الزبيدي يهوي بالانتقالي إلى الحظيظ
رصد خاص - المساء برس|
عبرت أبرز مكونات العمل السياسي الجنوبي –الأربعاء- عن استنكارها لتصريحات رئيس المجلس الانتقالي “عيدروس الزبيدي” بشأن التطبيع مع إسرائيل.
الحراك الثوري -أكبر مكونات الحراك الجنوبي- أكد أن التطبيع مع إسرائيل يعني عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي لشعب فلسطين في نضاله لتحرير عاصمته الأبدية “القدس” من أيدي العنصرية الصهيونية.
وقال رئيس الدائرة السياسية بالحراك الثوري “عوض سالم البهيشي” إن الانتقالي ليس بدولة ولا يمثل شعباً بل يمثل كيانه السياسي مثل بقية المكونات السياسية في الجنوب العربي وما أكثرها، فضلاً عن أن الانتقالي ليس حزباً حاكماً معترفاً به لدولة ما”.
وأضاف أن “عيدروس” كرئيس للحزب الانتقالي يمكنه في الحاضر بناء علاقة مع حزب “الليكود” الحاكم لما يسمى إسرائيل، وبما أن الانتقالي جزء من منظومة سياسية في الدولة اليمنية فتطبيعه مع إسرائيل -كما يدعي- نوع من الهوس والتهريج السياسي ليس إلا، ولا أدري أين موقف عقلاء الانتقالي من هذه الغوغائية العيدروسية السياسية المفضوحة”، حد قوله.
الناطق الرسمي باسم مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي “أحمد الحسني” قال: إن تصريحات “عيدروس الزبيدي”، بخصوص التطبيع مع الكيان الصهيوني، تجاوزت الخطوط الحمراء للمكونات الجنوبية، وكذلك البرنامج السياسي للحراك الجنوبي المتفق عليه بين كل القوى الجنوبية أثناء انطلاق ثورة الحراك الجنوبي بعد العام ٢٠٠٧م.
وأكد أن البرنامج السياسي للحراك الجنوبي يجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني، واصفاً تلك التصريحات بغير المستغربة بالنسبة لجميع القوى الحية وفي الجنوب على وجه الخصوص.
وأوضح “الحسني” أن المجلس الانتقالي ينسجم بشكل مطلق مع سياسة الإمارات في المنطقة، وقال: “لو دخل محمد بن زايد جحر ضب لدخل الانتقالي معه، وهو بهذا ليس مخولاً بالحديث نيابة عن الجنوب ولا حتى عن المناطق الخاضعة لسيطرته والتي تمثل فقط 10% من المحافظات الجنوبية”.
بدورها أكدت لجنة اعتصام أبناء المهرة أن المجلس الانتقالي لا يمثل كافة أبناء المحافظات الجنوبية، وأوضح القيادي في اللجنة “حميد زعبنوت” أن الانتقالي يحاول مصادرة أصوات كافة الجنوبيين وتمثيلهم، وقال: “هو أمر مرفوض لدى كافة أبناء المحافظات الجنوبية”.
من جانبه، قال الأكاديمي السياسي “ناصر حبتور” إن “عيدروس الزبيدي” عبر عن مشروعه بوضوح ولم يأت بجديد لمن يتابع مسيرة المجلس منذ بدايته، مؤكداً أن الظروف وطريقة التأسيس والمعارك التي خاضها المجلس قد بينت بوضوح الإرادة الحقيقية لمن يتحكم بالمجلس، في إشارة إلى رغبة قيادات الانتقالي في الوصول إلى سلطة معترف بها دولياً ولو على حساب المبادئ والتوجهات العروبية والإسلامية.
وأشار “حبتور” إلى ضرورة أن تتكاتف القوى الجنوبية التي وصفها بـ “الحية” لإنقاذ القضية الجنوبية، واعادتها إلى مسارها الوطني الصحيح بعيداً عن المصالح الشخصية والانتماءات الضيقة، وحمايتها من العبث الخارجي الذي تجاوز كل الحدود، ملمحاً إلى أن تصريحات “عيدروس” الأخيرة تعتبر تمثيلاً للأجندات الإماراتية وتحتاج إلى وقفة جنوبية جادة.
نشطاء سياسيون جنوبيون أكدوا في تصريحات متفاوتة الحدة على أن حديث رئيس الانتقالي عن عزمه التطبيع تعد انتحاراً سياسياً ومسماراً في نهاية المجلس، ومن شأنها أن تضع بقية المكونات في حالة دفاع عن المبادئ والقيم بمواجهة الإمارات والانتقالي ممثلاً في “الزبيدي”، كما عبر البعض عن أمله في ظهور عقلاء الانتقالي لنسف كل تلك التداعيات بموقف حازم يعبر عن الهوية الجنوبية بانتمائها العروبي الرافض للسياسات الصهيونية.
وكان “عيدروس الزبيدي”، رئيس المجلس الانتقالي، أكد في مقابلة تليفزيونية، مع قناة “روسيا اليوم”، استعداد المجلس للتطبيع مع إسرائيل، مباركاً الخطوات التي اتخذتها دول في المنطقة في هذا الصدد، في إشارة إلى الإمارات ودول خليجية وعربية أخرى.
وأبدى “الزبيدي” نيته لاتخاذ تلك الخطوة في حال استعادة الدولة الجنوبية، على حد تعبيره، مؤكداً ألاّ شيء يمنع من إعلان التطبيع الكامل مع إسرائيل، نافياً وجود اتصالات مباشرة مع تل أبيب في الوقت الحالي، إلا أنه لمح إلى إمكانية حدوث اتصالات في المستقبل معها.