هزائم متلاحقة للإصلاح في مأرب و استنفار لتنظيم القاعدة
تقرير خاص – المساء برس|
عزز تنظيم القاعدة الإرهابي، اليوم الثلاثاء، قواته المتواجدة في محافظة مأرب، بمجاميع مسلحة تابعة له، لإسناد قوات حزب الإصلاح، وبالتحديد في جبهة الكسارة.
وتأتي هذه التعزيزات، بعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها قوات حزب الإصلاح (جناح الإخوان المسلمين في اليمن) في هذه الجبهة، عقب الهجوم الكبير الذي شنته قوات صنعاء عليها.
وأكدت مصادر عسكرية وقبلية في المحافظة، إن القيادي في تنظيم القاعدة، علي محمد علي حسن بن غريب، قد لقي مصرعه في المعارك الدائرة في جبهة الكسارة، إضافة إلى إصابة القيادي في التنظيم، زين العابدين بن علي سعيد بن غريب.
وأشارت المصادر إلى أن مجاميع مسلحة من عناصر التنظيم الإرهابي، قد وصلت إلى الجبهة، في اليومين الماضيين، لمساندة القوات المحسوبة على هادي وقوات حزب الإصلاح.
ولم يعد خافيًا مشاركة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في القتال إلى جانب قوات ما تسمى “الشرعية” في مختلف جبهات القتال، حيث نشرت قناة الحرة الامريكية، في تقرير لها في أغسطس 2019، يؤكد مشاركة تنظيم القاعدة في القتال إلى جانب فصائل حزب الإصلاح في محافظة أبين.
وأشارت القناة في تقريرها، إلى دخول “تنظيم القاعدة على خط معركة حزب الإصلاح الإخواني ضد الانفصاليين في جنوب اليمن”.
ولفتت إلى أن “موالين لحكومة الإخوان اليمنية احتفلوا بكمين نصبه تنظيم القاعدة الإرهابي لقوات الحزام الأمني التي كانت في طريقها إلى شبوة لتعزيز قوات النخبة، حيث اعتبروا أن من نفذ الهجوم هي قوات عسكرية موالية لهم، قبل أن يظهر تنظيم أنصار الشريعة “تنظيم القاعدة” بإعلان مسؤوليته عن الهجوم الذي قال إنه نفذ ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي”.
ونقل موقع القناة عن متحدث الانتقالي (السابق) نزار هيثم قوله، إن “هذا دليل على علاقة الحكومة والقوات التي يقودها علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح بالتنظيمات المتطرفة واستخدامها ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي”.
وأشار المتحدث باسم الانتقالي، حينها، إلى أن “علي محسن الأحمر معروف عنه أنه منذ عام 1994 وقبلها كان يجند الأفراد الذين كان يرسلهم إلى أفغانستان، ثم في حرب 1994 كان رأس الحربة ضد الانفصاليين”، مضيفًا أن “نحو 70% من قوات هادي من العناصر الإرهابية”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “متشددين من تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة أعطوهم مناصب قيادية في الجيش في 2015 مثل مهران القباطي قائد اللواء الرابع في الحماية الرئاسية”.
وفي المقابل، اتهم وزير النقل السابق في حكومة هادي، في تغريدة له في سبتمبر 2019، الإمارات بارتباطها بتنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، مؤكدًا أنهم يملكون كل الدلائل التي تثبت وجود هذه العلاقة، في إشارة إلى تجنيد الإمارات عناصر داعش والقاعدة للقتال في صفوف المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما يشير إلى انخراط التنظيمين الإرهابيين في القتال في صف جميع أطراف ما تعرف بـ”الشرعية”.
وكانت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، قد كشفت عن مشاركة عناصر تنظيم القاعدة في القتال مع التشكيلات المسلحة المدعومة من الإمارات.
وأشارت الوكالة الأمريكية، في تحقيق صحفي مطول، إلى صفقة سرية تم إبرامها بين الإمارات وتنظيم القاعدة، نصت على خروج التنظيم من محافظتي شبوة وحضرموت مقابل حصول قادة التنظيم على أموال دفعتها لهم الإمارات.
وبحسب التقرير، فإن الصفقة تضمنت بالإضافة إلى حصول تنظيم القاعدة على الأموال، اتفاقًا بضم 10 آلاف من رجال القبائل المحليين، بمن في ذلك 250 من عنصرًا من تنظيم القاعدة إلى الحزام الأمني، المدعوم إماراتيًا في عدن والمحافظات الجنوبية.
وفي أواخر أغسطس من العام الماضي، تمكنت الأجهزة الأمنية في حكومة صنعاء من السيطرة على أهم معاقل القاعدة في محافظة البيضاء، حيث كانت تقاتل إلى جانب التشكيلات المسلحة التابعة للتحالف.
وكشفت مصادر أمنية عن حصول الأجهزة الامنية على وثائق هامة تضمنت معلومات تفصيلية عن مخطط للتحالف الأمريكي السعودي، لتمكين عناصر القاعدة وداعش من إسقاط محافظة البيضاء وانخراطها ضمن تشكيلات التحالف المسلحة لفتح جبهة نحو العاصمة صنعاء انطلاقًا من محافظة البيضاء.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر تنظيم القاعدة باشرت تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المخطط خلال العام 2018، ابتداءً بتنفيذ عملية استقطاب وتجنيد وتدريب عسكري وأيديولوجي وفق مفاعيم الجماعات التكفيرية لمئات العناصر، فضلًا عن استحداثها معسكرات جديدة في مناطق نائية بعيدة عن الرصد، إضافة إلى أنها أوفدت مجندين لتلقي التدريبات العسكرية في معسكرات التحالف في مأرب وشبوة.
وبيّن أن مخطط التنظيم، وفقًا لمعلومات الأجهزة الأمنية، دفع بمقاتليه لاتخاذ مواقع قتالية هامة ضمن صفوف مسلحي التحالف في محافظة البيضاء وتكثيف العمليات الإجرامية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتسهيل إسقاطها فيما بعد بشكل كلي بيد الجماعات الإرهابية، مرورًا بتوسيع رقعة سيطرتها إلى مناطق جديدة وصولًا إلى محاولة إحكام السيطرة على مديريات ناطع وذي ناعم في المحافظة.
كما أشارت المصادر الأمنية، إلى أن الوثائق التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية بعد سيطرتها على مواقع تنظيم القاعدة في البيضاء، تظهر الحجم الكبير للدعم اللوجستي العسكري المقدم من دول التحالف للعناصر الإرهابية والذي ارتفعت وتيرته في الشهور الأولى من عام 2018م.
وإلى جانب ما تم كشفه، كان تنظيم القاعدة قد أكد مشاركته إلى جانب قوات ما تسمى بـ”الشرعية” تحت لواء التحالف الأمريكي السعودي، من خلال إصداره لعدد من المقاطع المصورة تحدثت عن هذه المشاركة، فضلًا عن التصريحات لقيادات كبيرة في التنظيم أبرزهم قاسم الريمي الذي أكد مشاركة التنظيم في القتال إلى جانب التحالف وقوات هادي، إضافة إلى تأكيد القيادي في القاعدة خالد باطرفي مشاركتهم في الحرب.
وأكدت تقارير صحفية دولية ومحلية حصول القاعدة على دعم عسكري هائل من قبل دول التحالف، وهو ما أكدته أيضًا وكالة الأسوشييتد برس الأمريكية في تقريرها السابق، حيث اعتبرت أن الحرب على اليمن جعلت من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أقوى من ذي قبل، مضيفة أن التنظيم الإرهابي في اليمن هو حليف للولايات المتحدة الأمريكية ويقاتل معها لهزيمة ما أسمته “الحوثيين” فضلًا عن تلقيه الدعم من السعودية والإمارات برعاية أمريكية.