أوروبا تبدي اهتمامها ‏بصنعاء‏..‏ دلالات القرار الأوروبي الداعي لخروج كافة القوات الأجنبية من اليمن

‏تقرير ‏خاص ‏- المساء‏ برس|

‏صادق البرلمان الأوروبي على قرار أصدره الاتحاد الأوروبي يقضي بخروج كافة القوات الأجنبية من اليمن والبدء بشكل عاجل بالعملية السياسية لوقف الحرب في البلاد.

‏ويبدو من الواضح أن المجتمع الدولي يبدي اهتماماً بسلطة صنعاء وأنصار الله بهدف إقناعها بتقبل التوجهات الأمريكية الجديدة نحو الحرب في اليمن، ‏والتي لا تزال حتى اللحظة مجرد تصريحات وأقوال لم يتم تطبيقها على أرض الواقع على الأقل في أهم الملفات، ومن ذلك على سبيل المثال: استمرار فرض الحصار على استيراد المشتقات النفطية واحتجاز السفن في عرض البحر الأحمر، بالإضافة إلى استمرار القصف الجوي للتحالف الذي يتم عبر غرفة عمليات عسكرية في الرياض والقواعد العسكرية جنوب المملكة والتي يعمل فيها ويديرها ضباط أمريكيون تعاقدت معهم الرياض بصفة رسمية بموافقة الإدارات الأمريكية السابقة والحالية، وهو ما يعني استمرار مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على اليمن ولم يتم وقف العمليات كما قال الرئيس الأمريكي جوزيف ‏بايدن‏ في ‏خطابه الذي ألقاه من الخارجية الأمريكية.

‏غير أن التطورات الأخيرة ومنها الدعوة الأوروبية التي تضمنت مطالبة الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات حازمة تجاه إحالة مجلس الأمن الدولي الوضع في اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية وتوسيع قائمة الأشخاص الخاضعين لعقوبات مجلس الأمن، هذه التطورات في الوقت الذي تبدو فيه مقدمات لإنهاء الحرب على اليمن إلا أنها في الوقت ذاته تمثل أوراق ضغط تصنعها الأطراف الدولية لاستغلالها ‏خلال مرحلة المفاوضات السياسية التي ‏سترسم ملامح وشكل الوضع المستقبلي لليمن والذي تسعى الأطراف الدولية خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية أن ترسمه بناءً على ما يتوافق مع مصالحها ومصالح حلفائها الرئيسيين في المنطقة وأولهم الكيان الصهيوني.

‏اللافت أن التحركات الأمريكية الأخيرة ومنها ما تدلي به من تصريحات على لسان كبار مسؤوليها على رأسهم ‏بايدن‏، والتفاعل الأوروبي مع هذه التحركات ‏تصب جميعها في خانة إقناع سلطة صنعاء ‏و‏كأنها ‏إجراءات لبناء الثقة مع سلطة صنعاء، ‏ويبدو ‏من الواضح أن المجتمع الدولي يضرب ألف حساب لسلطة ‏صنعاء، فيما بقية الأطراف اليمنية كالإصلاح والمجلس الانتقالي لا يلقي لهم العالم أي بال ولا يعمل على البث عن مبررات ووسائل لإقناعهم فالقرار في نهاية الأمر ليس بيدهم ولا حتى بيد من يتحكم بهم من دول الإقليم.

قد يعجبك ايضا