الرياض في مهمة صناعة التطرف والإرهاب جنوب اليمن (معلومات يكشفها 5 مسؤولين رفيعي المستوى)
تقرير خاص – المساء برس|
كشف 5 مسؤولين جنوبيين رفيعي المستوى في أكثر من محافظة جنوبية خاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي عن معلومات خطيرة تتعلق بالتحركات والأنشطة التي تعمل عليها الرياض منذ عدة أشهر في تلك المحافظات والتي تؤسس لتحويل جنوب اليمن إلى أكبر مركز على مستوى العالم يحتضن جماعات متطرفة وإرهابية.
وقال المسؤولون الخمسة الذين تحدثوا لـ”المساء برس” رافضين كشف هوياتهم إن ما تقوم به السعودية في المحافظات الجنوبية من تمويل بملايين الريالات السعودية لإنشاء عشرات المراكز السلفية والوهابية لنشر الفكر المتطرف والتكفيري في جنوب اليمن هو لعب بالنار، محذرين السعودية من أن ما تفعله جنوب اليمن سيحرقها هي أولاً وقبل أي دولة أخرى في الإقليم والمنطقة نظراً لخطورة الأهداف التي باتت تتضح للجميع من وراء إنشاء هذه المراكز السلفية المتطرفة وتمويل نقل مئات السلفيين والمتشددين وعناصر تنظيمي القاعدة وداعش ممن كانوا يقاتلون في سوريا والعراق وإدخالهم إلى اليمن ليستوطنوا المراكز السلفية التي تنشئها السعودية في المحافظات الجنوبية.
المسؤولون الذين تحدثوا أكدوا أن الرياض مولت خلال الفترة الأخيرة أكثر من 13 مركزاً سلفياً جديداً في محافظات لحج والمهرة والضالع وبعض الأجزاء في محافظة شبوة، مؤكدين أن تلك المراكز تعد رئيسية وكبيرة جداً خلافاً للمراكز الأخرى الصغيرة والتي بلغ عددها حتى الآن 20 مركزاً سلفياً ووهابياً.
ولفت المسؤولون إلى أن الرياض وفي الوقت الذي اتجهت فيه مؤخراً لنبذ التطرف والإرهاب في المملكة السعودية بشكل عام تقوم بتأسيس حاضنة جغرافية جنوب اليمن لتصبح اكبر تجمع في العالم للعناصر التكفيرية الإرهابية، وهو ما يدعو للشك والتنبه مبكراً وأخذ الاحتياطات اللازمة وقراءة المخطط جيداً الذي تهدف الرياض إليه من خلال تحويل جنوب اليمن إلى مركز للإرهاب.
وبحسب تصريحات المسؤولين الخمسة فإن الخطورة في هذه المراكز الوهابية هو اختيار المناطق الجغرافية ذات الكثافة السكانية والطبيعة القبلية والمناطق ذات التعليم الأقل، لافتين إلى خطورة هذه المؤشرات كونها تقود إلى أن الهدف من هذه المراكز ليس فقط توطين سلفيين من داخل وخارج اليمن فيها بل وتهدف أيضاً لتحويل المجتمعات المحلية التي أنشئت فيها هذه المراكز إلى مجتمعات متعايشة مع الفكر الإرهابي وتحويل شبابها إلى عناصر فاعلة في هذه التنظيمات الخطيرة والمهددة لأمن اليمن والمنطقة برمتها.
وكشف المسؤولون أن القيادي السلفي يحيى الحجوري من أحد القيادات البارزة المكلفة من السعودية مباشرة بالإشراف على أكثر من مركز وهابي من تلك المراكز الكبرى، وأشار أحد المسؤولين الخمسة أنه تأكد من تحركات لبدء استقطاب المئات من شباب محافظات حضرموت وشبوة وأبين ومن ثم نقلهم إلى بعض المراكز الكبرى الـ(13) خصوصاً التي أنشئت في محافظتي لحج والمهرة وكذا مركز يحيى الحجوري في منطقة الجوبة جنوب مدينة مأرب والذي مولته الرياض وقدمت له ملايين الريالات لإنشاء مركز وهابية في تلك المنطقة.
وأكد مسؤول آخر في لحج أنه يجري حالياً إنشاء 6 مراكز لنشر الوهابية والسلفية في مناطق متعددة في لحج وتعز ففي لحج يتم إنشاء مراكز وهابية في طور الباحة والمضاربة بقيادة بسام الحبيشي أحد الحاملين للجنسية السعودية، وفي تعز يجري حالياً إنشاء مراكز في التربة والمناطق ذات الكثافة السكانية بين محافظتي تعز ولحج.
كما يضيف المسؤول الحكومي الرفيع أن مركز طور الباحة يقوده القيادي السلفي خليل الحمادي وكذا تم انشاء مركز سلفي آخر في منطقة المحاولة بلحج ويديره القيادي السلفي جميل الصلوي، بالإضافة لمركز آخر في تربة أبو الأسرار في منطقة الصبيحة ذات الكثافة السكانية العالية في محافظة لحج والذي يعد رابع اكبر مركز وهابي في جنوب اليمن بعد مركز “الفيوش” الذي أكدت تقارير صحفية محلية وأجنبية أنه تحول إلى وكر للإرهاب والتطرف.
كما عملت السعودية على إنشاء أكثر من مركز للوهابية في محافظة الضالع بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب العاطلين عن العمل من أبناء محافظتي الضالع وإب المتجاورتين.
ويحذر أحد المسؤولين الذين تحدثوا لـ”المساء برس” من خطورة تحويل المنطقة الجغرافية القريبة جداً والمهيمنة على مضيق باب المندب أهم المضائق العالمية، إلى مناطق حاضنة للإرهاب والتطرف، لافتاً بالقول: “ما يحدث حالياً هدفه تهيئة الأرضية جنوب اليمن لتسليم المنطقة لقوات غربية بذريعة محاربة الإرهاب وحماية الممرات المائية الدولية، الأمر الذي يستدعي من الجميع بما في ذلك المسؤولين المتواجدين خارج اليمن وتحديداً الرياض – في إشارة للرئيس المنتهية ولايته هادي ومسؤوليه – وقف هذا المخطط الكارثي من بدايته الذي قد يبقي اليمن تحت الاحتلال العسكري الغربي المباشر لسنوات”.