ما وراء الاستهداف الصاروخي على الرياض و “المُدبّر سعودياً” ولماذا الآن؟
تقرير خاص – المساء برس|
أعلنت السعودية أنها تصدت لهجوم صاروخي استهدف عاصمتها الرياض، وأدى إلى إغلاق مطار الملك خالد.
واتهمت السعودية قوات صنعاء بإطلاق صاروخ على الرياض، في حين أوقفت السعودية حركة الملاحة ظهر امس السبت على مطار الملك خالد وحولت الرحلات إلى مطار الدمام.
وقال التحالف السعودي أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض وتدمير هدف جوي معادي تجاه الرياض.
وعلى غير العادة سمحت السعودية لناشطيها بنشر مقاطع فيديو تظهر إطلاق الدفاعات الجوية صواريخ باتريوت وانفجارها في سماء الرياض، وهو ما أثار الشك حول سبب السماح بنشر مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي هذه المرة بينما كانت تحذفها على الفور في المرات السابقة التي تستهدف فيها قوات صنعاء الرياض.
غير أن النفي الذي أعلنته قوات صنعاء على لسان المتحدث باسم قواتها العميد يحيى سريع ومن ثم على لسان نائب وزير خارجيتها حسين العزي، كشف أن الرياض حاولت تنفيذ هجوم مفبرك على مطارها الرئيسي في العاصمة وإلصاق التهمة بحركة أنصار الله، في حركة وصفت بأنها مفضوحة ومكشوفة حاولت الرياض تطبيقها لتثبيت قرار إدارة الرئيس الأمريكي المنصرف دونالد بتصنيف حركة أنصار الله كحركة إرهابية، ودفع إدارة البيت الأبيض الجديدة برئاسة جوزيف بايدن إلى الإبقاء على القرار وعدم مراجعته وإلغائه حسب ما كان قد أعلن المرشح لوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة بايدن.
غير أن ما لم تكن تتوقعه الرياض هو أن تخرج الإدارة الأمريكية بإعلان رسمي بأنها بدأت بإجراء مراجعة عاجلة لقرار إدارة الرئيس السابق ترامب بشأن تصنيف أنصار الله حركة إرهابية، الأمر الذي كشف حقيقة ما حدث في الرياض والذي تبين أن الأخيرة حاولت وقف مراجعة بايدن لقرار التصنيف.
وحسب مراقبين فإن ما فعلته الرياض كشف حقيقة أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستقدم بالفعل على إلغاء قرار إدارة ترامب، حيث أدركت الرياض أن محاولاتها وضغوطها وحملتها الإعلامية السابقة والهادفة لتثبيت قرار التصنيف لم تجدِ نفعاً، فما كان منها إلا أن تجازف بإطلاق صاروخ قد لا يكون حقيقياً ومن ثم إطلاق صاروخ باتريوت لضربه في السماء، حتى وإن تساقطت شظاياه على المدنيين فإن الهدف بالنسبة لها سيكون كبيراً إن نجحت الخطة.
من جهة ثانية تكشف حركة الرياض الأخيرة أنها لا تعرف شيئاً عن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، ويبدو أيضاً أن اتصالاتها بالإدارة الجديدة شبه منقطعة خصوصاً مع وقوف الرياض والإمارات إلى جانب الرئيس الخاسر في الانتخابات دونالد ترامب، وهو ما يشير إلى أن الرياض لا يزال الموقف لديها ضبابياً بشأن إدارة بايدن ولا تعرف كيف سيكمل بايدن دور واشنطن في الحرب على اليمن خاصة مع تصريحاته بشأن اعتزامه وقف دعم الحرب على اليمن ووقف دعم السعودية عسكرياً.