انقسام سعودي إماراتي بعد قرارات بايدن.. ترحيب جزئي من الرياض وتنصل إماراتي يرمي بالمسؤولية على السعودية
تقرير خاص – المساء برس|
علقت السعودية على ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والذي أعلن وقف دعم بلاده للعمليات العسكرية التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي على اليمن.
وقال بيان للسعودية نشرته على موقعها الرسمي لوكالة الأنباء أن المملكة ترحب بما ورد في خطاب بايدن بخصوص “التزام الولايات المتحدة بالتعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تستهدفها”.
وفي موقف يشير إلى محاولة السعودية التنصل عن جرائمها الدموية ضد المدنيين في الحرب على اليمن، حاولت الرياض أن تظهر نفسها في البيان بأنها لا علاقة لها في الحرب على اليمن، وأنها تدعم الحل السياسي الشامل، لكنها ركزت على أنها تدعم الحل السياسي بناءً على جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في حين لم يتطرق البيان إلى قرار بايدن بتعيين مبعوث خاص لليمن، في إشارة إلى أن الرياض ترفض هذا القرار وقد تعمل على عرقلة عمل المبعوث الأمريكي.
وزعمت الرياض في بيانها أنها قامت بعدة خطوات في سبيل دعم الحل السياسي في اليمن، زاعمة أنها أعلنت وقف إطلاق النار بشكل أحادي استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما لم يحدث حيث كانت صنعاء هي الطرف الذي أعلن وقف ضرب السعودية بالصواريخ الباليستية في مبادرة من جانب واحد على أمل أن تقابل الرياض هذه الخطوة بخطوة مماثلة وهو ما لم يحدث حتى اليوم الأمر الذي اضطر صنعاء إلى استئناف ضرب العمق السعودي بشكل متفاوت وفي أوقات ترى صنعاء بأنها يجب أن تنفذ عملية عسكرية ضد الرياض رداً على أي تصعيد من الأخيرة ضد صنعاء في الداخل اليمني.
كما زعمت الرياض في بيانها أنها قدمت مساعدات لليمن بأكثر من 17 مليار دولار، فيما تقول الأرقام الحقيقية أن الرياض قدمت هذا المبلغ ليس كمساعدات لليمن بل قيمة القنابل التي اشترتها الرياض من واشنطن وبريطانيا ودول أوروبية وغربية أخرى لقصف اليمن، كما أن ما يكشف زيف ادعاءات الرياض بهذا الشأن هو الانهيار الاقتصادي الحاصل في المناطق التي يسيطر عليها التحالف جنوب وشرق اليمن وارتفاع سعر الصرف وانهيار العملة المحلية ووصول سعر الدولار إلى 830 ريال بينما لا يتجاوز سعر الصرف في المناطق التي تسيطر عليها سلطات صنعاء الـ600 ريال.
ولم يرد في بيان الرياض أي تعليق على قرار بايدن بوقف الدعم الأمريكي للحرب على اليمن بقيادة السعودية، الأمر الذي يكشف مدى امتعاض الرياض من هذا القرار الذي سيمثل ضربة قاصمة للسعودية عسكرياً خاصة وأنها تعتمد بشكل كلي على القوات الأمريكية في تشغيل طائراتها في الجو وقيادة العمليات الحربية وتقديم الدعم الاستخباري واللوجستي بالإضافة لتشغيل منظومات الدفاع الجوي داخل المملكة وهو ما قد يدفع الأخيرة لبذل المزيد من الأموال وتقديمها سراً لإدارة واشنطن للإبقاء على بعض الخدمات العسكرية التي تقدمها واشنطن في السعودية بشأن الحرب من بينها عمليات الصيانة وخدمات ما بعد البيع وتشغيل الرادارات والمنظومات الدفاعية.
بدورها ردت الإمارات على تصريحات وقرارات بايدن الأخيرة، بالتنصل والتهرب من تبعات مشاركتها في الحرب على اليمن.
حيث سارع وزير الشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش إلى نشر تغريدة باللغة الإنجليزية على حسابه بتويتر قال فيها إن “الإمارات أنهت تدخلها العسكري في اليمن منذ أكتوبر العام الماضي حرصاً منها على إنهاء الحرب”.
موقف الإمارات الذي جاء على لسان وزير الدولة لشؤونها الخارجية يكشف مدى محاولة الإمارات التهرب من تبعات الحرب على اليمن وإلقاء اللوم كله على السعودية لتتحمل هي تبعات الحرب وتبعات الموقف والسياسة الأمريكية الجديدة تجاه التحالف السعودي الإماراتي، فالولايات المتحدة ستستغل تورد السعودية في الحرب على اليمن لابتزازها مستقبلاً وهو ما سينطبق على الإمارات أيضاً، ولهذا فإن تهرب أبوظبي من المسؤولية في الحرب أمام واشنطن لن يغير من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة القائمة على ابتزاز الحلفاء في المنطقة بعد تحميلهم تبعات الحرب رغم أن واشنطن هي من كانت صاحبة القرار الفعلي.