بريطانيا والدور الخفي في العدوان على اليمن
تقرير- عبدالحميد شروان|
منذ إعلان الحرب على اليمن في مارس 2015 من العاصمة الأميركية واشنطن، القائد الفعلي للعدوان، ومشاركتها بكل إمكاناتها الحربية في هذا العدوان الإجرامي، كانت بريطانيا هي الشريك الخفي الآخر لواشنطن وتتحمل جزءًا كبيرًا من مسؤولية الدمار والقتل الذي أصاب اليمن وشعبها.
حاولت بريطانيا، كثيرًا، إخفاء دورها الفعلي في مشاركتها في العدوان على اليمن، إلا أن مشاركتها العسكرية والاستخباراتية فضحت في محطات متعددة وانكشفت، آخرها اليوم بعد إعلان المحكمة الجزائية في صنعاء محاكمة جواسيس تابعين لجهاز الاستخبارات البريطاني M16.
وكان جهاز الأمن والاستخبارات قد تمكن، بعون الله من القبض على عدد من الأفراد في خلية تجسسية تابعة لبريطانيا، مكونة من ستة أشخاص، تم تجنيدهم وتأهيلهم وتدريبيهم من قبل الجهاز الاستخباراتي البريطاني في مختلف المحافظات اليمنية، فضلًا عن تجهيزهم وتزويدهم بوسائل الاتصال والتواصل والبرامج والتطبيقات الفنية المتطورة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع وتأكيد ورفع المعلومات والإحداثيات التي عملوا من خلالها على المساس بالأمن الوطني القومي للبلد خدمة لبريطانيا.
كما تتجلى مشاركة بريطانيا العسكرية في العدوان على اليمن، في تولي كوادرها في السلاح الملكي البريطاني العمل بشكل مباشر مع إدارة مركز عمليات التحكم والسيطرة العسكري السعودي، وتحديد بنك الأهداف في عمليات القصف، وطبيعة المهمات، وكذا الأسلحة التي ستستخدم في هذه المهمات، كما أنها تتولى التنسيق مع كوادر “البريطانية لأنظمة الطيران” لتنفيذها وتحضير القذائف والمعدات والطائرات وفق برنامج زمني متفق عليه مع القوات السعودية، وفق الأخبار اللبنانية.
هذا الدور الجلي في المجال الجوي، يؤكد أنها من تتولى زمام أمور المعركة الجوية، التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين في اليمن، إلى جانب الدور اللوجستي الأميركي.
ولم يقتصر دورها على ما سبق، إذ أنها تشارك في مجال البرمجيات وتقديم المستشارين، كما أنه، وبحسب الأخبار اللبنانية، يتواجد قرابة 6300 فرد من الخبراء والمستشارين من أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني في السعودية لتقديم المشورة والتدريب.
وعلى الرغم من محاولة بريطانيا إنكار ما ذكر آنفًا، وتبريره بالقول إن “هؤلاء الأفراد لا يشاركون مباشرة في الحرب أو تحميل الأسلحة أو في التخطيط لطلعات العمليات”، إلا أن أحد الضباط البريطانيين المشاركين كشف كذب ادعاءات حكومته، في مقابلة صحفية، مؤكدًا أن عملهم شمل القطاعات العملية والفنية كافة، مقللًا، في الوقت نفسه، من دور ضباط وجنود السعودية.
في أواخر نوفمبر 2017، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في تقرير لها، عن الدور البريطاني في العدوان على اليمن، عنونته بـ”الحرب القذرة”.
وأكدت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، أن الجيش البريطاني يشرف على تدريب القوات السعودية بشكل سري، موضحة أن 50 عسكري بريطاني يقومون بهذه المهمة.
وسميت هذه العملية بـ “كروس وايز”، التي شملت قوات من الكتيبة الثانية للفوج الملكي الاسكتلندي، ترتكز مهمتهم على تدريس تقنيات الحرب غير النظامية (I.W) لضباط معهد مشاة القوات البرية الملكية السعودية.
وتشير “الديلي ميل” إلى أن انكشاف هذه العملية جاء عن طريق الخطأ، عندما تم نشر ملخص وصور على موقع الفوج الاسكتلندي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، والذي ظهر فيها مدرب بريطاني يقف أمام خريطة اليمن وهو يشرح استراتيجية هجوم محتمل، موضحة أن وزارة الدفاع البريطانية استدركت الأمر وقامت بعد 20 دقيقة بإزالة الصور.