طارق صالح الإعلامي يعود بنا إلى التصريحات المسربة للقائد العسكري الفعلي للإخوان في تعز، عبده فرحان المخلافي، في أغسطس من العام الماضي، التي أكد فيه عن وعود تركية بتقديم عربات وأسلحة لهم، فضلًا عن تحالفهم الجديد مع إيران التي “أصبحت في صفهم” وفق تعبيره.
وأشار فرحان، في مقطع الفيديو المسرب، بعد مهاجمته لدول التحالف ممثلة بالسعودية والإمارات، إلى ملامح لتوحيد ما وصفها بالجبهة الداخلية، في إشارة إلى التحالف مع الحوثيين، وهو ما يظهر الآن في المناطق المحاذية للساحل الغربي في ريف تعز الغربي.
كما اتهم في التسريب، طارق عفاش، بالتخطيط للسيطرة على تعز ابتداء من التربة، معترفًا بتحركات الإصلاح في الحجرية والسيطرة على مدينة التربة حينها، واصفًا ذلك بـ”العملية الاستباقية”.
وأكد القيادي العسكري الإصلاحي، إن هناك “خطة للتعامل مع مخالفيهم في محافظة تعز”، مشيرًا إلى أن “أي واحد يرفع راسه نخبطه سريع.. ما فينا طافة”، حد قوله.
وبحسب مراقبين، فإن حديث القيادي العسكري الفعلي في تعز، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك عن عزمهم بالانقضاض على الساحل الغربي، وما الترتيبات الأخيرة في مديريات ريف تعز الغربي المحاذية للساحل الغربي، وكذا إنشائهم لمحور عسكري متكامل تحت مسمى “محور طور الباحة” الذي يضم ثمانية ألوية عسكرية، المحاذي أيضًا لمديريات تعز المحاددة للساحل، إلا بداية لعملية عسكرية واسعة للسيطرة عليه بعد تطويقه وبالتالي بسط يدهم على مضيق باب المندب، أهم المضايق العالمية، تنفيذًا لأجندات تركية.
وفي السياق، تداولت وسائل إعلامية، مؤخرًا، أنباء عن طلب سعودي لتركيا بمساندتها في الحرب على اليمن، مشيرة إلى أن الأخيرة فرضت شروطًا على الرياض مقابل تدخلها، أبرزها تسليمها جزيرة ميون ومضيق باب المندب، وهو ما يعزز حقيقة أهداف الإخوان من تصعيدهم العسكري باتجاه الساحل الغربي.